سعر التذكرة تخطى 5 مليون ليرة .. القصة الكاملة لأزمة حفل عمرو دياب في بيروت

الموجز

نشرت بي بي سي تقريراً حول حفل الفنان عمرو دياب في بيروت ، حيث قالت حدث يحيل النظر عن حالة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي للبنان، لكنها لم تخلُ من الجدل لأسباب عديدة انقسم حولها المواطنون. والحفلة هي الأولى للفنان المصري الملقب بـ "الهضبة" في البلاد منذ اثني عشر عاما.

وبلغ سعر أرخص تذكرة للحفل، الذي طلب منظموه من الحضور ارتداء الأبيض، 60 دولارا، ما يعادل أكثر من خمسة ملايين وثلاثمئة ألف ليرة لبنانية اليوم.

ورأى بعض المعلقين أن الحفل ينعش لبنان ولا سيما بيروت بعد انفجار المرفأ صيف 2020.

واعتبر الصحافي مجد الساحلي في حديث لبي بي سي نيوز عربي أن الحفل "تشجيع للسياحة الفنية في لبنان"، لافتا إلى أن أسعار الحفل "مقبولة" نسبة إلى أسعار حفلات عمر دياب في الخارج.

بينما، رفض آخرون هذا الربط بل ذهبوا إلى انتقاد المبلغ الذي قيل إنه دفع لدياب، وبالدولار الأمريكي.

وترى إيمان، التي حضرت الحفل وتحدثت لبي بي سي نيوز عربي، أن "حضور الحفل لا يعني أننا لا نعيش أزمة اقتصادية ومعيشية في البلد.. نحن قادرون على العيش لأننا نعمل بشكل مضاعف".

"إن الأمر ترفيهي، ومن لا يستطع الحضور لا يحضر"، تضيف إيمان.

ويقول الساحلي "عمرو دياب أشعل الجمهور لدى دخوله المسرح.. كان حفلا رائعا"، لكنه يضيف "أدى ساعة ونصف فقط وهذا صدم الجمهور لأنه توقّع حفلا أطول".

ورغم إعجابها بموسيقى الحفل، أبدت إيمان انزعاجها من الأسلوب المعتمد في التسويق له، والقائم على الترويج للحفل على أنه "وجه لبنان الحقيقي". وتقول "عرض على الشاشات مشاهد من انفجار مرفأ بيروت قبل صعود عمرو دياب"، وتسأل "ما العلاقة بين "بين 4 آب وحفل عمرو دياب"؟

ومن أكثر القضايا المرتبطة بتلك الحفلة إثارة للجدل هوتعهد جرى تداوله يشترط فيه المنظمون، وهم شركة "فنتشر لايف ستايل" بالشراكة مع "فلفت برودكشنز" والتعاون مع "ميكس إف إم"، على الصحفيين الذي يحضرون الحفل عدم انتقاده، ويمنحهم إلى جانب عمرو دياب والدي جي المعروف برودج، حق حذف أي مقال وتصريح منشور أو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.

وعليه، رفض العديد من الصحفيين هذا الشرط وقاطعوا الحفل، معتبرين إياه تقييدا لحريتهم.

أما على المستوى القانوني، يقول المحامي الدكتور جاد طعمة لبي بي سي نيوز عربي إن "هذا الشرط يخالف الدستور والقوانين اللبنانية ولا سيما ما يتعلق بحرية الرأي والتعبير".

ويضيف "يحق للصحفيين مخالفة التعهد لأنه مخالف للنظام العام، أي أن تنازل الصحفي عن حقه، بالتوقيع على التعهد، لا يجعله يسمو على أحكام الدستور والقوانين".

رغم ذلك، يوضح طعمة أن التوقيع على التعهد قد يورط الصحفي بدعوى قضائية.

ويعتقد طعمة أن هذا التعهد مرتبط بـ "سياق عام ينزلق فيه المجتمع نحو التدجين ومحاصرة حرية الرأي والتعبير"، وذلك ربطا بحظر نقابة المحامين على منتسبيها الظهور في وسائل الإعلام من دون تصريح منها قبل أشهر.

من جانبها، تقول إيمان "أنا ضد التعهد الذي فرض على الصحفيين، لكنني حضرت الحفل كمستمعة لأنني أحب عمرو دياب".

وعلى ضوء ذلك، أصدر المنظمون بيانا قالوا فيه إن التعهد كان موجها إلى الصحافيين الراغبين بالتغطية في كواليس المسرح فقط.

صباح الأحد، نشر وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ناصر ياسين، مقطع فيديو على صفحته في منصة إكس (تويتر سابقا)، تظهر فيه مخلفات النفايات على الطريق المؤدي إلى المكان الذي أٌقيم فيه حفل عمرو دياب.

ولوّح ياسين في مقابلة صحافية بالادعاء على الشركة المنظمة في حال لم يعالج الموضوع، قبل أن يعود وينشر مقطع فيديو يظهر عمالا ينظفون المكان.

وتجدر الإشارة إلى أن حفلا لدياب في لبنان مطلع عام 2010، ألغي وتبعه خلافات قانونية مع المنتج اللبناني الراحل جان صليبا، بينما لا يزال ورثة الأخير يطالبون دياب بتعويض مالي.

وهكذا ينتهي حفل عمر دياب لكن الحديث عنه ما زال مستمرا، في سياق بعيد عن هموم اللبنانيين اليومية.

تعليقات القراء