حكاية طب الإسكندرية مع بائع الفريسكا و"بائعة الشباشب".. آية حصلت على 99.51% : أبويا مريض وبساعد أمي في بيع الأخذية

 

يبدوا أن كلية الطب جامعى الإسكندرية محظوظة أن تضم في العام الدراسي القامد قصص كفاح لإثنين من الطلاب، فبعد أيام قليلة من انشغال الرأي العام بقصة الطالب المتفوق إبراهيم وكفاحه في بيع الفريسكا، ظهرت قصة كفاح جديدة بطلتها الطالبة آية طه حسين، ابنة مدينة شبراخيت، بالبحيرة، والتي اضطرتها قسوة الحياة إلى العمل منذ نعومة أصابعها في بيع "الشباشب" البلاستيكية لمساعدة أمها ووالدها المريض، ورغم ذلك لم تسمح آية لظروفها أن تحول دون تحقيق أحلامها، ونجحت في التفوق والالتحاق بكلية الطب بعد أن حصلت على مجموع 408 درجات.

تقول آية في فيديو متداول على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك "أصيب والدي بورم في الغدة الدرقية، كما تعرض لجلطات في المخ وأصبح غير قادر على الحركة، فاضطرت والدتي إلى النزول للعمل في بيع الشباشب، ونظرًا لأنها هي الأخرى مريضة، وجدت نفسي مضطرة للعمل معها ومساعدتها".

وتوضح آية: "بمجرد انتهاء مواعيد المدرسة والدروس، كنت أعود إلى المنزل، لأعد الطعام لأبي وأخوتي نظرًا لانشغال أمي في العمل، وعقب ذلك أذهب إليها لمساعدتها".

وتكمل آية: "أوقات مذاكرتي كانت في المساء عندما أعود من العمل، وأحيانًا كنت أصطحب كتبي وأدواتي للمذاكرة على الفرش والحمد لله ربنا كلل تعبي بالنجاح والتفوق، وظهرت نتيجة التنسيق تفيد التحاقي بطب الإسكندرية، لا أريد أي شيء سوى مساعدة أمي وإيجاد مكان لائق بها تعمل له فلا يوجد لنا مصدر رزق سوى هذا الفرش، كذلك لا أعرف كيف سأتمكن من تدبير نفقات دراستي مع ظروف أسرتي الصعبة".

وتقول والدة آية: "آية من صغرها شقيانة معايا معاشتش طفولتها، أبوها تعب وهي صغيرة، ومن ساعتها وهي بتنزل معايا الشغل بتساعدني ومش بتسيبني، ورغم المجهود والإرهاق الشديد إللي بتشوفه قدرت تنجح وتتفوق".

وقررت وزارة الأوقاف التكفل بجميع مصروفات الطالبة آية، في كلية الطب جامعة الإسكندرية لهذا العام من الموارد الذاتية للوزارة.

وكلّف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف كلًا من مدير أوقاف البحيرة محل إقامة الطالبة ومدير أوقاف الإسكندرية محل دراسة الطالبة بسرعة التواصل مع الطالبة لعمل ما يلزم في هذا الشأن.

كما أعلن اللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة، تحديد موعد لمقابلة آية وتكريمها، والاستماع لمطالبها وتلبيتها من أجل مساعدتها هي وأسرتها.

تعليقات القراء