مؤسس أول جيش نظامي في العالم .. أقوى ملوك مصر وعبقري التخطيط العسكري .. مينا نارمر

الموجز

 

الحدوتة المصرية ممتدة منذ آلاف السنين ، ومن بين أبناء مصر ، رموز كثيرة تستحق أن نذكر بها الأجيال الجديدة .

قصص البطولات والشخصيات المصرية التي تحولت إلى رموز كثيرة ونفرد هنا الصفحات للحديث عنهم .

نارمر أو نعرمر (حكم في فترة بين 3273 - 2987 قبل الميلاد) كان ملكًا مصريًا قديمًا من عصر الأسرات المبكر. كان خلفًا للملك كا المنتمي لحضارة نقادة الثالثة. يعتبره البعض موحد مصر ومؤسس الأسرة الأولى، وبالتالي أول ملك لمصر الموحدة. يعتقد غالبية علماء المصريات أن نارمر ومينا هما نفس الشخص.

وعن نشأته يقول الكاتب أحمد عبد الجواد 

مشهد (1)  يشغل تفكيره بفكرة جديدة يقيم به أَوَدَ الجيش

وقف بين أعواد القصب القائمة بذاتها تتطلع إلى سماء مصر التي لا تغيب عنها الشمس، يسن في سهمه المصنوع من الخشب وفي مقدمته حجر الصوان الأشهر في مصر، ويضعه في كنانته التي كانت علامة لمصر "كنانة الله" فيميل وتر قوسه المصنوع من أغصان الخوص المرنة، ويشد وتره من حبل رقيق تم صناعة فتلته من القطن المصري صاخب الباع الأشهر، ويداعب ذيل حصان بري مار مصادفة بجواره، ويشغل تفكيره بفكرة جديدة يقيم به أَوَدَ الجيش الذي كاد أن يقع.

مشهد (2) شهرة نارمر في التخطيط العسكري 

نارمر شاب جنوبي من سوهاج على أغلب الروايات، والبعض رأى أنه من طيبة، لعله جلس يومًاعلى ضفاف النيل يتأمل في أمواجه الفضية من انعكاس القمر عليها، ويسرح بخياله فيرى مصر واحدة من أقوى الدول، لعله حين علم أن الدولة التي لا جيش لها ولا كيان، قرر أن يقوم هو بالدور، وأوعز للنيل أن تلك الدولة عليها أن تنتفض، فأجابه النيل وأوْصلَ رسالته للشعب الأبيِّ، هذا الشاب الجنوبي حين  سرح بخياله وخطط كما لو أنه "تسن تزو" المتأمِل في كتاب "فن الحرب" وصل إلى فكرةٍ مفادها أن الجيش هو خط الدفاع الأول، لكن رغم شهرة سن تزو الواسعة في التخطيط -والتي أخذها من اعتماده في مصادره على معرفة بالاستراتيجية المصرية القديمة- إلا أن شهرة نارمر في التخطيط أقوى ومكانتها أعلى.

فهو يعتبر أول من سنَّ سُنة "تجميع المقاتلين في كيان موحد" فأقام أول جيش جنوبي له هدف واحد، وهو القضاء على أي اعتداء على مصر، فقد كان خائفًا من أي غزو أجنبي، ولما كان هناك مشكلة في انفصال الجنوب على الشمال، قرر أن يفتح المدن المصرية ويوحد البلاد، فأقام بعدها أول اقتصاد موحد، وأول جيش قوي له نظامه العسكري، وأول حكومة مركزية تقوم على شؤون البلاد.

مشهد (3) إخضاع نارمر لمثيري الشغب من الدخلاء الأجانب 

خرج نارمر من الجنوب حتى أصبح ملك "السما – تاوي" يعني توحيد الأرضين، ولبس التاج الأبيض والأحمر، وأصبحت "سما – تاوي" بعد ذلك شعيرة وتقام الابتهالات خلال هذه الشعيرة التي تدعو لتمجيد مصر.

21 بابة الموافق 31 أكتور سنة 3200 قبل الميلاد كان هذا التاريخ هو تاريخ توحيد القطرين أو الأرضين، ورسم حدود مصر التي نعرفها اليوم، والتي طوال الوقت كانت في زيادة، وليس في نقصان، فما نقصت شبرًا واحدًا، وفي لوحة نارمر التي تذكر لنا مجموعة من الرسومات الموضحة كيف وحَّد نارمر القطرين، وفي أحد أوجهها كان هناك صورة لإخضاع نارمر لمثيري الشغب من الدخلاء الأجانب، وهذا الشكل البطولي والمخضِع للملك وتصويره بشكل كبير أخذه باقي الملوك من بعده، واستمر هذا المشهد بعد ذلك في أذهان العالم، أن الرئيس المصري هو ذلك الملك المتوَّج والقائم على أمور رعيته في وقت عنفوانه وقوته.

 

تعليقات القراء