ما هي العوامل التي تحرك أسعار النفط صعوداً وهبوطاً؟

 

تتحكم العديد من العوامل في ارتفاع وانخفاض أسعار النفط في العالم من وقت لآخر، ففي بعض الأحيان تجد أسعار النفط قد انخفض بشكل هائل ومفاجىء أيضاً، وأحياناً تكون مرتفعة حسب قانون العرض والطلب، ومن أكثر الأوقات التي تنخفض فيها أسعار النفط كثرة براميل النفط المعروضة وقلة الطلب عالمياً عليها كما حدث في أزمة الوباء الحالية التي انهارت بها أسعار النفط إلى أقل من الصفر في سابقة نادرة لم تحدث من قبل.

علاقة قانون العرض والطلب بأسعار النفط:

يخضع النفط مثله مثل باقي المنتجات والسلع التي تباع وتشترى عالمياً إلى قانون العرض والطلب، فعندما يكون هناك كميات كبيرة جداً متوفرة بشكل يومي من النفط وهناك طلب كبير عليه يتجاوز الكميات المعروضة فإن سعره يرتفع بشكل ملحوظ، والعكس صحيح ففي حال كان هناك كميات ضخمة معروضة من النفط وليس هناك طلب عالمي عليه كما حدث في ازمة الوباء الحالية في عام 2020 الماضي لم يكن هناك أي طلب على الإطلاق على النفط، مما جعل أسعاره تنخفض إلى ما تحت الصفر للبرميل الواحد في سابقة لم تحدث على الإطلاق من قبل.

العوامل التي تحرك أسعار النفط صعوداً وهبوطاً:

هناك الكثير من العوامل التي تحرك أسعار النفط صعوداً وهبوطاً، من ضمنها الكوارث الطبيعية والاحداث الاقتصادية وغيرها من المؤثرة على المستوى العالمي مثل تاثير فيروس كورونا على النفط، ومن أشهر هذه العوامل ما يلي:

حاجة الناس للنفط بسبب كونه من السلع الأساسية في الوقت الحالي:

يعتبر النفط من السلع الأساسية الضرورية في حياتنا في الوقت الحالي، فمثلاً عندما تريد التنقل بسيارتك الخاصة أو من خلال المواصلات العامة فإنك في حال كان لديك سيارة خاصة ستشتري البنزين أو السولار لتستطيع تشغيل سيارتك والتنقل بها، وكذلك الأمر في حال المواصلات العامة فإن صاحب السيارة سيشتري أحد منتجات النفط ليستطيع تشغيل سيارته والتنقل بها، وكذلك الأمر في حياتنا اليومية فإن مشتقات النفط نحتاجها لتشغيل المعدات المختلفة التي تجعل حياتها أسهل ونستطيع إنجاز كافة أعمالنا بكل سهولة وفي أسرع وقت ممكن.

تكاليف استخراج وإنتاج النفط الخام:

تؤثر أسعار النفط الخام على أسعار جميع المنتجات المشتقة منه، والتي تعتمد عليه من أجل تصنيعها وبيعها في الأسواق، فعلى سبيل المثال الزيت المستخدم في تشغيل المولدات الكهربائية أو الزيت المستخدم في التدفئة المركزية في الكثير من الدول هو أحد المنتجات التي تم صناعتها من خلال النفط الخام، فعندما يرتفع أو ينخفض سعر النفط الخام يرتفع أو ينخفض سعر الزيت تبعاً له مباشرة.

وتؤثر الأحداث والأزمات السياسية في البلدان المنتجة للنفط على أسعاره بشكل كبير، بالإضافة إلى العوامل الطبيعية والكوارث الطبيعية فإنها تعمل على ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير، والاستقرار في البلدان المنتجة للنفط يعمل على انخفاض واستقرار أسعاره لفترة طويلة من الزمن.

العرض والطلب على النفط:

عندما يرتفع الطلب على النفط وتكون هناك كميات ضخمة معروضة منه في الأسواق مساوية أو أكثر من الطلب فإن أسعار النفط تكون منخفضة، وفي حال كان هناك طلب كبير وعرض قليل من النفط فإن أسعار النفط ترتفع بشكل كبير، وفي حال كان هناك عرض كبير وليس هناك طلب على النفط فإن أسعار النفط تنخفض بشكل كبير للغاية.

العقود الآجلة تؤثر على أسعار النفط:

تعتبر العقود الآجلة أحد الوسائل المهمة للحصول على النفط بسعر محدد مهما زادت أو انخفضت أسعار النفط فلا علاقة للشركات التي تشتري النفط بالعقود الآجلة بهذا الأمر، بل تحصل على النفط بأسعار محدد وثابتة، وتلجأ الشركات لشراء النفط بالعقود الآجلة من أجل شراء النفط بسعر محدد وحماية نفسها من التقلبات الشديدة في أسعار النفط بين الصعود والهبوط، وتتم هذه العملية عن طريق نظام المزايدة في شراء أسعار النفط حتى الثبات على سعر محدد يفوز به أحد الشركات والتي تدفع أحدث سعر تم طرحه للنفط وتقوم بتثبيته بشكل نهائي بعد ذلك. 

التغييرات التي تحدث دائماً في مجال صناعة الطاقة:

تؤثر التغييرات التي تحدث في مجال الصناعات التي تعتمد على الطاقة في تحريك أسعار النفط صعوداً أو هبوطاً، فمثلاً اتجاه الكثير من الدول في الوقت الحالي إلى استخدام الطاقة المتجددة في الكثير من جوانب حياتهم، والاعتماد عليها كبديل عن الطاقة الغير متجددة مثل النفط، فإن أسعار النفط ستكون منخفضة للغاية نظراً لقلة الطلب عليه وكثرة المعروض منه في الأسواق العالمية.

الطلب الموسمي على النفط:

عندما تزداد الحاجة للنفط خاصة في فصل الشتاء لاستخدامه واستخدام مشتقاته في التدفئة فإن أسعاره تزداد بشكل ملحوظ، كما وفي حالة السفر الكثير والتنقل بين الدول تزداد الحاجة لمنتجات النفط بشكل ملحوظ، حيث تزداد الحاجة له فبالتالي يزداد سعره خلال فترة الطلب الموسمي، وعند انتهاء الموسم تبدأ أسعار النفط في التراجع والعودة لمستويات منخفضة.

حالة الطقس الجوي:

في فصل الشتاء ونتيجة للبرد الشديد تزداد الحاجة إلى النفط ومشتقاته بشكل كبير لاستخدامها في التدفئة فيرتفع سعره، وفي فصل الصيف يقل الطلب بشكل ملحوظ على النفط ومشتقاته وبالتالي تكون أسعاره منخفضة للغاية ومستقرة في حدود معينة، ولا يتعرض للارتفاع خلال فصل الصيف على الإطلاق.

الأحداث السياسية والكوارث الطبيعية:

في حال وجود أحداث سياسية في الدول التي تنتج النفط فإن أسعار النفط ترتفع بشكل كبير نتيجة لقلة إنتاج النفط في هذه الدول، وهذا ما حدث في الأزمات السياسية التي حدثت في العراق والسودان وبعض الدول العربية المنتجة للنفط مما أثر على أسعار النفط محلياً في تلك الدول، وعالمياً أيضاً، فقد فقد العالم مورداً ضخماً من موردي النفط تتمثل في الدول التي يوجد بها العديد من الأحداث السياسية.

وفي حال الكوارث الطبيعية فإن إنتاج النفط يقل بشكل كبير كذلك، ويجب أن تنتهي الكوارث الطبيعية بشكل كامل حتى يتم استئناف عملية إنتاج النفط وعمليات تكريره وفصل مشتقاته.

عمليات البيع المحلية في منطقة محددة:

تؤثر المنطقة التي تسكن بها على أسعار النفط أو أحد منتجاته، فلو كان استهلاك منطقتك مرتفعاً جداً في أحد منتجات النفط، فإن أسعار هذا المنتج سوف ترتفع بشكل ملحوظ كونها تنفذ بسرعة كبيرة من المحال التجارية، وتحتاج لبعض الوقت حتى يتم توفيرها مرة أخرى في هذه المحال وتلبية الطلبات المتزايدة على هذا المنتج.

وفي حال كان منزلك أو مكان عملك قريباً للغاية من مصفاة منتجة للنفط فإنك ستحصل عليه بأسعار منخفضة للغاية عن أسعار البيع في السوق المحلي، نظراً لأن تكاليف التعبئة والنقل لن يتم احتسابها وستحصل عليه مباشرة.

العوامل المفاجأة تؤثر على ارتفاع أسعار النفط:

في حال الأحداث المفاجأة والكوارث التي تحدث فجأة فإن أسعار النفط تزداد مباشرة مع هذه الأحداث، فمثلاً لو انخفضت درجة الحرارة بشكل كبير ومفاجئ وهطل الثلج في منطقتك فسيكون هناك طلب كبير على منتجات النفط وبالتالي فإن أسعارها سترتفع بشكل مؤقت لحين عودة درجات الحرارة لمعدلاتها الطبيعية.

كانت هذه أهم العوامل التي تؤثر على أسعار النفط صعوداً وهبوطاً، ولكنها ليست جميع العوامل بكل تأكيد فهناك الكثير من العوامل التي لا يتسع المجال لذكرها تؤثر في أسعار النفط، ولكن هذه العوامل هي أهم العوامل الأساسية التي تؤثر على أسعار النفط بشكل كامل.

تعليقات القراء