«الشارع فيه هو البطل» .. كواليس «ضربة شمس»
الموجز
يستمر الناقد والكاتب الشهير ، محمود عبد الشكور ، في كشف المستور عن كواليس السينما المصرية .
فقد نشر عبد الشكور ، ما وراء سيناريو فيلم "ضربة شمس" للمؤلف الراحل فايز غالي ، والمخرج الراحل "محمد خان" .
حيث كتب عبد الشكور يقول :
( تعليق الصديق العزيز السيناريست الراحل الكبير فايز غالى على صفحتى عن ظروف كتابته لسيناريو فيلم " ضربة شمس" أول أفلام محمد خان .
رحم الله غالى وخان ) .
هل تتصور يا محمود وبصدق إننى عندما شرعت فى كتابة سيناريو هذا الفيلم ما جاء فى خيالى أبدا فيلم انتونيونى .
وهناك قصة طريفة أحب اضيفها لمعلوماتك أنه بعد تعرفى على خان وحدثنى عن القصة التى يرغب اكتب لها السيناريو .
وكان يسميها شمس فقط ولخصها أنها تصنف فى السينما تحت مسمى ( Film Theiler) وليس لها ترجمة عربية دقيقة وأقرب معنى هو اللغز .
المهم طلبت منه قراءة القصة فوجدته يقدم لى فرخ ورق 70 فى 100 عبارة عن دوائر كل دائرة توصل لاخرى تحمل جزء مكتوب من القصة أما هدفه من ذلك فلخصه ببراءة شديدة أنه لا يوجع دماغه فى شرح جزء غير مفهوم فى دائرة موضح فى دائرة أخرى فيما بعد بحيث كان فورا يشير على الغير مفهوم بوضع يده على الدائرة تكشفه.
ووجدتها فكرة جذابة فقط أوضحت له أن هذه الوسيلة الايضاحية سآخذها كوسيلة تجعلنى أصيغ ما يسمى تتابع السيناريو وهكذا بدأت رحلتى مع ضربة شمس بأن علقت اللوحة أمام مكتبى واستعنت بالله فى كتابة التتابع.
الأمر الثانى الذى اشترطه إن موافقتى على كتابة هذا الفيلم مرتبطة أن تكون الصورة هى وسيلة التعبير عن الحدث وأى جملة حوار هى فقط للضرورة لانه كان حلمى أن أكتب فيلما مختلفا عن طريقة شرشر أى اعتماد الحوار وسيلة .
شرح.
الأمر الثالث أن هذا فيلم حركة بمعنى كل لقطة هى بمثابة حركة تسلم للقطة حركة أخرى ( أى الميزانسين قائم على فكرة حركة الممثل المستمرة داخل الكادر ومتداخلة بشكل عضوى مع حركة الكاميرا بكل اشكالها وأن تكون كل لقطة بمثابة تكوين تشكيلى ) الامر الرابع ان هذا فيلم شوارع لذلك ليسمح لى باقتراح أماكن التصوير رغم أن هذا حق خالص للمخرج وان كنت ابديت له تشاؤمى فى أنه فى هذه السينما التى تعودنا كثيرا ما تذوب الاحلام، لكنه وعدنى أنه سيقدم فيلما غير مسبوق سيكون الشارع فيه هو بطل والحق الذى يقال أن سعيد شيمى تفانى من تحقيق الحلم أما نور الشريف هذا الفنان الكبير بحق فله قصة أخرى
آه نسيت أقول لك هذا السيناريو قضيت سنة كاملة أكتب فيه وهل تتخيل أنه كان من بين تحدياتى هو حذف أى جملة حوار أو كلمة لا قيمة لها أو لاتضيف شيئا.