«لا مصر هاجمت إسرائيل ولا إسرائيل هاجمت مصر».. اللواء سمير فرج: الجندي كان يؤدي واجبه عندما رأى متسللا تدخل بحكم واجبه

الموجز

كشف المفكر الاستراتيجي اللواء دكتور سمير فرج، معلومات مفصلة بخصوص حادث إطلاق النار الذي وقع على الحدود المصرية الإسرائيلية، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود من القوات الإسرائيلية، بجانب فرد أمني مصري.

• معبر سيئ السمعة

وقال فرج خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «صالة التحرير» الذي تُقدمه الإعلامية عزة مصطفى، عبر شاشة «صدى البلد»، إنّ معبر العوجة الذي شهد حادث إطلاق النار يتسم بأنه سيئ السمعة.

وأضاف أنّ كل حالات الهروب أو التسلل كانت تتم من خلال هذا المعبر، موضحا أن الأرض في المعبر جبلية مليئة بالكهوف والوديان، ومن يعبرها يصعب العثور عليه.

• 3 فئات اعتادت التسلل

وأشار إلى ثلاث فئات اعتادت التسلل من هذا المعبر، وتشمل الأفارقة القادمين عبر سيناء ويهربون إلى إسرائيل، وقد انتهت هذه الممارسة، فيما تتبقى فئتان هما تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة والذخيرة.

وأوضح أنّ المعلومات بخصوص حادث الأمس ضئيلة جدا من الجانب الإسرائيلي، وهو أمر مفهوم نظرا لضخامة الحادث.

• تفاصيل دقيقة للحادث

وتحدّث عن تفاصيل العملية، قائلا إنّ مهربا خرج في تمام الساعة الرابعة فجرا من الحدود المصرية، واخترق خط الحدود تجاه الجانب الإسرائيلي.

وأضاف أن جنديا مصريا من قوات الأمن المركزي، طارد هذا المهرّب التزاما منه - أي من الجندي - بمهمته في تأمين الحدود، قائلا إنّ المهرب اختار الرابعة فجرا لأن عملية «تمزيق السلك الحديدي» للاختراق تستغرق ساعتين (من الرابعة للسادسة صباحا).

وأوضح أن المهرب تعمد أن تكون عملية الاختراق في الظلام الدامس، ثم يتمكن عند السادسة صباحا، مع بزوغ ضوء النهار، من التحرك بين وديان تلك المنطقة، معقبا: «التخطيط كان عشرة على عشرة».

ولفت إلى تحرك الجندي المصري، بنابع إما الإمساك بالمهرب أو القضاء عليه، موضحا أنه في بعض الحالات يكون من الأهمية توقيف المهرب لمعرفة دوافعه وجمع المعلومات منه.

• لماذا طارد الجندي المهرب داخل الحدود الإسرائيلية؟

وتابع: «البعض يتساءل لماذا دخل الجندي المصري وراء المهرب عندما اقتحم (الأخير) الحدود الإسرائيلية.. نعم الدخول وراءه كان إلزاميا.. الجندي كان ينفذ مهمته للإمساك بالمهرّب ومعرفة هويته وجمع كل المعلومات بخصوصه أو من يعمل معه».

وأشار إلى رواية إسرائيلية تحدثت عن وجود مجند ومجندة في برج المراقبة، وتعاملا مع الجندي المصري بإطلاق النار عليه فردّ عليهما الجندي المصري، ونجح في قتلهما.

• سبب غموض الرواية الإسرائيلية

وقال إنّ الحادث يكتنفه الغموض من قِبل الجانب الإسرائيلي الذي لا يريد تقديم المزيد من التوضيحات منعا لرصد أخطاء وقع فيها.

وأوضح أنّ الجانب الإسرائيلي لم يعلم بالحادث إلى عند الثامنة صباحا (وفقا للرواية الصادرة عن تل أبيب)، معتبرا ذلك يعبر عن قصور كبير.

وأكّد أنّ نقاط الاتصال مع البرج تواصل مع النقطة لكن من دون رد، فخرجت دورية تعاين الأمر فتم العثور على جثتي المجند والمجندة.

وأوضح أنّ إسرائيل دفعت بتعزيزات ووقع اشتباك مع الجندي المصري حتى تم استشهاده، بعدما تمكن من قتل جندي إسرائيلي آخر وإصابة ضابط.

• إسرائيل طلبت مساعدة مصرية

وبحسب سمير فرج أيضا، فقد طلبت إسرائيل مساعدة من مصر في تحقيق شامل بخصوص حادث إطلاق النار.

وتحدث فرج، عن الصيغة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن وصف الهجوم بأنه إرهابي، قائلا إن نتنياهو هو الوحيد الذي استخدم هذا الوصف.

وفسّر فرج هذا الأمر بالقول: «هذا هو أسلوب (نتنياهو).. يقول دائما للإسرائيليين هناك إرهاب وأنا أحميكم منه، ولابد أن تكون حكومتي اليمينية هي الحاكمة».

• تعاون مصري إسرائيلي

وأضاف أنّ مصر أعلنت التعاون مع إسرائيل في التحقيقات التي يتم إجراؤها، وهو أمرٌ اعتبره يصب في صالح الطرفين.

وتابع: «مصر تعمل على تأمين حدودها.. ليس من مصلحتنا أن نرى كل يوم أحدا يدخل وآخر يخرج».

وأشار إلى إعلان إسرائيل وضع كاميرات مراقبة على الخط الحدودي بالكامل، لمراقبة ما سيحدث هناك.

• حادث غير مفتعل

ووصف فرج، الحادث بأنه «غير مفتعل»، وقال: «لا مصر هاجمت إسرائيل.. ولا إسرائيل هاجمت مصر.. الجندي كان يؤدي واجبه عندما رأى متسللا تدخل بحكم واجبه».

وأضاف أنه من المتوقع أن تخرج روايات أخرى لهذا الحادث، باعتبار أنّ ما حدث مثّل أزمة كبيرة للجيش الإسرائيلي، كونه تلقى أكبر خسارة في آخر ثلاث سنوات.

وأكّد أن هناك قصورا كبيرا في الإجراءات الأمنية (من قِبل إسرائيل)، موضحا أن التحركات الطبيعية التي كان يفترض على الجيش الإسرائيلي إجراءها في مثل هذه الحالات، لم تحدث إلا بعد نحو ست ساعات على الحادث.

وتابع: «الحمد لله أن الحادث لن يؤثر على العلاقات المصرية الإسرائيلية كما قال نتنياهو».

خالص التعازى لأسر المتوفيين

وأمس الأول السبت، أفاد  المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة، بوفاة ثلاثة أفراد أمن إسرائيليين خلال مطاردة عناصر تهريب مخدرات على الحدود.

وقال البيان العسكري: «فجر اليوم السبت الموافق 3 / 6 / 2023 قام أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية بمطاردة عناصر تهريب المخدرات، وأثناء المطاردة اخترق فرد الأمن حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران».

وأضاف أن المواجهة أدت إلى وفاة ثلاثة أفراد من عناصر التأمين الإسرائيلية وإصابة فردين آخرين بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصرى أثناء تبادل إطلاق النيران.

وأشار البيان إلى أنه جار اتخاذ كافة إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة وكذا إتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.

وختم البيان قائلا: «خالص التعازى لأسر المتوفيين وتمنياتنا بالشفاء العاجل للمصابين».

تعليقات القراء