القوة الجوية «66 هوكر هنتر» .. مقاتلات عراقية وصلت مصر سراً للمشاركة في الضربات الجوية في سيناء

الموجز

تحدث قادة الجيش المصري عقب الانتصار في حرب 6 أكتوبر 1973 عن قوة المقاتلات العراقية في دعم القوات البرية المصرية خلال الحرب ودورها المؤثر.

وجاء في المذكرات المصرية عن حرب أكتوبر أن السرب "66 هوكر هنتر"، والمكون من 20 طائرة من طراز "هوكر هنتر" بقيادة خيرة طياري العراق، حلق الساعة الثانية ظهرا من يوم 6 أكتوبر 1973 لمشاركة القوات الجوية المصرية في العبور.

وأكد الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية آنذاك في مذكراته، أن القوات البرية المصرية كانت ترفع طلباتها بالقول "نريد السرب العراقي" أو "نريد سرب الهوكر هنتر"، وهو ما اعتبره الشاذلي شهادة بكفاءة السرب العراقي وحسن أدائه خلال حرب أكتوبر.

وبدأت قصة سرب "الهوكر هنتر" بزيارة أجراها الفريق سعد الدين الشاذلي، إلى عدد من الدول العربية لطلب الدعم المادي والعسكري في المعركة العربية ضد إسرائيل، وبالفعل، وافق الرئيس العراقي الأسبق، أحمد حسن البكر، آنذاك على الرغبة المصرية التي حملها الفريق الشاذلي بتوصية من قائد القوات الجوية المصرية حينذاك، محمد حسني مبارك، بضرورة مشاركة سرب "الهوكر هنتر" العراقي في الضربة الجوية للأهداف الإسرائيلية في سيناء.

وفى يونيو من عام 1973، حددت القيادة المصرية واجبات الجيش العراقي خلال الحرب، وهي تخصيص (4) أهداف تعالج بـ (16) طائرة هوكر هنتر في الضربة الجوية الأولى التي ستوجه إلى العدو في عمق سيناء، وكانت الأهداف الموكل للسرب العراقي التعامل معها: موقع القيادة والسيطرة في منطقة الطاسة، موقعي صواريخ أرض - جو وموقع قيادة مدفعية ذاتي الحركة 175 ملم.

ويتذكر اللواء طيار سالم الناجي ذلك اليوم، مؤكدا أن السرب "66 هوكر هنتر" أدى واجبه باحترافية عالية في الضربة الجوية الأولى وما تبعها من ضربات ومهمات طوال الحرب، ومات منهم ثلاثة من الطيارين العراقيين، إلى جانب أسر ثلاثة آخرين، وخسارة 8 طائرات هوكر هنتر من أصل 20.

تطير جنباً إلي جنب مع الطائرات الميج 17 المصرية

تواجدت الطائرات العراقية في مصر قبل نشوب حرب أكتوبر وشاركت في الضربة الأولى في 6 أكتوبر، وكانت طائرات الهوكر هنتر تطير جنباً إلي جنب مع الطائرات الميج 17 المصرية وذلك ليسهل علي رجال الدفاع الجوي المصري التعرف عليها، خاصة وان الهوكر هنتر غير مستخدمة في صفوف القوات الجوية المصرية، كما ان شكلها الأمامي يشبه طائرة الفانتوم الأمريكية، وقد تمكن الطيارون العراقيون من تدمير مواقع الصواريخ هوك، ومواقع مدفعية العدو في الطاسة، وتعطيل عدد كبير من دبابات العدو.

وفي يوم 7 أكتوبر اعلن العراق مشاركته الرسمية بالحرب ثم بدأ بطلب جنود احتياط لارسالهم إلى الجبهة السورية، حيث بلغ عدد القوات المشتركة في القتال 18 الف جندي واربعمئة دبابة. وفي هذا اليوم بعث العراق برقية عن طريق المهندس عبد الفتاح عبد الله، وزير شئون رئاسة الجمهوية العراقية إلى الرئيس أنور السادات تبين ان العراق وضع سربين سوخوي وسرب ميج 21 تحت امرة سوريا لكنه يطلب اجراءات تمركزها واستخدامها من قبل القيادة السورية كما يؤكد ان مطارات العراق الامامية ستكون بخدمة سوريا والأردن كما ان العراق سيرسل على الفور قطع غيار للهوكر هنتر الموجودة في مصر وتطلب البرقية من مصر تبلغ سوريا بفحوى الرسالة لان اللاسلكي بين العراق وسوريا معطل. إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، ودعوتها إلى حل المشاكل بين العراق وبينها بالطرق السلمية، وعن طريق المفاوضات، لتامين الجبهة الشرقية للعراق. وقد اصدر مجلس قيادة الثورة العراقي بيانا بهذا الصدد ذكر فيه ((ولما كان العراق يتحمل مسئولية قومية المعركة فانه يتوجه إلى الجارة إيران بالدعوة إلى اعادة علاقات حسن الجوار والتعاون وحل المشكلات القائمة وفق روح الجيرة وروح الروابط الإسلامية التي تجمع بين الشعبين العراقي والإيراني ومصالحهما المشتركة))..

وأمتدت العمليات التي اشتركوا فيها من أول أيام 6 أكتوبر وحتي توقف إطلاق النار 24 أكتوبر، وتسلم السفير العراقي سمير النجم من وزير الحربية المصري أحمد إسماعيل، وسام نجمة الشرف العسكرية الذي منحة الرئيس المصري أنور السادات إلي قائد السرب العراقي الذي حارب علي الجبهة المصرية ويذكر الفريق سعد الدين الشاذلي أن القوات البرية المصرية كانت ترفع طلباتها بالقول "نريد السرب العراقي" أو "نريد سرب الهوكر الهنتر" وهو ما اعتبره الشاذلي شهادة لكفاءة السرب العراقي وحسن أداءه خلال حرب أكتوبر.

بلغت خسائر السربين العراقيين في نهاية الحرب 8 طائرات هنتر ومقتل 3 طيارين وأسر 3 طيارين.

 

تعليقات القراء