فضيحة غسيل الأموال العالمية.. 2 تريليون دولار أموال سوداء تم تحويلها عبر بنوك عالمية.. وبنكان مصريان متورطان في القضية

كشف الموقع الأميركي Buzzfeed News، عن ملفّات مسرّبة من شبكة مكافحة الجرائم المالية الأميركية (FinCEN)، تؤكّد سماح بعض أكبر البنوك في العالم، للمجرمين، بنقل أموال قذرة (Dirty Money) حول العالم، بقيمة 2 تريليون دولار من أموال المخدرات والجريمة والتجارة الغير مشروعة، على غرار وثائق بنما التي سلّطت الضوء في العام 2016 على عمليات إخفاء حركة الأموال حول العالم، في ظل ارتفاع معدلات التهرب الضريبي وتبييض الأموال وتمويل الإرهاب.

في كشف "غير مسبوق" لـ"الفساد المالي العالمي والمصارف الشهيرة التي تُمكّنه"، نشر موقع  BuzzFeed News الأمريكي بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين (ICIJ) مئات الوثائق الحكومية المسربة تحت عنوان "ملفات فنسن" (FinCENFiles).

وتُظهر الملفات تدفقات المال القذر في جميع أنحاء العالم، وأسماء شهيرة من المحركين الرئيسيين لهذه العمليات التي تتحايل على قوانين تجريم غسل الأموال والعقوبات على الإرهاب.

تكشف الوثائق عن تواطؤ العديد من المصارف المعروفة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض أبرز أقوى الأنظمة المالية في العالم مثل ألمانيا وبريطانيا في السماح لأعداد من المهربين والإرهابيين والسياسيين الفاسدين والأوليغارشية السيئة السمعة في جمع مبالغ طائلة للشبكات الإجرامية وجني الأرباح.

من المصارف المتورطة التي ذكرتها الوثائق "نيويورك ميلون"، و"ستاندرد تشارترد"، و"جي بي مورجان تشيس"، و"باركليز"، و"إتش إس بي سي" و"دويتشه بنك"، والأخير هو أكبر مؤسسة مالية في ألمانيا وأحد أكبر المقرضين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويُشكّل مثلت هذه المصارف مجتمعة أكثر من 85% من تقارير النشاطات المشبوهة الواردة في التسريبات. مع ذلك، زعمت المصارف المشار إليها أنها قامت بدورها في التزام الإجراءات القانونية لمكافحة المعاملات المالية القذرة المحتملة.

ونقلا عن وثائق سرية قدمتها بنوك إلى الحكومة الأميركية إن عدة بنوك عالمية حولت مبالغ ضخمة من أموال قد تكون غير مشروعة على مدى نحو 20 عاما رغم تحذيرات بشأن أصول هذه الأموال.

استندت التقارير إلى وثائق مسربة عن أنشطة مشبوهة رفعتها بنوك وشركات مالية أخرى إلى شبكة مكافحة الجرائم المالية بوزارة الخزانة الأميركية.

أوردت التقارير الصحافية أن تلك الوثائق يزيد عددها على 2100، و تتضمن معلومات عن معاملات تتجاوز قيمتها التريليوني دولار في الفترة من 2009 إلى 2017 حذرت إدارات الامتثال بالمؤسسات المالية من أنها مشبوهة.

وظهرت خمسة بنوك عالمية في الوثائق بكثرة وهي إتش.إس.بي.سي وجيه.بي مورجان تشيس ودويتشه بنك وستاندرد تشارترد وبنك أوف نيويورك ميلون.

تورط بنوك لبنان

وبحسب الوثائق المسربة، فان المصارف اللبنانية متورطة أيضا بعمليات تهريب الأموال، في الوقت الذي تحجز فيه ودائع اللبنانيين او تعطيهم إياها بالليرة اللبنانية وعلى سعر صرف وهمي لا يمثل قيمة أموالهم الحقيقة، وبحسب الوثسقة التي تم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فان المصارف المتورطة بفضيحة “Fincen”، هي: “عودة” ، “فرست ناشيونال بنك”، “فرانس بنك”، “سوسيتيه جنرال” و”بيبلوس “، بنك بيروت”.

وأفادت الملفات، على سبيل المثال، أنه بين آذار/ مارس عام 2013  أبريل عام 2014، ذهب نحو 50 مليون دولار من الأموال غير المشروعة إلى شركة هي جزء من منظمة الباكستاني ألطاف خاناني لغسل الأموال، والتي تشمل عملاء حزب الله اللبناني وطالبان وعصابات المخدرات المكسيكية، وفقاً للحكومة الأمريكية. وكان قد حُكم على خاناني بالسجن 68 شهراً عام 2017 بتهمة غسل حوالى مليون دولار.

في الوقت نفسه، أشارت إلى تورط فرع "دويتشه بنك" في موسكو مع شركات وهمية مرتبطة بالجريمة المنظمة، وبرنامج الأسلحة السوري.

وتبين أن تحويلات مصرفية مشبوهة أجريت لمصلحة تنظيم داعش إبان سيطرته على مناطق واسعة من العراق بلغت قيمتها أربعة مليارات من الدولارات الأمريكية بين عامي 2014 و2015.

 

تحويلات أبناء مبارك

أحد ملفات المعاملات المشبوهة تعلق بنجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، جمال، الذي قيل إنه أدار حساباً في مصرف "بي أن سي" الأمريكي إبان وجوده في السجن على خلفية شبهات فساد وإساءة استخدام السلطة في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2011 وذلك عبر شركته MED-INVEST LTD.

وتظهر إحدى الوثائق كيف أدار جمال من سجنه تحويلات ضخمة، إذ أٰرسلت إلى شركة MEDICAL INNOVATIONS & TECHNOLOGIES خلال أسبوعين في الفترة نفسها عبر أربع حوالات بلغ مجموعها 422.797.02 دولار.

 

تعليقات القراء