«المدافع المصرية استعدت لسحق المدينة» .. الجيش المصري بقيادة «إبراهيم بك نجل محمد علي» على أبواب «إسطنبول» ويشتبك مع 20 ألف تركي

الموجز

بعد سنوات من الود بين مصر والدولة العثمانية فى عهد محمد على باشا، اختلف الفريقان، فبعدما كان الباشا والى مصر هو اليد القوية التى تضرب أعداء الدولة العثمانية صار يهدد دار الخلافة التى أخلفت وعودها معه.

وشهدت السنوات بداية من 1831 صراعا داميا كان لمصر وجيشها اليد الأعلى ويقول كتاب (صفحات الشر ف العسكري) كان من المعارك المهمة التى خاضتها جيوش محمد على ضد الدولة العثمانية معركة (قونية) وتدل هذه المعركة على المدى الذى وصلت إليه جيوش محمد على (المصرية) من القوة والمنعة، ذلك لأن قونية هذه تقع داخل الأراضى التركية، ولا تبعد كثيرا عن مضيق (البسفور) وعن مدينة الأستانة عاصمة الدولة العثمانية.

وقعت معركة قونية فى ديسمبر من عام 1832 وكان قائد الجيش المصرى هو إبراهيم باشا ابن محمد علي، وكان رجلا عسكريا محنكا، فدرس أرض المعركة جيدا قبل القتال، وأجرى التدريبات والمناورات فيها على عكس القائد التركى الذى جاءت جيوشه على عجل ولم تحسن الاستعداد للحرب.

وانتهت المعركة بانتصار الجيش المصرى انتصارا ساحقا، وقتل ثلاثة آلاف من الأتراك واستولى المصريون على أكثر من أربعين مدفعا تركيا، ولم تزد خسائر الجيش المصرى عن 262 و530 قتيلا.

قائد القوات التركية سقط أسيرا

وبحسب كتاب (سقوط الأقنعة) لمصطفى عبد التواب:"منيت قوات الإمبراطورية العثمانية بهزيمة ساحقة فى معركة قونية على أيدى القوات المصرية، حتى أن رشيد باشا قائد القوات التركية سقط أسيرا فى أيدى المصريين".

ويضيف الكتاب "تقدمت القوات المصرية وحررت كوتاهيه عام 1933 وأصبح الجيش المصرى على مسافة خمسين كيلومتر من الأستانة (العاصمة العثمانية) ولم يقف فى طريقه إليها جندى واحد تابع للسلطان".

وقضى المصريون فى معركة نصيبين على أكبر جيش حشدته تركيا، وفى كل الحاميات العسكرية انهارت القوات العثمانية وأصبحت لمصر السيادة العسكرية على شرق المتوسط، وهكذا فتح الطريق إلى الأستانة على مصراعيه.

لكن إثر ضغوط أوروبية شديدة على مصر،  أرسل محمد على باشا خطابا للقائد العام للقوات المصرية يأمره بالتوقف الفورى عن القتال.

ونشرت قناة "تركيا الآن" حلقة بعنوان "الجيش المصري علي أبواب إسطنبول"

جاء فيها :

الجيش المصري.. على أبواب إسطنبول
صيف العام 1839
الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا بن محمد علي
يقف على أبواب العاصمة العثمانية إسطنبول
والمدافع مستعدة لدك المدينة على رأس السلطان العثماني
في داخل قصر طوب قابي، يرقد السلطان محمود الثاني في فراشه مريضا
ينتظر مصيره المقدر بين أيادي المصريين خلال أي لحظة
بينما سكان المدينة من الأتراك يعيشون في فزع
كانت هذه لحظة فاصلة في تاريخ العلاقة بين مصر وتركيا
فكيف وصل الطرفان لها، وكيف انتهت؟!
قبل ذلك التاريخ بنحو العامين
تحديدا في أكتوبر من العام 1831
أعلن محمد علي باشا والي مصر المحروسة
عن انطلاق حملة عسكرية بقيادة ابنه إبراهيم باشا
هدفها تخليص بلاد الشام من حكم العثمانيين
بدأ الجيش المصري بالسيطرة على خان يونس وغزة
وفرت أمامه الحاميات العثمانية دون قتال
بعدها وصل إبراهيم باشا إلى حيفا
والتي أصبحت قاعدة الجيش المصري للهجوم على العثمانيين في سوريا
من حيفا، انطلق إبراهيم باشا بجنوده لحصار عكا
فضرب عليها الحصار لمدة 3 أشهر كاملة
لم يكتفي خلالها المصريون بمحاولات اقتحام المدينة
بل استولوا أثناء حصارهم لها على مدن
صور وصيدا وبيروت وطرابلس والقدس
معركة الزرافة
هنا، أرسل العثمانيون إنذارا إلى محمد علي
بضرورة الانسحاب إلى مصر، فلما رفض الباشا
جرد السلطان محمود الثاني جيشا بقيادة عثمان باشا اللبيب
قوامه 20 ألفا من الجنود الأتراك وأمرهم بحرب إبراهيم باشا
وفي معركة الزرافة قرب بعلبك
التحم الجيشان المصري والتركي
وانتصر المصريون بعد حربا طاحنة
فر فيها الأتراك أو غرقوا في نهر العاصي
فتح عكا
عاود الجيش المصري حصاره لعكا
واقتحمها حتى سقطت بين يديه
ثم توجه إبراهيم باشا إلى دمشق فدخلها في 9 يونيو 1832
بعد أن فر منها الوالي التركي
معركة حمص
أمام كل تلك الانتصارات، انزعجت تركيا
وقررت أن ترسل جيشا بقيادة حسين باشا
لوقف الزحف المصري
بلغ قوامه 60 ألفا من القوات العثمانية و25 سفينة حربية
ولكن في معركة حمص، عاود الجيش المصري الكرة
فانتصر على الأتراك في 3 ساعات فقط، وأسر 2500 منهم و قتل نحو 2000
معركة بيلان
وفتح إبراهيم باشا بعد المعركة كلا من حماة وحلب
ثم زحف نحو بيلان حيث كان يعسكر الجيش العثماني الفار من حمص
كان الأتراك في 45 ألفا، يعززهم 160 مدفعا
ولكن بعد ثلاث ساعات أخرى، انتصر المصريون من جديد
وقتلوا من عدوهم 2500، وأسروا أكثر من 2000
استمر إبراهيم باشا في مطاردة الأتراك حتى استولى على الاسكندرونة وبياس
ملقيا القبض على 1900 من الأتراك
ثم أتم المسيرة فاستولى على أنطاكية واللاذقية والسويدية
معركة قونية
أمام حزمة الانتصارات الجديدة، أرسل السلطان العثماني محمود الثاني جيشا تركيا آخر
هذه المرة بقيادة رؤوف باشا
وفي ساحات مدينة قونية،
دارت واحدة من أكبر معارك الجيش المصري في التاريخ
دامت 7 ساعات كاملة، وانتهت بنصر عظيم للمصريين
الذين قتلوا نحو 3000 من الجنود الأتراك، وأسروا نحو 6 آلاف
على باب إسطنبول
لجأ العثمانيون إلى أوروبا يستنجد بها للفكاك من المطرقة المصرية
وبينما كانت الوساطات الأوروبية تعمل عملها
كان إبراهيم باشا يواصل فتوحاته في الأناضول حتى ضم إزمير وكوتاهية
ليكون جيش مصر للمرة الأولى على بعد خطوات من إسطنبول
في تلك اللحظة، أوقفت أوروبا التقدم المصري بصلح كوتاهية في 8 أبريل 1833
والذي لم يكن صلحا حاسما
معركة نصيبين
وبعد ست سنوات، عاد القتال من جديد
فعاود العثمانيون حشد جيوشهم مرة أخرى
ووضعت القيادة تحت أمر حافظ باشا
وفي ساحة نصيبين، اشتبك إبراهيم باشا بجنوده مع الجيش التركي
وحقق أعظم انتصاراته منذ خرج إلى سوريا أول مرة
فبعد ساعات من الحرب الطاحنة
فاز المصريون وقتلوا أكثر من 5 آلاف تركي، مع أسر نحو 15 ألف
النهاية
وللمرة الثانية، يصبح الطريق أمام المصريين مفتوحا نحو إسطنبول
ولولا التدخل الأوروبي من جديد والتوقيع
على معاهدة لندن بين محمد علي باشا وبين السلطان العثماني عبد المجيد الأول
لدخل الجيش المصري العاصمة العثمانية
وأسقط منها حكم الأتراك إلى الأبد

https://youtu.be/k3b23qDy_R0

تعليقات القراء