خالف البروتوكول لأجله وأنصفه بشهادة حق.. لفتات إنسانية جمعت بين السيسي والمشير طنطاوي.. والرئيس: «فقدت أبا ومعلما»

كتب: ضياء السقا

توفي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة الأسبق، عن عمر يناهز الـ 85 عاماً، بعد رحلة طويلة قضاها في القوات المسلحة المصرية.

ونعى الرئيس عبدالفتاح السيسي، المشير طنطاوي قائلا: «فقدتُ اليوم أبًا ومعلمًا وإنسانًا غيورًا على وطنه، كثيرًا ما تعلمت منه القدوة والتفاني في خدمة الوطن».

وارتبط الرئيس السيسي بعلاقة صداقة قوية مع المشير طنطاوي، ومنذ توليته وزارة، وحتى تولي رئاسة مصر يوجه له التكريم والإشادة.

ففي كل مناسبة خاصة بالدولة المصرية، يذكر الرئيس السيسي قادة الجيش المصري الذين لهم جهود وبطولات في حماية مصر على مدار تاريخها ولكنه طالما ما أعطى مساحة كبيرة للمشير طنطاوي ودوره في تولي إدارة مصر في ظروف قاسية حتى عبر بها بر الأمان.

في أكتوبر 2019، وخلال الندوة التثقيفية الحادية والثلاثين للقوات المسلحة، كرم السيسي الفريق عبد رب النبي حافظ، لدوره أثناء قيادته فرقة 16 مشاه، في حرب أكتوبر، قبل أن يلتقط الميكروفون ويمتدح طنطاوي.

«الفريق عبد ربه اتكلم عن الفرقة 16 والكتيبة 16.. معانا قائد الكتيبة 16، سيادة المشير حسين طنطاوي، الرجل العظيم اللي قاد مصر في أصعب الفترات».. بهذه الكلمات التي أعقبها مصافحة بين السيسي وطنطاوي، وتصفيق حاد من الحضور، تحدث السيسي عن وزير الدفاع الأسبق.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها السيسي عن تحمل طنطاوي الصعاب. في يناير 2013، وعقب خمسة أشهر من إحالة طنطاوي إلى التقاعد، عرضت الشؤون المعنوية للقوات المسلحة فيلما تسجيليا بعنوان «المشير حسين طنطاوي.. مسيرة عطاء في حب مصر».

في الفيلم الممتد لأكثر من 10 دقائق، ظهر السيسي وهو يتحدث عن طنطاوي قائلا «كان أفهَمَنا، وأكثرنا حرصا على بلده، ربنا يجازيه عننا خير الجزاء، عن اللي عمله مع الجيش ومع اللي عمله مع مصر في السنة ونص اللي فاتت».
وحكم المشير طنطاوي مصر على مدار 15 شهرا، منذ فبراير 2011، حتى يونيو 2012، باعتباره رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وأضاف السيسي خلال الفيلم التسجيلي الذي عرض خلال ندوة بمسرح الجلاء إن طنطاوي «تحمل ما لا تتحمله الجبال» قبل أن يوجه حديثه للحاضرين معه طالبا منهم السماح بتوجيه التحية له، في غير حضوره.

ما بين مديح 2013، و2019، تعدد مدح السيسي لطنطاوي، ووجه له التحية في أكثر من مناسبة، لعل أبرزها ما جرى في الذكرى الـ42 لاحتفالات حرب أكتوبر، حين تحدث السيسي عن تقاضي الضباط وضباط الصف نصف رواتبهم على مدار 20 عاما، لتحقيق القدرة الاقتصادية للقوات المسلحة، وقال السيسي «كان بطل الفكرة دي واسمحولي أوجه له التحية ليه لوحده، السيد المشير حسين طنطاوي».

مواقف عدة جمعت الاثنين في مناسبات رسمية، كإهداء السيسي مصحفا لطنطاوي أثناء تخريج الدفعة 153 بمعهد ضباط الصف المعلمين، وإعطائه نظارته المعظمة في مرة أخرى ليشاهد بعض العروض العسكرية، وتوقفه لمصافحته أثناء اتجاهه للجلوس في مكانه المخصص له بمنصة الاحتفال بتدشين قناة السويس الجديدة، تاركا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند منتظرا ومتابعا للموقف، ليخالف البروتوكول لأجله.

وأثناء مشاركته القوات المسلحة، حفل إفطار بمناسبة انتصارات العاشر من رمضان، في 2017، كان طنطاوي يجلس إلى جوار السيسي، وعبر الأخير صراحة عن الفترة التي حكم فيها طنطاوي البلاد، بوصفها كانت في ظل ظروف في منتهى القسوة «وبفضل الله، ربنا مكنه إنه يتجاوز بمصر في فترة قاسية».

كان ذلك قبل أن يوجه حديثه للرئيس السابق عدلي منصور وطنطاوي قائلا: «التاريخ هيتوقف كثيرا، أمام اللي عملتوه لحماية الوطن والحفاظ عليه، والتحمل في أصعب المراحل في تقديري اللي مرت بمصر».

شهادة للتاريخ من السيسي في حق طنطاوي

أدلى الرئيس عبدالفتاح السيسي شهادة للتاريخ في حق المشير طنطاوي ببراءته من الاتهامات الإخوانية الإرهابية من أنه السبب وراء الدم الذي شهده أحداث محمد محمود واستاد بورسعيد.

وأضاف الرئيس السيسي، خلال حضوره افتتاح عدد من المشروعات التنموية بشبه جزيرة سيناء، أنه كان أحد المسؤولين وقت تولي المجلس العسكري إدارة البلاد بعد يناير وشاهدا على هذه الفترة.

وتابع: «المشير طنطاوي كان له كلمة بأن إدارة مصر كأنها جمرة من النار في يده تحرقها لكنه لا يستطيع أن يتركها حتى لا تسقط».

وواصل: "الرجل بريء من كل ما قيل من مسؤوليته في كل الدماء التي سقطت سواء في محمد محمود أو مجمع أو استاد بورسعيد هو وكل المسؤولين في هذا الوقت، والمشير طنطاوي تاريخ من 1956 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر داعيا له بالمغفرة وأسرته الصبر والسلوان".

تعليقات القراء