دارت أمامه أعنف معارك «الحرب العالمية» بين «روميل و مونتجمري» .. جنرال الجيش المصري «النحيف المخيف »والعقل المدبر لـ «حرب أكتوبر» .. ألقى الرعب في قلوب قيادات الجيش الإسرائيلي

الموجز    

كلماته الأخيرة: "انتصار أكتوبر هو أهم وسام على صدري، وليتني أحيا لأقاتل في المعركة القادمة"! 

إنه المشير محمد عبد الغني الجمسي ، ولد الجمسي يوم 9 سبتمبر عام 1921 في محافظة المنوفية بقرية البتانون لأسرة ريفية تتكون من سبعة أشقاء وكانت ميسورة الحال يعمل عائلها في الأراضي الزراعية بمحافظة المنوفية. كان الوحيد من بين أبناء أسرته الذي حصل على تعليم نظامي قبل أن تعرف مصر مجانية التعليم، أتم التعليم النظامي في مدرسة المساعي المشكورة بشبين الكوم بالمنوفية، ولعب القدر دوره في حياته بعد أن أكمل تعليمه الثانوي، حينما سعت حكومة مصطفى النحاس باشا الوفدية لاحتواء مشاعر الوطنية المتأججة التي اجتاحت الشعب المصري في هذه الفترة؛ ففتحت - لجميع الفئات والمستويات الالتحاق بالكلية الحربية.

الجمسي تقلد عددا من الوظائف الرئيسية بالقوات المسلحة المصرية، منها قيادة اللواء الخامس مدرعات بمنطقة القناة في معركة السويس في 1956، ورئيس أركان حرب المدرعات في 1957، وقائد اللواء الثاني مدرعات في 1958.

التحق الجمسي ببعثة المدرعات في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتي في 1960، وفى عام 1961 أصبح قائد مدرسة المدرعات وبعدها بأربع سنوات رقى إلى رتبة لواء في يوليو1965.

وفي عام 1966 تم تعيينه رئيسا لعمليات القوات البرية، ثم رئيسا لأركان حرب الجيش الثاني في 1967، كما تولى رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة في 1971.

استقالة النكسة التي رفضها ناصر 

تقدم باستقالته من القوات المسلحة عقب هزيمة يونيو 1967 ليفسح للجيل الجديد الفرصة لاسترداد الأرض المحتلة ورفض الرئيس جمال عبد الناصر الاستقالة وأسند له مهام الإشراف على تدريب الجيش المصري مع عدد من القيادات المشهود لها بالاستقامة والخبرة العسكرية استعدادا للثأر من الهزيمة النكراء، وكان من أكثر قيادات الجيش دراية بالعدو، فساعده ذلك على الصعود بقوة، فتولى رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة، ثم رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة، وهو الموقع الذي شغله عام 1972، ولم يتركه إلا أثناء الحرب لشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة.

وفى عام 1972 أصبح الجمسي رئيسا للمخابرات الحربية، ثم رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة في يناير 1972، وفى عام 1973 أصبح رئيسا لأركان القوات المسلحة، خلفا للفريق سعد الدين الشاذلي.

تقول الصحيفة إن الجمسي تم تصنيف ضمن أبرع 50 قائدا عسكريا في التاريخ، حيث كان يتولى إعداد دراسة عن أنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية للقوات المصرية والسورية، وسميت تلك الدراسة "كشكول الجمسي"، وتم اختيار يوم 6 أكتوبر.

أصبح الجمسي آخر وزير للحربية، وأصبح القائد العام للقوات المسلحة في ديسمبر 1974 حتى أكتوبر 1978.

كان الجمسي من أشرس القادة العسكريين الذين جلسوا مع الإسرائيليين على مائدة المفاوضات التي عرفت بـ"مفاوضات الكيلو 101"، حيث تم تعيينه رئيسا للوفد العسكري المصري في تلك المباحثات وفقا لسبوتنيك الروسية.

بعد انتهاء إحدى جلسات مفاوضات فض الاشتباك الأول (الكيلو 101) التي أعقبت عبور القوات المصرية لقناة السويس في حرب أكتوبر 1973، خرج الفريق عبد الغني الجمسي - رئيس وفد المفاوضات المصري  - والذي كان رئيسا لأركان الجيش من خيمته للتفاوض دون أن يسلم على أي من أعضاء وفد المفاوضات الإسرائيلي أو تصدر عنه كلمة واحدة.

كلماته الأخيرة: "انتصار أكتوبر هو أهم وسام على صدري، وليتني أحيا لأقاتل في المعركة القادمة"!

تعليقات القراء