أحمد الجهيني : «صاحب المقام» لا يدعو لاعتناق أو ترويج المذهب الصوفي أو التبرك بالقبور

الموجز

"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" صدق الله العظيم ، ولنبدأ.

البشر في احتياج دائم  لمن يستمع لشكوتهم ويهون عليهم ويبشرهم بالانفراجة ولولا وجود هؤلاء الأشخاص بيننا لكانوا البشر اخترعوهم رغبة في الحصول على الأمل الأمل الذي يجعلهم أكثر صمود وجلد في تحمل جميع الأزمات والتحديات التي تواجههم وتجعلهم في حالة تأهب قصوى وعلى أتم الاستعداد لاستقبال الغد المشرق ، هكذا بدأ الكاتب أحمد الجهيني تحليله لفيلم "صاحب المقام" والذي يعرض على منصة شاهد الإلكيترونية .

حيث قال الجهيني: لا أخفيكم سرا فقد سئمت التنقل بين المنصات المختلفة واصابني الملل من السوشيال ميديا بشكل عام، حتى قررت أن استقر على منصة "شاهد" الإلكترونية، حيث تعرض حصريا فيلم "صاحب المقام". 

تأليف الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى وإخراج محمد العدل.

وبطولة يسرا  "روح" آسر ياسين "يحيى" أمينة خليل "راندة" بيومي فؤاد"حليم" بيومي فؤاد أيضاً "حكيم" وضيوف شرف موهبون جداً.

متلازمة الازدواجية والتناقض

يقول الجهيني : يبدأ الفيلم بمشهد متلازمة الازدواجية والتناقض عند كل مواطن مصري ، يحيى ينظر في عدسات نظارته فنرى حكيم وحليم  "الرافض" و"المصدق"  أو " الروحاني " و "المادي " حيث يميل يحيى لرأي المادي ويقرر هدم "المقام" ويبني بدلاً منه كومباند سكني ومع موافقته على هدم المقام تبدأ له رحلة مثيرة من العقاب الإلهي .

وتابع : يسرا أو روح شخصية "المرشد"  أو الولي أو شيخ الطريقة الموجه الذي يهذب المريد أولا وينقيه ثم يعطى له السر الذي ينور بصيرته و يضعه على أول الطريق ولعل المؤلف تعمد أن تجسد الشخصية امرأة وليس رجل على خلاف المعتاد لأصحاب الطريقة ترسيخا لكون الروح والنفس اسماء مؤنثة.

الفيلم لا يدعو لاعتناق أو ترويج المذهب الصوفي أو التبرك بالقبور

وتطرق الجهيني لقضية هامة حيث وهى الرد على سؤال هل يدعو الفيلم لإعتناق الصوفية ، حيث قال الجهيني : الفيلم لا يدعو لاعتناق أو ترويج المذهب الصوفي أو التبرك بالقبور أو صحة المذهب، أو يهاجم تيارات إسلامية أخرى كما يروج الكثير، الفيلم للمصريين فقط مسلمين و مسيحيين، للمجتمع المصري المنقسم لجزئين الأغنياء طبقة "الرأسمالية" والفقراء طبقة " الكادحين" والبحث عن وجود جسر يؤمنهما وهذا الجسر يعتبره المؤلف هو " الإيمان" .

رسائل المؤلف

رسالة مهمة أراد المؤلف إسقاطها على رسائل المقام وهي من وجهة نظري رسالة للمشاهدين وهي ظهور روح الحقيقية في الواقع بلباسها المنفتح وشعرها المكشوف وبين روح الافتراضية في الخيال وظهورها دائما بالحجاب كأنه يؤكد أن الخير والصلاح لايقترن بزي أو ثياب لأن الله ينظر إلى قلوبنا لا إلى مظاهرنا وما نراه في الواقع من سفور النساء لا يتعارض مع الجانب الأخلاقي الذي نعبر عنه ونتمناه في مخيلتنا كما كان هو الحال في شخصية روح الحقيقية والخيالية محسن محي الدين، لماذا لم يرسل جوابه إلى مقام الإمام الشافعي ؟

لأنه إنسان متعلم مستنير يعلم جيداً بأن الله لم ولن يتدخل بشكل مباشر لحل أزمة"الفتاة" المخطوفة ولكن متيقن أن الله سيخلق سببا لإنقاذ تلك الفتاة، ومع ذلك يرغب في إيمان البسطاء.

هل الرسائل الإلهية حكرا على الشخص الثري فقط.؟

رداً على هذا السؤال قال الجهيني : بالطبع لا ، فكلا حسب موقعه تأتيه رسالة الله الخاصة به، ولكن الشخص الثري علية واجبات أكثر من الفقير، يعني يحيى رجل الأعمال تردد على المقامات ووقف في الصف واستعان بأناس فقراء لينقذ الفتاة المخطوفة، يعني إحنا بنسند على بعض ، متسألش السؤال ده تاني.

وإنتقد أحمد الجهيني بعض الأخطاء في الفيلم جاءت على النحو التالي :- 

أولا: ماهو دور الأطباء وطاقم التمريض في افاقة راندة ولماذا لم ينوه المؤلف عن علمهم أو عدمه ؟ فإن كانوا يعلمون بافاقتها ومتسترين عليها فتلك مصيبة وإن كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظم؟

ثانياً : روح ظهرت في المستشفى بأكثر من وظيفة تظهرها ملابسها فلماذا لم يسألها يحيى عن طبيعة عملها ولاذ بالسكوت واعتمد المؤلف على كسل المشاهدين في السؤال والتلقي ؟

ثالثاً : الطفل "ياسين يحيى" لماذا ساب مدرسته ورمى كرسته وراح مع والده  واصطحبه في رحلته الروحية ؟

رابعاً : سرعة تذكر محسن محي الدين بعد تعاقب السنون في حين أن يحيى لم يتذكره إطلاقاً مع العلم أنه لم يراه إلا مرة واحدة... وإن افترضنا أنه رآه أكثر من مرة فكيف للطفل أن ينساه مع العلم أنه صاحب والده..؟

أخيراً: الموسيقى التصويرية : 

ووجه الجهيني رسالة خاصة للموسيقار "خالد الكمار" قال فيها : تحية طيبة وتقدير ل "خالد الكمار"  على أنغامه التي ترغمك على الحب وتجعلك تذوب عشقاً حتى تنفصل عن الواقع من خلال آلاته .

وتابع الجهيني : لموسيقى ساهمت بشكل كبير في إيصال وتدعيم الحالة ولكن في بعض الأحيان صوتها كان يعلو فوق صوت "صاحب المقام".


 

تعليقات القراء