أخطر جاسوس في تاريخ مصر «إعترف بقتل عبد الناصر بالسم» .. «السادات صدم بعد القبض عليه» .. «جاسوس قصر الرئاسة» الذي سمح له بدخول غرفة نوم الرئيس .. « كلب شرس كان عقبة في القبض عليه» .. «أخصائي العلاج الطبيعي للنادي الأهلي» .. الدكتور «علي العطفي»

الموجز - إعداد - محمد علي هـاشم 

كتابا مجهول المؤلف نشر في بيروت أغلب الظن أن المخابرات الاسرائيلية كانت وراءه جاء فيه: (أن جمال عبدالناصر مات بطريقة غير طبيعية بتخطيط من دولة أجنبية.. وألقي القبض على الدكتور علي العطفي أخصائي العلاج الطبيعي بالنادي الأهلي بتهمة تنفيذ هذه الخطة البشعة). وفي الكتاب أيضا: (أن الدكتور علي العطفي كان متزوجا من سيدة ايطالية اشتهرت في الأوساط الرياضية باسم (لوليتا) كانت دائمة السفر الى روما لزيارة اسرتها.. وهناك نجحت المخابرات الاسرائيلية في تجنيدها وسلمتها مرهما خاصا ليستخدمه زوجها في تدليك ساقي جمال عبدالناصر بسبب مضاعفات مرض السكر وقد تشربت مسامه المرهم الممزوج بالسم فأدى الى اصابة الرئيس الراحل بأزمة قلبية أنهت حياته) "عادل حمودة" لصحيفة البيان الإماراتية.


خائن الوطن .. أخصائي العلاج الطبيعي بالنادي الأهلي 

علي العطفي الذي ولد في النصف الثاني من العشرينات في أسرة متواضعة لم يحصل إلا على الشهادة الاعدادية.. وقد احترف (التدليك) و(المساج) وهي حرفة تعلمها على يد الأجانب الذين هاجروا من مصر خوفا من التأميم والمصادرة.. ومن ثم لم يتردد علي العطفي في أن يقول: إنه (الأب الشرعي للتدليك والعلاج الطبيعي في مصر).. ولأنه برع في حرفته فقد تهافتت عليه الأندية الرياضية الشهيرة.. وانتهى به المطاف في النادي (الأهلي).

ولأنه برع في إخفاء مؤهلاته فقد كان يعامل معاملة (الخبير) و(الأخصائي) في علم لم يكن معروفا لدينا هو علم العلاج الطبيعي والطب الرياضي وطب الملاعب.. ولأنه برع في إظهار نفسه بمظهر لائق فقد نجح في فرض نفسه على المجتمعات الراقية كواحد منها.. ودعم ذلك بعلاقات مع بعض أصحاب الشأن أضافت اليه الكثير من الوجود.. وجعلت منه شخصية مرموقة لها نفوذ ولها اتصالات. كل ذلك جعله ينضم الى قائمة مدربي العلاج الطبيعي الذي بدأت دراسته الأكاديمية في مصر في عام 1954 تحت اشراف منظمة الصحة العالمية.. وكانت الدفعة الأولى التي درسته من خريجي وخريجات معاهد التربية الرياضية.. ثم بدأت البعثات الخارجية الى الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي والمانيا الغربية.

وفي عام 1959 عاد المبعوثون يحملون شهاداتهم العالية.. الدكتوراه.. في تخصصات العلاج الطبيعي المختلفة.. وشجع ذلك على انشاء معهد عال للعلاج الطبيعي استقل رسميا في عام 1969 وساور علي العطفي قلقا شديدا أن يبعدوه عن عمادة المعهد لتواضع مؤهلاته العلمية في مواجهة حملة الدكتوراه الشبان الذين سحبوا السجادة من تحت قدميه.

وسلمت عمادة المعهد بالفعل الى سيدة هي (فوقية عزب سليم) التي بقيت في منصبها حتى عام 1972 ثم سافرت الى الكويت.. وهو ما جعل علي العطفي يشعر بأكبر صدمة في حياته.. ولم يكن من الممكن تجاوز هذه الصدمة إلا بالحصول على الدكتوراه بأي ثمن.. وكان هذا الثمن للأسف هو خيانة الوطن. لقد ذهب بقدميه الى السفارة الاسرائيلية في العاصمة الهولندية أمستردام.. وقدم نفسه الى مسئول الأمن بالسفارة وعرض عليه التجسس لحسابهم على بلاده.. وتعرض الى اختبارات صارمة استمرت أياما.. وتعرض لجهاز كشف الكذب.. ووضع تحت المراقبة حتى وجدوه صالحا يمكن الوثوق فيه والاطمئنان اليه.. بل أنهم اعتبروه جاسوسا مثاليا.. فهو شخصية على علاقة وثيقة بكل رموز السلطة والمجتمع في مصر.. ويصعب الشك فيه "عادل حمودة" للبيان الإماراتية. 

الخائن في قصر الرئاسة 

عاد «العطفي» إلى القاهرة دون أن يدري طبيعة مهمته بعد، كل ما حصل عليه كان أدوات التجسس العادية من حبر سري وشفرة وأجهزة الإرسال والاستقبال وكاميرا دقيقة، فيما تكرر سفره إلى هولندا عدة مرات، خضع فيهم لتدريبات في كبرى المستشفيات على العلاج الطبيعي، حتى تحول إلى خبير بالفعل في مجال التدليك، ونجم تحدثت عنه صحف العالم ومصر، وانهالت عليه الدعوات لمحاضرات في جامعات العالم، ولم يكن كل هذا إلا جزءً من خطة «برجمان» للدعاية لعميله، حتى يلفت نظر الرئيس.

في ذات الوقت، افتتح أول معهد للعلاج الطبيعي في مصر، وتقلد «العطفي» منصب العميد، إلا أنه لم يستمر في منصبه طويلًا قبل أن يلفت أنظار رئاسة الجمهورية، التي تلقى منها مكالمة وهو بمكتبه بالمعهد تخبره أنه تم اختياره ليصبح عضوًا في الطاقم الطبي لرئيس الجمهورية، لتنجح خطة ضابط الموساد.

ومع مرور الوقت، تقرب الرجل أكثر وأكثر من «السادات» بل وكامل أفراد الأسرة، وبناءً على ذلك، زاد نفوذه وصلاحياته، وأصبح يمد الموساد بتفاصيل ما يحدث داخل القصر الجمهوري، إلا أن مع زيادة نفوذ دكتور العلاج الطبيعي، زاد أيضًا غروره، وبدأ في التخلي عن حذره، وبعد أن كان يلقي بخطاباته المكتوبة بالحبر السري في صناديق مختلفة، أصبح يستسهل الأمر ويلقي بجميع الخطابات في صندوق البريد الملاصق للمعهد أو النادي، وبعد أن كان يحرص على تزوير تأشيرات وأختام تبرر سفرياته المتعددة، أصبح لا يكترث كثيرًا بحسب ما نشرته صحيفة المصري اليوم.

السقوط في قبضة أسود المخابرات 

لفترة طويلة كان حريصا في تحركاته وتصرفاته.. ولكن بعد زيارة الرئيس أنور السادات الى القدس شعر بالاطمئنان.. ودفعه الاطمئنان الى الاستهتار.. وهكذا.. تجرأ ودخل السفارة الاسرائيلية من بابها.. وتردد عليها أكثر من مرة.. (عيني عينك).. وكان من السهل رصده.. ووضعه تحت المراقبة.

راحت الكاميرات الخفية تسجل لقاءاته مع بعض ضباط الموساد.. وعلمت (القاهرة) بما جرى.. وعلمت بخبر عودته الى مصر.. فقد حدد الموعد بنفسه أثناء زيارة قام بها للسفارة المصرية في أمستردام.. وتأكد أحد ضباط المخابرات المصرية بذلك بنفسه.. وقرر مرافقته كظله في الرحلة.. تمهيدا للقبض عليه في المطار.

ولكنه لم يكن على متن الرحلة بل كان قد وصل الى القاهرة قبل الموعد بحوالي 48 ساعة أي في اليوم الذي زار فيه السفارة المصرية وضلل من فيها. تقرر مهاجمة بيته والقبض عليه والتقاط مزيد من الأدلة التي تدينه وتلف حبل المشنقة على رقبته.. وكانت الخطة هي تقمص شخصية صحفيين في مجلة أسبوعية مصورة.. يطلبون منه حديثا صحفيا يتحد ث فيه عن رحلته.. ولم يساوره الشك.. فهو معتاد على ذلك.. وكان شرط من تنكروا في شخصية صحفيين هو أن يحبس الكلب المتوحش الذي يحرسه في بيته.. إنه كلب شرس.. ضخم.. يمكنه افتراس ثلاثة رجال أشداء.. وكان يحتفظ به في شقته ليضمن ألا يتسلل أحد اليها.. وقد طمأنهم قائلا: أنه سيربط (ذلك الوحش) في المطبخ.. وسيغلق عليه الباب إمعانا في الأمان.. وبهذه المكالمة حانت ساعة الصفر. وضعت شوارع (الزمالك تحت السيطرة.. ودخلت قوة الضبط بيته وهي تتمالك نفسها.. وعندما تأكدت أن الكلب مربوط في المطبخ.. أغلقوا عليه باب المكتب.. وكشفوا عن أنفس هم.. وفي دقائق كانت حرب الأعصاب بين الطرفين على أشدها.. لم يكن من السهل عليه أن يعترف.. ولم يكن من السهل على قوة الضبط أن تتوصل الى أدوات التجسس التي يستعملها.. وبعد انتهاء الارسال التليفزيوني دخل ابنه ليفاجأ بما يجري.. وسأل الابن أبيه باللغة الألمانية: (هل يكلم صديقه جمال أنور السادات في التليفون ليطلب منه التدخل؟).. لكن كان هناك من يعرف الالمانية.. فترجم ما سمع الى وكيل النيابة الذي قام بنزع سلك التليفون حتى لا يتدخل أحد فيفسد القضية "عادل حمود" للبيان الإماراتية.

تعليقات القراء