«دموع إيزيس» تهدد المصريين.. غرق طريق في المنوفية.. والمياه تغمر أراضي بالبحيرة.. وإعلان حالة الطوارئ بالمحافظات

كتب: ضياء السقا

أكد اللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة، أن منسوب مياه نهر النيل بفرع رشيد في معدلاته الطبيعية، وأن الارتفاع النسبى في منسوب النيل يحدث بصفة دورية في نفس الوقت من كل عام، بسبب ظواهر طبيعية وهى سقوط الأمطار الغزيرة في اثيوبيا والسودان بما يتسبب في حدوث تصرفات المياه الزائد خلف السد العالى.

وأشار «آمنة» في بيان للمحافظة، إلى أن بعض الأراضي الواقعة على جانبى النهر والتى يُطلق عليها أراضى طرح النهر أو طرح النيل، وهى حرم آمن لنهر النيل، تعرضت للغمر بسبب ارتفاع مناسيب المياه.

وفي مطلع الشهر الجاري، تعرضت إحدى قرى المحافظة لغرق ما يزيد على 70 فدانا من الأراضى الزراعية وسط دهشة المزارعين، وذلك مع بداية ارتفاع منسوب النيل، الأمر الذي دفع المسؤولين إلى اتخاذ التدابير والاستعداد لتفادي سيناريو فيضانات السودان، والتي راح ضحيتها 118 قتيلاً و54 مصاباً وتضرر 97 ألفاً و791 فداناً زراعياً، ونفوق خمسة آلاف و950 من رؤوس المواشي.

وأكد محافظ البحيرة أنه بسبب وجود توقعات بحدوث تصرفات مياه زائدة في نهر النيل، فرع رشيد، تم رفع درجة الاستعداد في جميع القرى والمراكز الواقعة على نهر النيل، خلال الايام الماضية، واتخاذ اجراءات استباقية، وتوعية المواطنين بتوخى الحذر، لوجود إحتمالية أن زيادة مناسيب النيل، ربما تودى لغمر بعضًا من تلك الأراضى المزروعة بالمخالفة، وذلك حرصًا على أمنهم، بالإضافة إلى غمر الاقفاص السمكية المخالفة في نهر النيل، والذى ربما يؤدى ارتفاع منسوب النيل إلى نفوق الأسماك بها وإحداث تلوث بالنيل.

وأضاف «آمنة» إننا نعمل لصالح المواطنين ونعمل على تلبية كافة احتياجاتهم ومتطلباتهم، ونعمل في ذات الوقت على الحفاظ على أرض الدولة، من خلال حملات إزالة التعديات على أملاك الدولة وحرم النيل وكذلك الأقفاص السمكية باستمرار.

وأشار محافظ البحيرة في ختام البيان إلى أن محافظة البحيرة مستعدة تمامًا لموسم الشتاء ومواجهة الأمطار الغزيرة، من خلال الأطقم المدربة للتعامل مع الأزمات، وجاهزون بأكثر من 800 معدة للتعامل والتدخل السريع من خلال منظومة على أعلى مستوى، وظهر ذلك خلال التعامل مع أزمات الأمطار خلال موسم الشتاء الماضى.

غرق طريق في المنوفية بسبب فيضان النيل

من جانبها، بثت الفضائية المصرية على برنامج «التاسعة» الذي يقدمه الإعلامى وائل الإبراشى، مقطع فيديو لجهود الأهالى لرفع مستوى الطريق الرابط بين جزيرة أبونشابة وقرية أبونشابة في محافظة المنوفية بعد ارتفاع منسوب المياه في أراضى طرح النهر، ما أدى إلى غمر الطريق بالمياه وغرق أراضى طرح النهر وتلف المزروعات بالمنطقة، حسب قول رجب عبدالغنى، أحد الأهالى الذي استضافه «الابراشى» في مداخلة تليفونية، والذى طالب اللواء إبراهيم أبوليمون، محافظ المنوفية، بعمل تدبيش للطريق بالأحجار بعد انحسار مياه النهر.

استعدادات بالقليوبية

من ناحية أخرى، قامت لجنة برئاسة محمد علام، نائب رئيس مدينة ومركز القناطر الخيرية في القليوبية، بالمرور والتنبيه على المواطنين منتفعي أراضي طرح النهر، بضرورة اتخاذ ما يلزم نحو نقل أي متعلقات وأغراض من الحظائر أو المخازن أو تشوينات المحاصيل الزراعية الواقعة على أراضي طرح النهر، تحسبا لارتفاع منسوب المياه مع بدء موسم الفيضان للعام الحالي حرصا على الأرواح والممتلكات، يرافقه أحمد أبو الحسن، مدير إدارة الأملاك بالقناطر الخيرية.

وفى مدينة بنها، أهاب المهندس علي عبد الستار، رئيس المدينة، بالتنسيق مع شرطة المسطحات المواطنين قاطني الجزر وأراضي طرح النهر واتخاذ ما يلزم من نقل أي متعلقات أو أغراض خاصة بهم من المنازل والحظائر والمخازن الواقعة في هذه الأماكن تحسبا من ارتفاع منسوب المياه.

ووفقا لصدى البلد، أجرى اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ القليوبية، جولة لتفقد الجزر والأماكن المنخفضة على نهر النيل بنطاق المحافظة بقرى كفر الجزار وبطا وطحلة، وذلك لطمأنة المواطنين الذين يمتلكون أراضي زراعية في تلك المناطق من تداعيات الفيضانات المحتمل وقوعها خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن المحافظة اتخذت جميع التدابير والإجراءات الاستباقية لحمايتهم قبل حدوث الأزمة لا قدر الله.

«دموع إيزيس»

وفيضان النيل دورة طبيعية مهمة في مصر منذ العصور القديمة، حيث يمتلئ النهر بالكم الكافي من المياه كل عام، وعبر العصور الفرعونية القديمة، شكل النهر الشريان الأساسي في حياة المصريين.

وتقول الأسطورة إن سبب فيضان النيل كل عام ما هو إلا دموع إيزيس حزناً على وفاة زوجها أوزوريس في الحضارة الفرعونية القديمة. ولفيضان النيل أهمية بالغة بالنسبة للحضارة المصرية، حيث كانت مياه الفيضان هي المصدر الرئيسي للزراعة في مصر.

وكان النيل يفيض من الجنوب إلى الشمال، حيث الدلتا، ويصب في البحر المتوسط. وفي الثقافة المصرية القديمة كان يمثل فيضان النيل بوابتهم للعالم المجهول. يفيض النهر كل سنة حاملاً المياه المملوءة بالطمي، وعند انحسار المياه يتراكم الطمي على ضفتي النهر، مخصباً الأراضي، فيساعد على نمو الحاصلات الزراعية. وعندما يفيض النهر بكميات كبيرة من المياه كانت تُبنى السدود لحماية القرى.

وكان يعني الفيضان الصغير أو عدم حدوث الفيضان فقدان الخصوبة للأراضي الزراعية، ومع اكتمال بناء السد العالي في أسوان عام 1970 توقف وصول الفيضان وراء السد بالقرب حدود السودان.

اتخذت الجهات التنفيذية إجراءات احترازية مبكرة لحماية مختلف المحافظات التي قد تتعرض بعض أراضي طرح النهر بها للغرق، نتيجة ارتفاع مناسيب المياه من جراء فيضان النيل.

وتكثف الأجهزة المعنية في 13 محافظة بمنطقة الدلتا استعداداتها، لمواجهة ارتفاع منسوب المياه خلال الأيام المقبلة، خاصة في المناطق المحيطة بفرع النيل المتجه إلى مدينة رشيد، المصب الغربي للنهر في البحر المتوسط.

وتشير المؤشرات الأولية للفيضان، إلى استمرار احتمالية أن يكون في حدود أعلى من المتوسط، وأن الوارد خلال سبتمبر حتى الآن أعلى من نظيره في العام الماضي، وذلك وفقا لما ذكره الحساب الرسمي للمتحدث باسم وزارة الري عبر فيسبوك.

تحذيرات من الري

من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، أنه تم إرسال تحذيرات لمختلف المحافظات التي قد تتعرض بعض أراضى طرح النهر بها للغرق، نتيجة ارتفاع مناسيب المياه، مشيرا إلى أن هذه الأراضى مخالفة.

وعقد عبد العاطى، اجتماعا مع القيادات التنفيذية بالوزارة ورؤساء الإدارات المركزية للجهات والهيئات المختلفة بالمحافظات وذلك لمتابعة الموقف المائى وآلية التعامل مع موسم الفيضان الحالى والاستعدادات لموسم الأمطار والسيول، ومتابعة الموقف التنفيذى للمشروعات التى تنفذها الوزارة وخصوصاً المشروع القومى لتأهيل وتبطين الترع وكذلك التحول لتطبيق طرق الرى الحديثة .

ووجه عبد العاطى بقيام رؤساء الإدارات المركزية بالتنسيق الدائم والمستمر مع المحافظين والجهات المحلية واتخاذ كافة الإجراءات الاحتياطية للتعامل مع ارتفاع المناسيب بما لا يؤثر على الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة، وكذلك قيام كافة أجهزة الوزارة بالتصدى للتعديات والمخالفات على كافة المجارى المائية وخصوصاً مجرى نهر النيل بفرعية وإرسال قرارات الإزالة للنيابات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها.

وأكد عبد العاطى على قيام قطاع تطوير وحماية نهر النيل بحصر جميع المساكن المخالفة التى تتأثر بارتفاع منسوب المياه والمطلوب إخلاؤها، واتخاذ كافة الإجراءات بشأنها وكذلك مراعاة أية تأثير قد يحدث على الجزر النيلية وإعداد تقرير يومى بالأراضى والمبانى المتأثرة بارتفاع مناسيب المياه.

وفى سياق متصل تم التأكيد على قيام مصلحة الميكانيكا والكهرباء بتشغيل محطات الرفع بكامل طاقتها وزيادة ساعات التشغيل للوصول بمناسيب المصارف إلى أقل منسوب ممكن وتشغيل محطات الطوارئ إذا لزم الأمر وذلك استعدادًا لموسم السيول والأمطار.

وتم التوجيه بضرورة المرور والمتابعة الدورية والمستمرة على جسور المصارف والتأكد من جاهزيتها لمواجهة مخاطر السيول والأمطار ورفع منسوب الجسور المنخفضة وتدعيم كافة النقاط الضعيفة على المصارف.

الحكومة تعلق

وفى هذا الإطار علق الدكتور مصطفى مدبولى، بأنه تم اتخاذ هذا الإجراء الاحترازى حتى يتمكن هؤلاء المواطنون من اتخاذ كافة الاحتياطيات، ويدركوا الخطر المتوقع، مؤكداً أن الحكومة تبادر بالتحذير المبكر، للتقليل من أى خسائر قد تحدث، على الرغم من أن هؤلاء المواطنين مخالفون، ومتعدون على حرم النيل، ولكن هدفنا هو الحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم.

القناطر الخيرية تقرر إخلاء المبانى والحظائر وأقفاص السمك 

وفي سياق متصل، نشرت الصفحة الرسمية لمجلس ومدينة القناطر الخيرية بقيادة اللواء محمد سالم رئيس المدينة، منشورافي إطار الإجراءات الواجب اتخاذها تزامناً مع احتمالية إمرار تصرفات زائده بنهر النيل خلال الايام القادمه وما يتبع ذلك من ارتفاع مناسيب المياه بنهر النيل وحدوث غمر لأراضي طرح النهر المحصوره داخل القطاع المائي والمتعدي عليها من واضعي اليد بالزراعه او الردم او البناء او الاقفاص السمكيه.

وأوضح البيان المنشور على الصفحة الرسمية للمجلس، أنه يتم اتخاذ اللازم فوراً نحو إخلاء جميع المباني من منازل وحظائر مواشي ومخازن وأقفاص سمكية، وكذا أي تشوينات للمحاصيل الزراعية وأي متعلقات يمكن أن تتعرض للتلف نتيجة الغمر بمياه النيل وارتفاع مناسيب المياه أو الفيضان على أراضي طرح النهر.

«السد العالي» في مواجهة «الفيضان الأعنف»

وفي ذات السياق، قال المهندس حسين جلال رئيس الهيئة العامة للسد العالي، إن وزارة الري استعدت عبر كافة أجهزتها المختلفة، بشكل كامل للتعامل مع الفيضان منذ شهر مايو الماضي، لافتًا إلى أن الأولوية القصوى حاليًا هو التأكد من المنسوب الآمن للمياه المجمعة خلف السد العالي وتصريفها للمجاري المائية بحسب نسبة المنسوب وذلك في تصريحات لموقع مصراوي.

وأكد جلال على الحالة الفنية للسد العالي وبحيرة أسوان والجاهزية التامة لجميع السدود والمفايض، موضحًا أن السد العالي قادر على التعامل مع الفيضان.

مفيض الطوارئ

وأضاف رئيس الهيئة العامة للسد العالي، أن هناك 3 متنفس للسد العالي: "مفيض توشكي والذي يفتح لتصريف المياه الزائدة أو التي تشكل خطرًا علي المحافظات، ومفيضات محطات الكهرباء، والاستعانة لمفيض الطوارئ حال تطلب الأمر"، لافتًا إلى أن الحديث عن عدم قدرة التعامل مع الفيضان ليس صحيحًا.

الفيضان الأعنف

وأشار "جلال"، إلى أن الهيئة رفعت حالة الطوارئ القصوى طبقًا لتوجيهات وزير الري الدكتور محمد عبدالعاطي الذي تفقد الاستعدادات والمنظومة التي نتعامل بها مع الفيضان الذي يعتبر الأعنف. ​

الفيضان بدأ منذ شهر ونصف

وعلى صعيد متصل، قال المهندس محمد السباعى المتحدث باسم وزارة الرى والموارد المائية، إن موسم الفيضان بدأ فى أغسطس الماضى ويستمر لثلاثة أشهر، مضيفا أن منسوب مياه نهر النيل سيرتفع من 80 إلى 120 سم.

وأوضح، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "على مسئوليتى"، على فضائية "صدى البلد"، مع الإعلامى أحمد موسى، أن التعدى على المجرى المائى يعرقل عملية تصريف مياه الفيضانات بسب ارتفاع منسوب المياه، مضيفا :"حذرنا من قاموا بالبناء على أراضى نهر النيل والتي تمثل حرمه، والتحذيرات تخص من يقوم بالزراعة على أراضى طرح النهر تعتبر جزء من مجرى نهر النيل دون غيرهم ".

طرح النهر بـ13 محافظة متاخمة لنهر النيل في خطر

وأوضح، أنه خلال الـ5 أيام المقبلة سيرتفع منسوب مياه نهر النيل ولكنه سينخفض، مشيرا إلى أن هناك 13 محافظة متاخمة لنهر النيل وليس فقط محافظة البحيرة أو دمياط وكفر الشيخ فقط، وتم التنسيق مع تلك المحافظات لمتابعة مناسيب المياه على مدار الساعة.

وكانت الوحدات المحلية ببعض المحافظات المعرضة لخطر الفيضان، قد خصصت سيارات لتجوب في المدن لتحذر المصريين من احتمالية غرق منازلهم وأراضيهم الموجودة فى طرح النيل، بسبب ارتفاع منسوب المياه خلال الأيام الثلاثة، الأمر الذى أصاب الأهالي بحالة من القلق.

 

تعليقات القراء