«مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا».. في الذكرى التاسعة لرحيله.. سر القرار الذي اتخذه البابا شنودة وأغضب السادات.. وأبرز المحطات في حياته

الموجز

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الأربعاء، بالذكرى التاسعة لرحيل مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة المرقسية السابق، وهو البابا رقم 117 في تاريخ باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وولد البابا شنودة الثالث باسم نظير جيد روفائيل في 3 أغسطس 1923، وتنيح في 17 مارس 2012، وهو بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر رقم 117، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البطريرك وهو رابع أسقف أو مطران يصبح بطريركا بعد البابا يوحنا التاسع عشر "1928 - 1942" ومكاريوس الثالث "1942 - 1944" ويوساب الثاني "1946 - 1956".

تم رسامته راهبًا باسم أنطونيوس السرياني يوم السبت الموافق 18 يوليو 1954، وقد قال حينذاك جملته المعروفة " إنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء"، ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد نحو 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة. حسبما نشر موقع "مصراوي".

مر عام من رهبنته وتم سيامته قسًا، وأمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره، وعمل سكرتيرًا خاصًا للبابا كيرلس السادس في عام 1959، ورُسِمَ أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية في 30 سبتمبر 1962.

وبعد رحيل البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ 116، عن عالمنا في 9 مارس 1971، أجريت انتخابات البابا الجديد واختير البابا شنودة بطريركًا، ثم جاء حفل تتويج البابا "شنودة" للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971، وبذلك أصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة.

وفي عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، وأكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر.

كما أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكان يحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية، حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات، وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج مصر، وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت، وفي عهده تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج مصر.

وأعلن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر ناهز 89 عامًا، وذلك يوم السبت 17 مارس 2012، في بيان يقول "المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع".

وضع جثمان قداسة البابا شنودة في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسى القديس مارمرقس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه وأقيم أول قداس صباح الأحد في وجود الجثمان، في حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في يوم الأحد 18 مارس 2012.

واستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمانه، وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء بطائرة عسكرية بقرار صدق عليه المشير محمد حسين طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث أوصى بأن يكون جثمانه هناك وفقا لوصيته وهو موجود هناك إلى الآن في مزار تم إعداده لذلك، ويضم العديد من مقتنيات الراحل قداسة البابا شنودة الثالث.

بدوره، قال المستشار نجيب جبرائيل، رئيس المحكمة الأسبق ومحامي الكنيسة، إن البابا شنودة الثالث شخصية وطنية فريدة من نوعاها، وقدم التحية لروحه، تزامنا مع الذكرى التاسعة على رحيله التي تحل، اليوم الثلاثاء.

أشار "جبرائيل" في تصريحات خاصة لموقع "أهل مصر" إلى أن الكثيرين لا يزالون يتذكرون قول البابا شنودة المأثور "إن مصر ليس وطنا نعيش فيه وإنما هي وطن يعيش فينا"، ونوه إلى قراره الوطني الذي أغضب السادات وهو منع الأقباط من زيارة القدس إلا برفقة أشقائهم المسلمين، لافتا إلى أنه تم التحفظ عليه بالدير مدة تزيد على ثلاثة سنوات ونصف ظنا من السادات أن قرار البابا بحظر زيارة الأقباط للقدس سبب إحراجا له أمام الكيان الصهيوني.

وأضاف أن دول الخليج كانت تعتبره "بابا العرب"، ولا ينسى أحد مواقفه العروبية وخاصة القضية الفلسطينية، فهو أول "بابا" قابل الرئيس الأمريكي كارتر، وفي جميع زياراته الخارجية كان أول مكان يزوره هو السفارة المصرية في هذه الدول.

وتابع: "نتذكر جميعا صداقته القوية ومحبته الكبيره لفضيلة شيخ الأزهر"، يقول نجيب جبرائيل، كما أنه كان شاعرا كبيرا، يعشق اللغة العربية وينظم الشعر وهو طالب صغير، والكثير من جامعات العالم كانت تتهافت لمنحه درجة الدكتوراة الفخرية، كما أنه كان عضوا في نقابة الصحفيين حتى وفاته.

قول "جبرائيل" إن البابا شنودة كان حريصا على مودة الشيخ الراحل "الشعراوي"، وأنه أوصى الكنيسة القبطية في لندن بتقديم كل أوجه الرعاية لفضيلته حينما كان يعالج في لندن وكانت أول زيارة للشيخ "الشعراوي" بعد عودته من لندن كانت للبابا شنودة. حسبما نشر موقع "أهل مصر".

واختتم رئيس المحكمة الأسبق متذكرا مشهد جنازة البابا شنودة، التي وصفها بالمهيبة، لم تشابهها إلا جنازتي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والفنانة أم كلثوم، على حد قوله.

تعليقات القراء