إسمه الحقيقي محمد .. سكن في نفس عمارة العندليب ليفتح له أبواب المجد .. رحلة سمير صبري مع 200 فيلم وبرامج تليفزيونية ومسلسلات

الموجز

عمل الفنان الراحل سمير صبري مذيعا ومطربا وممثلا، وأثبت وجوده في كل المجالات، حتى منحه النقاد لقب "الفنان الشامل".

وحقق سمير صبري عبر مسيرته الفنية والإعلامية الطويلة، شعبية كبيرة في مصر والعالم العربي، كما حجز لنفسه مكانا في قلوب نجوم الفن بسبب مواقفه النبيلة والإنسانية مع زملاء الفن الذين دارت عليهم الأيام، وذهبت عنهم أضواء المجد والشهرة، وهاجمهم الفقر والمرض.

اسمه محمد سمير جلال صبري، من مواليد 27 ديسمبر1937، بمحافظة الإسكندرية، وقد نشأ وسط أسرة ميسورة الحال، لذا درس في فيكتوريا كوليدج، وأتقن اللغة الإنجليزية التي فتحت أمامه أبواب التميز في العمل الإعلامي.

لعبت الصدفة دورا رائعا في حياة سمير صبري، حيث قال في مقابلة تلفزيونية: "انفصل والدي عن أمي وعمري 9 سنوات، وانتقلت مع والدي إلى القاهرة، وأقمت في نفس العمارة التي يسكن فيها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، أحبني العندليب بسبب قدرتي على التحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة وخفة ظل، وكان يظن أنني لست مصريا، ووقف بجانبي وجعلني أعمل في الإذاعة في برامج الأطفال".

ومضت الأيام والسنوات، وكبر حلم سمير صبري، وفي عام 1955 شارك في المسلسل الإذاعي "العسل المر" وفي العام التالي شارك العندليب بدور صغير في فيلم" حكاية حب" بطولة محمود المليجي ومريم فخر الدين، والذي حقق نجاحا كبيرا عام 1956.

توهج سمير صبري على شاشة التلفزيون في السبعينيات عندما قدم برنامج" النادي الدولي" واستضاف من خلاله كوكبة من نجوم الثقافة والفن ومنهم "عبدالحليم حافظ، والموسيقار محمد عبد الوهاب، والأديب الكبير فكري أباظة".

كما قدم صبري برنامج "المشوار" وحقق نفس الصدى، ما جعل شركات الإنتاج السينمائي تراهن عليه، وترى أنه عنصر جذب للجمهور.

قدم سمير صبري للسينما ما يقرب من 200 فيلم، تنوعت بين الكوميديا والإثارة والتراجيدية، ومن أبرزها "أبي فوق الشجرة، لسنا ملائكة، فتوة الناس الغلابة، نص ساعة جواز، القتل اللذيذ، سجن بلا قضبان، أخطر رجل في العالم، شنبو في المصيدة، المذنبون، ومضى قطار العمر، التوت والنبوت، حكايتي مع الزمان، وبالوالدين إحسانا".

كما قدم للتليفزيون ما يقرب من 20 مسلسلا منها: "حضرة المتهم أبي، أم كلثوم، كاريوكا، ملكة في المنفى، فلانتينو، حق مشروع، قضية رأي عام، هارب من الأيام، سامحني يا زمن، نوارد جحا المصري".

أما في مجال البرامج التليفزيونية فقدم مجموعة متميزة منها: "هذا المساء، بدون كلام، كان زمان، ليلة في شارع الفن".

ونجح سمير صبري في تحقيق انفرادات إعلامية مهمة، وأجرى حوارات تليفزيونية مع شخصيات بارزة، ما أحدث ضجة كبيرة، مثل حواره مع الملاكم الشهير محمد علي كلاي، والسلطان قابوس بن سعيد، ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، والجاسوسة الإسرائيلية انشراح موسى.

تزوج الفنان سمير صبري من امرأة بريطانية، وأنجب منها ولدا وحيدا اسمه جلال، يعمل طبيبا في بريطانيا، كما تردد أنه أحب الفنانة سماح أنور بعد أن عملا معا في أكثر من عمل فني، ولكن لم يتم الزواج بسبب فارق السن.

ورحل عن عالمنا اليوم تاركا ارثا فنياً كبيرا للسينما المصرية والتليفزيون .

تعليقات القراء