«هربت السادات في سيارتها ونقلت السلاح للفدائيين» .. تحية كاريوكا وصفحات من النضال والوطنية
الموجز
كان للفنانة تحية كاريوكا العديد من المواقف السياسية، وصلت بها إلى دخول السجن عام 1953 وقضت مائة يوم خلف القضبان بتهمة الانضمام إلى منظمة محظورة.
قبل قيام ثورة 23 يوليو 1952، كانت كاريوكا بنت محافظة الإسماعيلية تشارك في مساعدة الفدائيين ضد قوات الاحتلال الإنجليزي من عام 1984، من خلال تهريب الأسلحة في سيارتها إلى الفدائيين، بل ووصل الأمر إلى وجود منطقة في الإسماعيلية أصبحت معروفة باسم "تل كاريوكا" وهي مكان كانت تسلم فيه الفنانة تحية كاريوكا الأسلحة للفدائيين، واتهمت أكثر من مرة بالمشاركة في محاولة قلب نظام الحكم.
ساعدت السادات على الهرب
كما ساعدت كاريوكا الرئيس الراحل أنور السادات على الهرب، ما قبل ثورة يوليو، وخبأته في مزرعة أقاربها بالإسماعيلية، وحكت تحية عن تلك الواقعة قائلة: "أنا هربت السادات لأنهم قالوا قتلوا أمين عثمان.. قلت في داهية عقبال الباقي، وقلت لهم أنا ممكن أعمل أي حاجة".
وخلال تكريمها من الرئيس الراحل أنور السادات، وعقب صعودها على منصة التكريم صافحها السادات وأثني عليها، وذكرها بما قامت به معه قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية قائلا: "فاكره يا تحية لما خبتيني عند أخواتك في إسماعيلية لما كنت هربان من السجن؟.. وردت عليه أنت لسه فاكر يا ريس.. طبعًا دي أيام هايكتبها التاريخ عمري ما هانساها، مش عايزة حاجة؟ فيه حد مزعلك؟ لكِ أي طلب؟ أطلبي أي حاجة.. أشكرك يا ريس، هو بس فيه حاجة كنت عايزة أطلبها من سيادتك مش ليّا لكن لزينات صدقي، هي كبرت ومابقتش تشتغل ومريضة وبتمر بظروف قاسية أوي، يا ريت يا ريس تأمر لها بمعاش تقدر تعيش منه.. يتنفذ فورًا ويصرف لها معاش استثنائي".
الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني
وكانت قريبة من المثقفين والسياسيين المعارضين والكُتّاب اليساريين، بل إنها انخرطت في "الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني" اليسارية المعروفة اختصارًا بـ "حدتو" وهو التنظيم الشيوعي الأبرز قبل ثورة يوليو.
كما أن هناك موقف لا ينسى لتحية خلال عمله في صالة "بديعة مصابني" جذبها أحد أمراء أسرة محمد علي من يدها فصفعته على وجهه، وبعد انتشار الخبر أصدر الملك فاروق قرارًا بحظر ذهاب أي أمير إلى هذه الأماكن، وقيل إن تحية رأت الملك فاروق مع حاشيته في أحد الملاهي الليلية، فسلمت عليه وهمست في أذنه بأن هذا المكان لا يليق بملك مصر والسودان وأن مكانه في القصر، وتوقع الموجودون أن يعاقبها الملك على جرأتها لكنه قام وانصرف بهدوء.
مظاهرات الطلبة
كما شاركت تحية كاريوكا في مظاهرات الطلبة التي شهدتها مصر في عهدي عبدالناصر والسادات، وشاركت في اعتصام الفنانين في سنة 1987 اعتراضا على قانون النقابات، والذي تم فضه بأمر مباشر من رئيس الجمهورية بسبب حالة ”تحية كاريوكا” التي ساءت وتم تعديل القانون والاستجابة لمطالب الفنانين.
جمعت كاريوكا التبرعات للجيش بعد نكسة 67 للجيش المصري، بل وساهمت في نقل الأسلحة للجيش في حرب الاستنزاف، لدرجة جعلت الرئيس ”جمال عبد الناصر” يمتدحها قائلًا: ”أنتي ست بألف راجل يا تحية ”.