«العفن الهبابي».. جدل بشأن محصول المانجا.. ونقيب الفلاحين يحدد الضرر.. ويكشف هل سيؤثر على أسعارها؟
الموجز
أثير لغط واسع مؤخرا، بشأن محصول "المانجا" هذا العام، بعد إعلان عدد من المزارعين، لا سيما في محافظة الإسماعيلية، شرق القاهرة، عن إصابة المحصول بـ"العفن الهبابي"، وتضررهم إلى حد كبير.
وأجج هذا الإعلان نقاشا حول الأسباب التي أدت إلى تضرر محصول المانجا لدى لعديد من المزارعين هذا العام، إلى درجة أن بعض المزارعين اعتبروا أن "الموسم انتهى قبل أن يبدأ بالنسبة لهم"، وهو أمر من شأنه أن يؤثر على توفر الفاكهة وسعرها في السوق.
في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، شرح نقيب الفلاحين، حسين عبد الرحمن أبو صدام، أبعاد الأزمة الحالية، ومدى تأثر المانجا، في الأسواق المصرية خلال العام الجاري على وقع الأضرار التي لحقت بمزارعين من جراء إصابة المحصول بالعفن الهبابي.
حجم المزروع
يستهل أبو صدام حديثه بالإشارة إلى أن العام الجاري شهد زراعة ما يقارب 300 ألف فدان في مصر على مستوى البلاد، منها 117 ألف فدان في محافظة الإسماعيلية.
ويشير إلى ظهور إصابات وصفها بـ "المحدودة" بفطر العفن الهبابي في الإسماعيلية، وذلك في حدود 2 في المئة فقط من الـ 117 ألف فدان "وهي إصابات محدودة ستضر أصحاب المزارع المصابة، لكنها لن تؤثر على الإنتاجية العامة، كما لن تؤثر على الأسعار".
ويوضح أن "العفن الهبابي فطر يصيب المانجا نتيجة الإفرازات العسلية واللزجة لحشرات المن (قملة النبات) والحشرة القشرية وحشرة البق الدقيقي، وهي إفرازات يتم إطلاقها على الورق ويتجمع عليها التراب فتكون الورقة جاذبة للفطر، والذي عادة ما يكون لونه أسود، ويمنع وصول الضوء إلى الورقة ويقلل التمثيل الغذائي لها، بالتالي يقلل إنتاجية الشجرة المصابة". حسبما نشر موقع "سكاي نيوز".
ويتابع: "لكنه في العموم فطر غير خطير ولا يؤثر على الشجرة بشكل كامل، أي أنه ليس مميتا للشجرة (..) يعود سببه إلى إهمال المزارعين في البداية؛ على اعتبار أن مزارع المانجا مدعو إلى تقليمها وتنظيفها قبل الإنتاج بفترة ورش الصابون البوتاسي"، موضحا أن القضاء على الحشرات أمر سهل.
وبالتالي يؤكد نقيب الفلاحين ، في تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "المسألة ليست خطيرة، وهذا العفن يحدث منذ ست سنوات في الإسماعيلية ولا يؤثر كثيراً على الإنتاجية العامة، لكنها يضر بالتأكيد أصحاب المزارع أنفسهم".
وحول ما تردد بشأن تأخر بدء موسم "المانجا" في مصر، وما إن كان لتلك الأزمة عامل في ذلك، يقول نقيب الفلاحين: "المانجو لم يتأخر، الناس فقط يتعجلون نزولها. الموسم الأساسي يبدأ في منتصف شهر يوليو المقبل. والمانجو التي ظهرت بالأسواق حاليا هي أنواع من المانجو البلدي والسكري، وأغلبها تأتي من أسوان (جنوبي مصر) والصعيد؛ لأن المناخ هناك مختلف".
الأسعار
وعن أسعار "المانجا" في السوق المصرية هذا العام، ومدى تأثرها بظهور "العفن الهبابي" في بعض المناطق، يوضح أن ذلك لن يؤثر على الأسعار العامة بل "ستكون بنفس أسعارها التي كانت عليها العام الماضي، وقد تكون أقل".
ويلفت نقيب الفلاحين إلى أن الأسعار تتراوح بين 8 و50 جنيها (الدولار يعادي 15.7 جنيه تقريبا) وهي أسعار عادية في بداية الموسم، موضحا أن "المانجا تختلف حسب الصنف والنوع، إذ تبدأ الأسعار من 8 إلى 10 جنيهات بالنسبة للأصناف البلدي والسكري، وتنتهي إلى 50 جنيها بأنواع الفص، مرورا بـ 30 و35 جنيها للمانغو العويسي على سبيل المثال".
مبيدات مغشوشة
وتفسيرا لما ذهب إليه بعض المزارعين بشأن أثر "الأسمدة المغشوشة" على المحصول، يشرح نقيب الفلاحين أن "بعض المزارعين الذين أصيبت محاصيلهم استخدموا المبيدات دون أن أن تكون لها جدوى، وتظل آثار العفن الهبابي موجودة، ولا يعرف المزارع ذلك، على اعتبار أنه فطر لا يُرى بالعين المجردة.
يذكر أن حجم صادرات مصر الزراعية ارتفع بنسبة 10 في المئة خلال الربع الأول من العام الجاري، ليصل إلى أكثر من 2.2 مليون طن، على أساس سنوي. وجاءت المانجو ضمن قائمة أهم الصادرات الزراعية عن هذه الفترة من بين الموالح، وذلك بإجمالي 296 طنا.