«حروب الرب المزعومة.. القدس مدينة كل الأديان».. يوسف زيدان يكشف عن موقفه من القضية الفلسطينية

الموجز   

كشف الدكتور يوسف زيدان عن موقفه من القضية الفلسطينية في ظل الأحداث المتصاعدة التي تشهدها مدينتي القدس وغزة والمواجهات بين قوات الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين.

وأشار زيدان إلى أن القضية الفلسطينية يجب أن تُحل بالاستناد إلى احترام المواثيق والمعاهدات الدولية وحقوق الإنسان، مؤكدًا أن هذا هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الدائر في المنطقة.

وقال زيدان، في منشور عبر صفحته الشخصية بموقع "فيس بوك": "ردًّا على الكثيرين الذين يسألونني الرأي ويتساءلون عن رؤيتي للأهوال الجارية في الجوار، أقولُ مجدَّدًا ما أعلنته مرارًا طيلة السنوات الماضية، المؤلمة : ".

وأضاف: "موقفنُا من القضية الفلسطينية يجب إرساؤه على قاعدة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية المتحضِّرة، وليس على متاهات الوهم ودوامات التدين التي تطحن رحاها المساكين لصالح المتاجرين المستفيدين من استمرار الصراع.. كما يجب التعبير عن موقفنا باللغة وبالمفاهيم وبالمفردات التي يفهمها العالم، وليس بزعيق الناعقين والصخب البهلواني للمهرجين والمبهرجين. هذا، وإلا سوف يظل الصراعُ بين العرب والعبرانيين مستعرًا للأبد، وتظل المآسي  الإبراهيمية وحروبُ الرب المزعومة، مستمرة إلى ما لا نهاية .".

وفي منشور آخر، قال زيدان: "القدسُ، مدينة الألم والمعاناة عبر التاريخ، كانت لوهلةٍ مرَّت قبل ألفي سنة عاصمةً للعبرانيين، وسُميت آنذاك تقديسًا لها وتبجيلًا : أوروشاليم، بيت هميقداش .. ثم صارت عاصمة وثنية على النسق الروماني، ونُصب فوقها تمثال لإله كوكب المشترى "كابيتولين جوبتر"  وصار اسمها آنذاك : إيليا كابيتولينا ، تقديسًا لمعبودها وتكريمًا للإمبراطور الذي دمَّرها على رؤوس اليهود، ثم أعاد بنائها على الطراز الروماني : إيليانوس هادريان .. ثم صارت في الردح المسيحي، واحدة من مدن الله العظمي في الأرض، وارتبطت في عقيدة الكنائس بقيام المسيح من الموت، وسميت آنذاك : إيلياء .. وبعدما فتحها المسلمون صُلحًا (بغير قتال) خملت المدينة لعشرات السنين، ثم بنى فيها الخليفة الأموي الماكر الفاجر، هادم كعبة مكة، عبد الملك بن مروان" قبة الصخرة" وأقيم لاحقًا بجوار هذه القبة، المسجد المعروف بالأقصى وصار اسم المدينة "بيت المقدس"ويقال لها تخفيفًا : القدس".

وتابع: "استنادًا إلى تاريخ هذه المدينة المسماة اليوم " مدينة السلام" مع أنها كانت دومًا مدينة الدم والصراع والقتال والقداسة .. فإنه لا يجوز لأصحاب أي ديانة، المناداة بأنها عاصمتهم الروحية، فالروح لا عواصم أرضية لها .. ولابد في خاتمة المطاف أن يأتي يومٌ يتعقَّل فيه الناس ويتوافقوا على أن هذه المدينة، تاريخيًا، من حق أتباع وأهل هذه المذاهب كلها، والديانات :
اليهودية التوراتية، اليهودية السامرية، اليهودية الأسينية، الوثنية الرومانية، الصابئة وعبدة الكواكب، المسيحية الأرثوذكسية، المسيحية الكاثوليكية، المسيحية البروتستينية، الإسلام السُّني، الإسلام الشيعي".

واختتم منشوره بالقول: "القدسُ مدينة كل الأديان بالمنطقة، ما استمر منها وما اندثر، ولن يصح أن تكون مستقبلًا عاصمة لفريق من القرناء الفرقاء .. وإلا دام الدمُ النازف، وبقي القتلُ الجارف، وصار الدمارُ دائمًا أبدًا".

تعليقات القراء