هالة منير بدير تكتب: انفخ البلالين يا حجازي ، بكرة مرسي يِحرر غزة!!

 

( بُكرة مرسي يِحَرَّر غزة .. بُكرة مرسي يِحَرَّر غزة .. ) ، صوتٌ مبحوح يهتف بها في المحلة الكبرى في أحد الدعايات الانتخابية لانتخاب مرسي رئيساً ، يتبعه صوتٌ آخر أشد بحَّة ليقول : أن الولايات المتحدة العربية ستعود على يد هذا الرجل ومن معه ( وهو يشير إلى مرشح الرئاسة السيد مرسي وهو جالساً إلى جوار المرشد السيد بديع على المنصة ) وستكون القدس عاصمةً للخلافة ، وتتوالى الصيحات " ع القدس رايحين شهداء بالملايين ، ثم يستتبع عاشق الشهادة قائلاً ليسمع العالم أننا :
( لن نُوَرِّي ، ولن نُواري ، ولن نُهادن ، نعم هدفنا القدس ، سنصلي في القدس أو ننال الشهادة على أعتاب القدس ) ..
 
ثم اليوم يستنكر على الذين يذكروه بهذه الوعود الانتخابية المضللة الخادعة بقوله : ( هل تريدون أن نخوض حرباً الآن مع الصهاينة ويتحرك الجيش المصري ؟! ) ..
 
إذاً قد كان هذا برنامج " الكاميرا الخفية ".. !! ( انفخ البلالين يا حجازي عشان عيد الميلاد ) !! ..ها ، المشهد ده اتصور عايز تذيع قول ذيع ، أنا أقولك بقى : نعم ذِيع !! والكليب من شهر يونيو قبل الاتهام بالتربص وتصيد الأخطاء ..
 

http://www.youtube.com/watch?&v=mXvIYD30yAY

 
إذاً يا شيخ حجازي ما كانت هذه الكلمات والعبارات الرنانة ؟ هل كانت ضمن مشروع النهضة ( اللي طلع فكري ) وأنه لا يوجد أيضاً مشروع أو خطة لتعامل مصر ما بعد الثورة مع الكيان الصهيوني ؟ لومي ليس عليك ولكن لومي على الرئيس مرسي الذي اشترى أصواته الانتخابية تحت شعارات تحرير القدس وغزة ، ألومه لأنه يترك المتحدثين باسمه وباسم جماعته ليطلقون التصريحات التي تشينه وتسيء إليه أولاً وأخيراً ، وأسفي الأشد أن مصر الجديدة لم تحدد طريقة الردع الفاعلة ضد الكيان الصهيوني إلى الآن ؟ ولماذا الاستغراب وهي لم تحدد بعد خطاها في أي شأن داخلي !! نعم مشروع النهضة طلع بالفعل " فنكوش " داخلياً وخارجياً !!
 
الآن يا شيخ حجازي غزة تحت القصف العنيف في عهد مرسي " مُحَرِّر غزة " كما وعدتمونا ، فماذا أنتم فاعلون ؟ أين الملايين عشاق الشهادة الذين سيستشهدون على أعتاب القدس ؟ غزة يُقتل فيها الشهيد الجعبري لنشاهد أشلاءه تُسحل على الأرض قبل تفحمها ، ويشاهد العالم اللحظات السابقة قبل الاغتيال بدم بارد ، وتصوره إسرائيل بكل بجاحة واستهزاء بمشاعر العالم الإسلامي في بداية العام الهجري الجديد ، لنهنئ بعضنا وكلنا غُصة على أطفال تموت في عمر الزهور ولا تدري كيف ولم قُتِلت !
 
وأنتم أيها الشيوخ المجاهدون في سبيل الله العائدون من أفغانستان بعد الجهاد وتحطيم الأصنام هناك ، ألا يلفت نظركم مذابح في غزة وسوريا لتفتوا بضرورة تطبيق ذروة سنام الإسلام فيها بدلاً من تكفيرنا عندما نخالفكم فتوى تحطيم الأهرام والآثار المصرية ؟ والشيخ البطل المقدام الذي تحدى قانون زواج البنات وسيزوج ابنته وهي في الخامسة عشر وليس عنده مانع من تزويج بنت الثماني أعوام ( مادامت تطيق الزواج ) ألم ترى مشهد الرضع والأطفال المحترقين حتى الموت في غزة لتكف عن حض المواطنين وتحريضهم لخرق قانون الزواج ولتحضهم بدلاً من ذلك على الجهاد في سبيل الله ضد العدو الصهيوني ؟
 
ولإحقاق الحق فردود الفعل كانت سريعة لتواكب اعتداء إسرائيل الغاشم على إسرائيل من سحب سفير او إعلان رئيس الوزراء هشام قنديل ذهابه إلى غزة يوم الجمعة ولم يُكتفى بالتنديد والشجب كما يحدث في السابق ، ولكن ما أخشاه ومع استمرار الاعتداءات أن ينحصر رد درة الشرق في مظاهرات التنديد وطلب المساعدات والقوافل الطبية ، لابد أن يكون ضمن مشروع النهضة خطوات أشد حدة ، أقلها نحس أننا لم نعد تحت حكم مبارك ، ولا أحد يسألني كيف فمن كانت شعاراته هي تحرير فلسطين فلابد وأن يكون في درج مكتبه على الأقل خطة على الورق لفعل ذلك حتى ولو كانت خيالية أو حلم كما يُنسب للرئيس صَدَّام واحدة !! 
تعليقات القراء