أبشع ساعات مرت على الجيش الإسرائيلي في تبة الفهد .. مقبرة الدبابات الإسرائيلية .. كيف دمر مقاتل مصري 18 دبابة من أحدث ما أنتجه الجيش الأمريكي

الموجز - إعداد - محمد علي هـاشم 

كان علي الرجال الذين عبروا القناة الساعة 14.05 يوم 6 أكتوبر أن يواجهوا هجمات العدو المضادة التي سيستخدم خلالها وبصفة مؤكدة أسلحته الثقيلة وطائراته – بينما هم مجردون من الأسلحة الثقيلة ، وكان عليهم أن يصدوا هجمات العدو بأسلحة خفيفة ومحدودة إلي أن يتم إعداد الكباري ومعابر الدبابات لتعبر عليها أسلحتنا الثقيلة بعد حلول الظلام ، أو بعد ذلك إذا تاخر إعداد بعض الكباري وقتاً يزيد عن الوقت المتوقع ..

وقد حدث ذلك بالفعل – خاصة في قطاع الجيش الثالث – واستغرق اعداد الكباري وقتاً يزيد عن الوقت المحدد بسبب الظروف الخاصة التي واجهتها قوات هذا الجيش ، وطبيعة الأرض التي كانت تدخل في نطاق الجيش الثالث الميداني ..

ورغم أن العدو بدا مقاومة عنيفة لعملية العبور بقصف شديد علي مناطق تمركز وحدات العبور واستخدم طائراته ومدفعيته في ضرب طرق تحركها ومناطق الاسقاط والممرات ، الا أن عملية اقامة الكباري تمت في قطاع الجيش الثاني الميداني في ست ساعات كما كان مخططا لها تماما ، وتاخر بعضها إلي 9 ساعات ..

اما في قطاع الجيش الثالث فقد كان من المقدر الانتهاء من اقامة الكباري في 9 ساعات فقط ولكنها تاخرت عن الموعد المقرر لها 7 ساعات أخري ليتم انشاء الكباري في هذا القطاع بعد حوالي 16 ساعة ، نتيجة ما واجه هذه العملية من ضربات

معادية بالطائرات والمدفعية بالاضافة الي صلابة التربة التي استخدمت المدافع المائية في تجريفها وبسبب تغيير مناسيب مياه القناة نتيجة الجزر والمد مع وجود تيار سريع عند المنطقة القريبة من نقطة التقاء القناة بمياه البحر الأحمر..

وسواء انتهي اعداد المعابر في الوقت المحدد ، أو في زمن أكثر من الذي كان متوقعاً .. فان 5 فرق مشاه مصرية تضم حوالي 80 ألف جندي مصري كان عليها ان تواجه أسلحة العدو الثقيلة لمدة تتراوح بين 6 ساعات و 16 ساعة في قطاع الجيش الثالث – وحتي يتم عبور الدبابات والمعدات الثقيلة الي الضفة الشرقية للقناة .وكان اهم أبرز ما يواجه الجندي المشاه المصري شرق القناة خلال هذه الفترة هو الطائرات المعادية ،

والدبابات الاسرائيلية السريعة التي سيدفع بها العدو في هجمات مضادة وخاطفة اتجاه قواتنا المجردة من السلاح الثقيل – الي حين ..وبالنسبة للطائرات يأتي الحديث عنها في فصل لاحق .. اما عن الدبابات فقد كان علي رجل المشاه المصري ان يواجهها بسلاحه الخفيف ..

ولذلك كان في البداية ان تعبر القناة منذ اللحظة الولي للمعركة الساعة1405 مجموعات اقتناص الدبابات المزودة بصواريخ م / د اي مضادة للدبابات للعدو بسلاحه الصاروخي الخفيف .

وبالفعل تم دفع هذه المجموعات الي الضفة الشرقية للقناة تحت ستار النيران التي أطلقتها المدفعية المصرية

وبدأ هؤلاء الرجال في اعداد كمائنهم علي طرق اقتراب مدرعات العدو من القناة لتشل الحركة المدرعة للعدو ، وتمنع دباباته من التدخل في عمليات الاقتحام .

ويصف احد الذين ساهموا في صنع هذا العمل العظيم نتائج عمليات وحدات اقتناص الدبابات قائلاً ان أعمال تلك القوات الصغيرة كان لها اكبر الأثر في ارباك سيطرة العدو علي قواته وإختلال تحركاتها .. وبالتالي فشل كل محاولاتها لنجدة مواقع خط بارليف وقواتها في القنطرة شرق ، الي ان تم الاستيلاء علي معظم النقط الحصينة وحتي قيام الفرقة الثامنة عشرة مشاة قبل منتصف ليلة 7 – 8 أكتوبر بتحرير مدينة القنطرة شرق ، كما استولت هذه الفرقة بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي علي 7 حصون قوية للعدو هي كل ما يدخل في نطاق هجومها من نقط بارليف ..

ونجحت هذه الوحدات الخفيفة في صد جميع هجمات العدو المدرعة التي شنها مستخدماً احتياطاته من العمق ، وكبدتها خسائر كبيرة في الدبابات ومنعت وصول مدرعاته الي مواقع المشاه المصرية غرب القناة الي ان تم إنشاء رؤوس الكباري بعمق 8 و 10 كيلو مترات في اليوم الثامن من اكتوبر .

وهكذا كان التفوق للرجل في مواجهة الدبابة .

وكان من نتائج هذه العمليات ذات الأثر البالغ أن شكلت الولايات المتحدة لجاناً فنية لدراسة عيوب الدبابات الأمريكية التي قد تكون سبباً في ارتفاع عدد الدبابات الاسرائيلية التي دمرها رجال اقتناص الدبابات المصريون بسلاحهم الشخصي .

ولذلك فان قيمة السلاح تتركز في الرجل الذي يستخدمه ، خاصة أن استخدامه يحتاج شجاعة بالغة وكفاءة عالية حيث يتم توجيهه بالعين المجردة عندما تكون الدبابة قريبة الي الحد الذي يسمح بتوجيه السلاح اليها بينما تكون قادرة بأسلحتها الرشاشة ومدفعها الرئيسي علي ضرب اهداف أبعد بكثيرة وأصعب ..

وفي لقاء واحد من هؤلاء الرجال تحدث وهو الرقيب مجند محمد ابراهيم عبد المنعم المصري ..

وهوفلاح من شنباره مركز ديرب نجم الشرقية .وهو يروي قصته مع دبابات العدو منذ ساعة العبور .. .

كان الرائد صلاح أول من أبلغنا بأن اليوم هو يوم الثأر والشرف .. كنا في حالة طواريء .. وفي الساعة الثانية إلا عشر قال لنا الرائد صلاح ستسمعون الأن صوت طيران مصر وانفجارات مدفعية مصر .. وبعدها سنعبر جميعاً إلي الضفة الشرقية للقناة لنحرر الأرض وندمر العدو ، وكان دوري في العبور قد حان بعد ذلك بنصف ساعة ، وبالتحديد الساعة 1420 شعرت أن شيئاً غامضاً لا أعرف سره .. فلم أشعر بالخوف داخل القارب فوق مياه قناة السويس وكنت في حالة خشوع ربما يرجع سببه إلي الأصوات التي ترتفع من الضفة الشرقية والغربية للقناة معا تردد في وقت واحد .. الله اكبر .. الله أكبر .. وعلا صوتها وصوتنا معهم من فوق القناة ، ورغم أنني لم اشتبك مع العدو واي دبابة له يوم السبت 6 أكتوبر الاانني كنت اعد موقعي علي تبة عالية وراء احد مواقع خط بارليف وعلي مقربة مني زميلي عبد العاطي اتخذ موقعه واصبحنا معا قادرين علي قطع طريق تقدم دبابات العدو لنجدة مواقعه او التي قد يدفعها لشن هجوم مضاد علي قواتنا التي عبرت القناة .. وتم تقسيم المنطقة التي تضم الطريق المحتمل مرور الدبابات للعدو بيني وبين عبد العاطي حتي لا يحدث تداخل بيننا وحتي لا نصيب معا دبابة واحدة وتفلت أخري ..

وفي الساعة العاشرة صباح اليوم التالي -- الأحد 7 أكتوبر ظهر طابور دبابات معادية يتجه نحونا فوق الطريق الذي حددته إحتمالاتنا .. وصح ما توقعناه وبلغ مجموع الدبابات المعادية أمامي حوالي 30 دبابة وكان عبد العاطي أول من أشتبك معها .. بينما كنت اقوم بتحديد المسافة في إنتظار دخولها الي مرمي سلاحي وانتظرت اقترابها وهي تتحرك بسرعة .. ورغم أن مشاعري لحظتها مزيجا من الفرح لمواجهة العدو والاضطراب .. واصبحت الدبابة الاولي في المرمي .. ووجهت الصاروخ الي أضعف نقطة في الدبابة وهي الخط الذي يفصل بين البرج وجسم الدبابة واطلقت الصاروخ الأول .. وهزني ما رأيت كثيراً فقد طار برج الدبابة في الهواء .. واشتعلت النيران فيها وتعالت الصيحات من حولي الله اكبر .. الله أكبر وكان يساعدني من داخل حفرة الموقع اثنان من زملائي يقومان بالتعمير وتجهيز الصاروخ ليصبح دوري هو توجيه القذيفة الصاروخية نحو الهدف واطلاقها وصاح الصوت من داخل الحفرة اضرب أضرب واستمر اطلاق الصواريخ علي باقي الدبابات حتي بلغ ما اصابته 8 دبابات دمرت تماماً ، وقمنا بنقل موقعنا الي نقطة اخري علي نفس التبة التي اخترناها لتمركزنا .. وكانت النقطة الجديدة أكثر قرباً الي طريق دبابات العدو ..

وظهرت 5 دبابات للعدو كانت ضمن الدبابات التي ابتعدت عن الطريق من قبل . وعندما أطلقت طلقتي الأولي لتصيب أقرب دبابة منها إلي موقعي وفي أقل من دقيقة واحدة كانت باقي الدبابات تفر هاربه ..

وساد الهدوء أرض المعركة بينما استمر الدخان يتصاعد من دبابات العدو المدمرة حول الطريق وتحت تبتنا التي أطلقنا عليها أسم تبة الفهد وفي منتصف نهار نفس اليوم وبالتحديد الساعة 1200 من يوم 7 اكتوبر ظهرت دبابات للعدو تتقدم نحونا من نفس الطريق .. وتكررت القصة .. وتوالت اصابة دبابات العدو الواحدة وراء الأخري ..ولكنني لاحظت ساعتها أن الدبابات المعادية قد بدات تتحرك بحذر .. وربما في جبن وهذا زاد من صعوبة الأمر لي قليلاً فقد أصبح علي أتصيد الدبابة بمجرد ظهورها اذا كانت قريبة من منحني الطريق .. أو أنتظر دخولها المرمي اذا كانت بعيدة وبدأ يتكشف لي وجود دبابات للعدو داخل حفر أي مخندقة داخل خنادق .. وكان من الصعب إصابة هذه الدبابات اصابة مباشرة .. وبقيت انتظر حتي تبدأ في الحركة ليظهر جسم الدبابة أمامي وهي داخل المرمي لاطلق عليها الصاروخ .. وأستطعت بذلك أن أصيب 9 دبابات أخري ليكتمل عدد الدبابات التي دمرتها يوم الأحد 7 أكتوبر 18 دبابة معادية .

وكانت سرعة اطلاق سلاحنا علي دبابات العدو ، والانتقال في لحظات من دبابة مدمرة الي أخري سليمة .. لا يعطيني فرصة للتأمل أو حتي ملاحظة مشاعري ، ولكني أمضيت بعد ذلك فترة طويلة دون ان أشتبك مع دبابات العدو التي لم تعد تقترب من مواقعنا علي هذه التبة .. واعطاني ذلك فرصة للتمعن .. وكانت رؤيتنا لنتيجة عملنا تزيد من حماسنا والشوق لرؤية دبابات العدو وتدميرها .. ومع سقوط جميع نقط خط بارليف الحصينة ، وتقدم قواتنا شرقاً وزيادة عمق الرض المحررة في سينا انتقلنا الي موقع جديد لنعد من هناك كمائن لدبابات العدو قرب الحد الأمامي لقواتنا . وكان قد بدأ وصول أسلحتنا الثقيلة الي سيناء ، وتسلمت موقعي الأول وحدة صواريخ مضادة للدبابات محملة علي عربات .. وعندما رايت عرباتنا المصرية فوق ارض سيناء لأول مرة لم امنع نفسي من تقبيلها ،

وحان موعد لقائنا الجديد بدبابات العدو صباح يوم 10 اكتوبر عندما ظهرت ثلاث دبابات معادية تتجه غرباً ، واطلقت اول صاروخ نحو الدبابة التي في المنتصف .. واصبتها بينما اتجهت الاخيرتين الي التحرك للخلف بسرعة في محاولة للهرب وهما تطلقان ستائر دخان من حولهما حتي لا اتمكن من التنشين عليهما ولكنني استطعت ان اوجه سلاحي نحو الدبابة الأولي قبل ان يصبح الدخان من حولها كثيفاً فيمنعني من رؤيتها .. وأصبتها ، ولكن الثالثة استطاعت ان تفر هاربة .. وبدأت أحاول الحد من الشعور بالفرح فأصبحت أردد لزميلي في الحفرة جملة واحدة أنه يجب إصابة الدبابة الثالثة

وما كان ينتهي النهار حتي عادت دبابات العدو الي الأقتراب من نقطة أقصر من الاولي وإن كانت حركتها تكشف عن الأحساس بوجود كمين مصري قريب منها

وقررت ان أنتظر هذه المره حتي تقترب اكثر ..

وبعد ان أصبحت معظم الدبابات داخل المرمي بدأت في الاطلاق نحوها جميعاً علي التوالي

ولاحظت ساعتها شيئاً جديداً لقد أصبح تجهيز الصاروخ يتم بسرعة أكثر مما يحدث عادة ...

ربما كان الخوف من الدبابات المعادية التي أقتربت منا أكثر مما حدث من قبل ، أو شعورنا بأن هذه الدبابات ترانا وتوجه أسلحتها نحونا ، ربما كان ذلك سبباً في سرعة إعادة التعمير التي لاحظتها حتي أنني طلبت من احد زميلي أن يعد بالأرقام طوال الفترة التي يستغرقها اعادة التعمير واعداد الصاروخ الجديد .. وصح ما توقعته .. لقد اختصر الزمن وقل الوقت بحوالي 25 ثانية .. وبفضل ذلك لم تتمكن أي دبابة أن تصيبنا بينما استطعنا نحن يومها أن نصيب 6 دبابات تم تدميرها بالكامل ..

ولابد أن نستبعد أن اختصار زمن اعداد الصاروخ واعادة تعمير الي هذا الحد الكبير يرجع الي تكرار استخدامنا له طوال الفترة من 7 اكتوبر حتي 10 أكتوبر .. انني لا اوافق علي أن هذا هو السبب فقد سبق أن أمضينا سنتين ونصف السنة --

30 شهراً كاملاً نتدرب علي هذا السلاح ،ونستخدمه خلال عمليات تدريبية تتم في جو العملية الفعلية ..

وربما كانت المعنويات .. ورؤية النصر ونتائج عملنا تبدو في نفس اللحظة .. أو ربما يكون الخوف من تسليح دبابات العدو التي تنطلق نحونا ..

الملاحظة الأخيرة التي أستطعت ان اشعر بها منذ أول لقاء مع دبابات العدو ــ واكدتها مشاهدتي بعد ذلك ــ هي ان العدو يتجه إلي الهرب عندما يري دبابة له قد أصيبت .. وحتي إذا لم يهرب فان التردد والخوف والاضطراب تسيطر علي كل تصرفاته .. وما زلت أذكر آخر دبابة أصبتها .. لقد اكتشفت الدبابة موقعي .. ووجهت نحونا النيران ... ولكن في اضطراب جعل ضرباتها تتطيش وتخطئنا فلا تصيبنا .. ولكننا لم نخطئها ودمرناها .. ليكتمل عدد الدبابات المعادية التي وفقني الله في تدميرها 26 دبابة ، وليشرفني قرار منحي أعلي وسام عسكري مصري وهو وسام نجمة سيناء . (المصدر)

 دمر‏13‏ دبابة‏,‏ وعربيتن مجنزرتين‏,‏ وقام بفك حصار السرية الثالثة من اللواء الرابع كتيبة‏12‏ علي تبة أبو كثيرة في سيناء‏.‏

اسمه‏:‏ فتحي سيد محمود شلبي مواليد‏17‏ ديسمبر عام‏1950‏ من السيدة زينب‏,‏ حاصل علي دبلوم الثانوي الصناعي عام‏68,‏ وجند في‏2‏ مارس‏70‏ بسلاح المدفعية‏,‏ وخرج من الجيش في‏1‏ يوليو عام‏1975,‏ حصل علي نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولي عام‏1974‏ تقديرا لما قام به من أعمال استثنائية تدل علي التضحية والشجاعة الفائقة في مواجهة العدو بميدان القتال‏.‏ كان واحدا من أفراد خمس كتائب تم تشكيلها للتدريب علي صواريخ الموليتكا روسية الصنع ضمن تشكيل كتائب الفهد‏.‏ اشتهر بـ شلبي‏,‏ وهو رقيب مجند بكتيبة الفهد للصواريخ المضادة للدبابات بالجيش الثاني الميداني‏,‏ ويعمل حاليا مشرفا فنيا في شركة المعدات التيلفونية بالمعصرة‏.‏

يقول بطلنا فتحي‏:‏ تدربنا علي عربات مجهزة بالصواريخ‏,‏ ثم بدأنا في عمل مشروعات وتدريبات بالذخيرة الحية‏,‏ وكان لي شرف إصابة أول دبابة للعدو عند المعبر‏26‏ في أول يوم من الحرب‏,‏ وذلك بعد أن عبرت سرية الفهد مع قوات المشاة المترجلة‏,‏ وتوجهت للعمق بعد تسلق الساتر الترابي‏,‏ وكان بجواري قائد السرية‏,‏ وشاهدنا دبابتين من دبابات العدو وكنت أحمل صندوق التحكم‏,‏ وهو جهاز توجيه صاروخ الفهد المضاد للدبابات‏,‏ وأمرني قائد السرية بأن أتعامل معهما‏,‏ فأطلقت الصاروخ الأول ليصيب الدبابة الأولي‏,‏ وتهرب الثانية‏,‏ وكان أول صاروخ يطلق علي أول دبابة إسرائيلية بصاروخ الفهد ويصيبها‏,‏ وكان ذلك سببا في رفع روحي المعنوية أنا وقائدي وكل أفراد السرية‏,‏ ورددنا الله أكبر‏..‏ الله أكبر‏,‏ وبدأ التقدم‏,‏ وظلت الدبابة مشتعلة حتي منتصف الليل‏!.‏ ويضيف بزهو‏:‏ كنا مجموعات المفرزة الأمامية لعمل رأس كباري لحماية القوات التي ستعبر بعد ذلك‏.‏

كنا نتقدم في هذه الفترة في تجاه تبة الشجرة‏,‏ وهي في النقطة‏6‏ ثم قمنا باحتلال منطقة تبة السبعات‏,‏ ثم ظهرت دبابة للعدو‏,‏ وبدأت في ضرب أفرادنا فتعاملت‏,‏ معها وكانت الساعة السابعة والنصف مساء فانفجرت الدبابة علي الفور‏,‏ ويتذكر البطل شلبي قائلا‏:‏ إنه حتي الساعة الثامنة مساء أول يوم في الحرب تم عبور القوات المصرية‏,‏ وتم إمدادنا بالذخيرة‏,‏ وأحسسنا بأن الجيش المصري عبر فعلا‏,‏ ومع أول ضوء في الفجر بدأت الدبابات تأخذ مواقعها‏,‏ وكانت هناك دبابة متخندقة تعوق حركة الدبابات الإسرائيلية‏,‏ وكانت تضرب‏,‏ ثم تختفي‏,‏ وظللنا حتي الحادية عشرة ظهر يوم‏7‏ أكتوبر نستطلع الأمر حتي نبهني قائدي الرائد عبدالوهاب سيف الحيط إلي أن الدبابة تختفي وراء الحشيش‏,‏ الذي ينمو في تلك المنطقة‏,‏ وانتظرت حتي بدأت تظهر‏,‏ ثم تم تدميرها علي الفور‏.‏

في يوم‏7‏ أكتوبر الساعة السابعة مساء تم احتلال تبة الشجرة وفيها مركز القيادة الإسرائيلي‏,‏ وهو عبارة عن غرف وأماكن للعمليات‏,‏ وتم تدمير دبابة في تلك المنطقة‏.‏
ويتذكر أيضا أنه في يوم‏8‏ أكتوبر هجمت علينا‏30‏ دبابة إسرائيلية‏,‏ ضربت إحداها‏,‏ ثم انصرفت كل الدبابات ثم عادت مرة أخري‏,‏ وكان معنا العقيد عبدالشافي قائد الكتيبة المشاة ك‏11‏ من اللواء الرابع‏,‏ وبدأت إطلاق نيرانها علينا‏,‏ وقمت بالسير مسافة خمسة كيلو مترات تقريبا‏,‏ وكان معي الطاقم‏,‏ وأطلقت النيران تجاه دبابة من الاتجاه الأيمن فانسحبت الدبابات علي الفور هاربة‏,‏ وبعد حصار الدفرسوار وفي‏9‏ أكتوبر‏,‏.

يقول بطلنا شلبي‏:‏ كانت هناك إحدي كتائب المشاة للواء الرابع في الجهة اليمني لمنطقة الدفرسوار‏,‏ وكانت نيران العدو شديدة علينا فأمر قائد السرية بالانتشار والتقدم للأمام والتعامل مع العدو فتحركنا للأمام نحو خمسة كليو مترات بالقرب من تبة أبو كثيرة الشهيرة‏,‏ ولكن العدو رصدنا‏,‏ وأطلق علي السرية مدفعيته‏,‏ ونيران دباباته‏,‏ وحاصر السرية بسبع دبابات وعربتين مجنزرتين‏,‏ وصدر لي الأمر باختراق الحصار‏,‏ ونجحت في الاختراق‏,‏ وقابلت قائد السرية البطل الرائد سهيل وطلبت منه معرفة تجاه الدبابات وكان علي التبة ثلاث دبابات‏,‏ وعلي يمينها اثنتان‏,‏ وفي المواجهة اثنتان‏,‏ ومعها عربتان مجنزرتان فطلبت منه أن يطلق طلقات هاون مضيئة في تجاه تبة أبو كثيرة‏,‏ وقمت بضبط جهاز التحكم تجاه دبابات العدو‏,‏ وعند بزوغ الضوء‏.

بدأ العدو يتحرك نحونا فأطلقت أول صاروخ علي أول دبابة قادمة فدمرت تماما‏,‏ وانسحب الباقي إلي الخلف‏,‏ ثم دمرت الثانية في أثناء الانسحاب‏,‏ ثم ظهرت فجأة من الجهة اليمني عربة مجنزرة علي مسافة‏300‏ متر فاستخدمت معها الرشاش نصف بوصة‏,‏ فظهرت العربة المجنزرة الثانية‏,‏ وتركز الضرب في اتجاهي فنزلت في حفرة‏,‏ وذلك لصعوبة التحكم في الصاروخ لأنه ينبغي أن يكون الهدف علي بعد‏500‏ متر‏,‏ وكانت العربة المجنزرة علي بعد‏300‏ متر فأطلقت الصاروخ في تجاه مخالف للعربة فانفجر أمام العربة‏,‏ وهنا توقف إطلاق النار‏,‏ وإذ بنا نري من فيها يغادرونها في هلع‏,‏ وكان عددهم‏7‏ أفراد أرادوا الفرار ولكن الجنود الأبطال من حولي تعاملوا معهم بالرشاشات وأسقطوهم قتلي‏,‏ وفرت الدبابات الباقية‏,‏ وفي أثناء هربها أطلقت صاروخا علي إحداها فاشتعلت فيها النيران‏,‏ بينما ظلت العربة المجنزرة في مكانها ومحركها يدور إلي أن نفد الوقود لنجدها في الصباح سليمة تماما وأمامها الصاروخ منفجرا‏.‏ (المصدر)
 

تعليقات القراء