هل ستؤثر حملات المقاطعة على الاقتصاد الفرنسي حقاً؟.. اتفاق شعبي عربي على وسائل التواصل و«باريس» تصرخ.. وحالة واحدة لإثارة الشارع ضد «ماكرون»

الموجز  

أثار خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد فيه تمسك بلاده بالرسوم المسيئة للنبي محمد (ص)، غضباً واسعاً في العالم الإسلامي، حيث انطلقت حملات ودعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. 

وكان ماكرون قد صرح في 21 من أكتوبر الجاري بأن بلاده "لن تتخلى عن رسوم مجلة (شارلي إيبدو) الكاريكاتيرية" المنشورة على واجهات المباني بعدة مدن فرنسية.

وفي الـ 18 من الشهر ذاته، قتل مراهق مدرس في أحد الشوارع قرب العاصمة الفرنسية باريس، بعد عرضه رسومأً مسيئة للنبي محمد في المدرسة.

وقامت الشرطة الفرنسية بقتل الشاب (18 عامًا) بالرصاص قرب موقع الهجوم، وهو من أصل شيشاني ومولود في العاصمة الروسية موسكو.

وبالرغم من أن فرنسا تحتل المركز الخامس عالمياً في قوة الاقتصاد، فإن أسئلة تتبادر إلى الأذهان الآن حول ماذا سيحدث عند مقاطعة منتجاتها، وهل سيؤثر حقاً في تغيير الخطاب الفرنسي؟

الخاسر الأكبر

ويقول محللون إن الصادرات الفرنسية تشتهر بالأجبان والعطور ومستحضرات التجميل الباهظة والنبيذ الباهظ، وهي منتجات لا يشتريها المواطن العربي عادة أو لا تستوردها الدول بكميات كبيرة.

ويضيف المحللون أنه وعلى سبيل المثال جبنة "لافاش كيري"، المعروفة بالبقرة الضاحكة، علامة تجارية فرنسية بالفعل، إلا أنها تصنع داخل البلدان العربية من قبل شركات قامت بشراء الإسم فقط.

وأوضح المحللون أن تلك الشركات توظف الاف العمال الذين سوف يفقدون عملهم على الأغلب، مشيرين إلى أن الخاسر الوحيد هنا هو المواطن الفقير مجددًا وليس فرنسا.

ليست الأغذية فقط

ويشير المحللون إلى أن فرنسا ترتبط مع دول الخليج العربي وشمال إفريقيا بروابط اقتصادية قوية تجارية واستثمارية، منها القطاع التجاري: الغذاء، والدواء، والعطور، والأزياء، والإلكترونيات، والسيارات، والمشروبات، بالإضافة إلى قطاعات الزراعة والنقل والطيران والقطارات والاتصالات، والكيماويات.

وأكد المحللون أن أكبر الصادرات الفرنسية للدول العربية هي السلاح والمعدات العسكرية.

وبحسب المحللون، فإن حجم التبادل الاقتصادي بين فرنسا والدول الإسلامية لا يقارن مع نظيره من دول العالم الأول.

وأوضحوا أن قائمة الدول العشرة الأكبر من حيث حجم التبادل التجاري مع فرنسا لا تتواجد فيها أي دولة إسلامية، فتأتي في المرتبة الأولى ألمانيا تليها إيطاليا والولايات المتحدة وبلجيكا ولوكسمبورج وإسبانيا والصين وبريطانيا وهولندا وسويسرا واليابان.

ضربة قوية

يقول مراقبون إن فرنسا قد تتلقى ضربة قوية في اقتصادها نتيجة مقاطعة الدول العربية لمنتجاتها الغذائية، موضحين أن هذه المنتجات أرباحها كبيرة وأنها منتجات شهرية الاستهلاك، على عكس الصناعات الأخرى.

وأوضح المراقبون أن صناعة الأجبان وحدها تمر بعدة مراحل، بدءاً من صناعتها ومغلفاتها وعلبها ، الأمر الذي يجعل مقاطعتها على المدى الطويل يؤدي إلى إغلاقات متتالية للمعامل.

وأضاف المراقبون أن خطر الإغلاق قد يثير الشارع الفرنسي ضد الحكومة، الأمر الذي قد يجبر الساسة الفرنسيون على تغيير مواقفهم تجاه تصريحات الكراهية السابقة.

تأثير

ويبدو أن دعوات المقاطعة العربية للمنتجات الفرنسية لاقت رد فعل إيجابي، حيث أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانًا، يوم الأحد الماضي، طالبت فيه بوقف حملات المقاطعة من حكومات الدول العربية والإسلامية.

وقالت الخارجية الفرنسية في بيانها أن “الدعوات إلى المقاطعة عبثية ويجب أن تتوقف فورًا، وكذلك كل الهجمات التي تتعرض لها بلادنا والتي تقف وراءها أقلية راديكالية”، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية.

وأضافت أنه “في العديد من دول الشرق الأوسط برزت في الأيام الأخيرة دعوات إلى مقاطعة السلع الفرنسية، وخاصة الزراعية الغذائية، إضافة إلى دعوات أكثر شمولًا للتظاهر ضد فرنسا في عبارات تنطوي أحيانًا على كراهية نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي”.

تعليقات القراء