«دون أن يرفع أحدهم رأسه» .. رجال الجيش بكامل أسلحتهم في مواقعهم لأكثر من 12 ساعة قبل الهجوم .. «إرتداء الخوذة » قبل ساعة الصفر بخمس دقائق فقط .. الدرس «الموجع» لإسرائيل في حرب أكتوبر

الموجز   

لا يخلو أي احتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد عن الحديث حول خطة الخداع التي نفذتها مصر لتضليل العدو الصهيوني عن ما يتم على الجبهة من التجهيز لهجوم كاسح لتحرير سيناء . 

حيث كان الهدف من خطة الخداع الاستراتيجي أن يظل العدو ساكنا وتظل تحركاته أقل من الطبيعى فى مواجهة تحركات جيش بأكمله يستعد للعبور فى 6 أكتوبر عام 1973.

اتخذت القيادة المصرية أكثر من 65 بندا خداعيا كان أهمها الأتي :

- إعلان الرئيس السادات أن عام 1971 هو عام الحسم دون حدوث أي شيء.

- تنفيذ مناورة عسكرية موسعة كمشروع تدريبي في النصف الأول من عام 1973 ، مما إضطر إسرائيل إلي إعلان التعبئة الجزئية تفادياً لأي مفاجآت مصرية ، و لكن الأمر لم يتطور إلي أي نوع من الحرب.

- توصيل معلومات مغلوطة إلي العدو الإسرائيلى تفيد بأن القوات المصرية ستقوم بعمل عسكري موسع في شهر مايو 1973 ، وأخري تفيد بأن العملية ستكون في أغسطس 1973 ، مما جعل إسرائيل تعلن التعبئة العامة مرتين في حين كانت القوات المصرية في حالة إسترخاء تام.

- الإعلان عن قيام القوات المسلحة المصرية بمناورة عسكرية موسعة بدءاً من أول أكتوبر و حتى 7 أكتوبر 1973 ، و أنه إعتباراً من يوم 9 أكتوبر يمكن للضباط التقدم لتسجيل أسمائهم ضمن الموفدين في رحلة العمرة المصرية التي أعلن عنها في الصحف المصرية و داخل القوات المسلحة المصرية و علمت بها إسرائيل عن طريق مخابراتها.

- إعلان التعبئة العامة للقوات المسلحة المصرية قبل الحرب بأيام قليلة ، بحجة المشاركة في المشروع التدريبي ، ثم تسريح عدة ألاف منهم ممن لن يشاركوا في الحرب ، وحجز المطلوبين للمشاركة فقط ، و بالتالي فقد تأكد لإسرائيل أنه مجرد مشروع تدريبي

-  تحريك القوات إلي جبهة قناة السويس بطريقة سرية ليلاً في فترات الظلام التام ولاسيما العربات التي تحمل أجزاء كباري العبور.

- التعاقد مع إحدي الدول الأسيوية الصديقة لصيانة بعض القطع البحرية المصرية ، و الاتفاق مع السودان و اليمن الجنوبي على أن تستقبل هذه القطع البحرية في مينائي بورسودان و عدن في 5 أكتوبر خلال رحلتها إلي الدولة الآسيوية ، بحيث تصل القطع إلي مضيق باب المندب في صباح 6 أكتوبر 1973 ، مما يكفل لها القيام باعتراض خطوط مواصلات البحرية الإسرائيلية، وبذلك يصبح التأمين الإسرائيلي لشرم الشيخ بهدف تأمين الملاحة في خليج العقبة لا قيمة له.

- التوقف قبيل الحرب عن أعمال التخطيط والإستطلاع حتى لا يكشف النقاب عن وجود نية لشن الحرب

- تكليف وزير الخارجية المصري محمد حسن الزيات بعقد لقاء مع نظيره الأمريكي هنري كيسنجر لإبلاغه برغبة مصر في التفاوض لإستعادة أرضها بشكل سلمي.

- توقيع الرئيس السادات في 4 أكتوبر 1973عقداً يسمح لشركتي البترول الأمريكيتين "موبيل و إسو" بإستكشاف البترول في مصر.

- إنشاء إذاعة مصرية الإدارة عبرية اللغة من القاهرة ، تذيع الموسيقي والأغاني الغربية لجذب أسماع الشعب الإسرائيلي إليها ، ولا تتحدث عن عداء لليهودية أو الصهيونية ، وتؤكد علي أن الشعب المصري ملتزم بوسائل الأمم المتحدة السلمية لإستعادة أراضيه المحتلة ، وأنه يريد السلام و البناء ولا يريد الحرب

- ظل رجال موجة العبور الأولى قابعين في أماكنهم الحصينة وخنادقهم بكامل أسلحتهم ومعداتهم لمدة زادت عن 12 ساعة ، دون أن يرفع أحدهم رأسه فيراه العدو بكامل معداته وملابسه الميدانية، وقد صرح موشى دايان قبل الحرب ساخراً من الجيش المصري قائلاً : يمكنك أن تعرف أن المصريين سوف يحاربون إذا رأيتهم يلبسون خوذاتهم ، وقد إستفادت القيادة من هذا التصريح بأن أمرت بألا يرتدى الجنود خوذاتهم إلا قبل ساعة الصفر بخمس دقائق فقط ، في حين ظلت باقي القوات حتى أخر لحظة لا تبدى أي إستعداداً أو توتراً، بل خُصِصَت منهم جماعات للإستحمام في مياه القناة ، و غسل الملابس، و جماعات أخرى تسترخي تحت أشعة الشمس ، وأفراد يقومون (بمص القصب) ، أو ممارسة الألعاب الرياضية ، وهو ما شاهده دايان بنفسه عند زيارته للجبهة في 6 أكتوبر 1973 قبل إشتعال الحرب بساعات قليلة.

- اختيار ميعاد الحرب ليكون يوم السبت 6 أكتوبر ، الذي صادف يوم كيبور أو عيد الغفران لدي اليهود و إختيار ساعة الصفر لتكون 14.05 _ الثانية ظهراً ، و هو ميعاد غير معتاد لبدء القتال ، فالتقليدي أن يبدأ القتال مع أول ضوء أو مع آخر ضوء من اليوم

- حدثت معركة جوية سورية إسرائيلية في 13 سبتمبر 1973 أدت إلي توتر الموقف بين البلدين فاستغلت القيادة السورية الموقف، وحشدت قواتها تحت أعين الإسرائيليين ، و كان ذلك في إطار عمل دفاعي تقليدي في ظل توتر الموقف.

في تقرير لقناة "الغد" حول حرب أكتوبر وخطة الخداع التي نفذتها مصر لتضليل العدو عن نيتها بدء هجوم شامل لتحرير سيناء المحتلة .

خلال تقريرها عن حرب أكتوبر قالت الغد أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات تولى منصبه رئيسًا لمصر بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1970، حيث كان السادات يخطط للحرب قبل نشوبها بفترة طويلة.

اقتصاد مصر 

وأوضح التقرير، أن الخطة التي تم إعدادها للحرب، شملت عدة محاور كان منها نشر فكرة سلبية عن اقتصاد مصر، وأنها غير قادرة على خوض أي معارك.. تنفيذ مناورة عسكرية موسعة عام 1973 كمشروع تدريبي، ما اضطر إسرائيل إلى إعلان التعبئة الجزئية تفاديًا، لأي مفاجآت مصرية.

رحلات العمرة 

وأشار التقرير، إلى أن القوات المسلحة المصرية أعلنت أنه بدءًا من 9 أكتوبر يمكن للضباط تسجيل أسمائهم، ضمن رحلات العمرة، كما كلف الرئيس السادات وزير الخارجية محمد حسن الزيات في ذلك الوقت بعقد لقاء مع نظيرة الأمريكي هنري كيسنجر لإبلاغه برغبة مصر في التفاوض، لاستعادة أراضيها بشكل سلمي.

تحريك القوات إلى قناة السويس سرًا 

وأضاف التقرير، أن الرئيس السادات أمر بتحريك القوات إلى قناة السويس سرًا في الليل، وأخفى ساعة الصفر ولم يعلنها إلا قبل الحرب بوقت قليل، واختار موعد الحرب يوم 6 أكتوبر الموافق 10 رمضان، ليصادف عيد الغفران لدى اليهود، كما اختار ساعة الصفر لتكون 2 ظهرًا وهو موعد غير معتاد لبدء القتال، وفي النهاية نجحت الخطة وانتصر العرب على إسرائيل.

تعليقات القراء