ضحايا القاتل الصامت من الجزائر للشرقية في مصر .. تفاصيل العثور على أب وأم وأطفالهم الأربعة جثثاً هامدة

الموجز

عاشت مدينة مشتول السوق بمحافظة الشرقية شمال مصر، ليلة حزينة، بعد العثور على 6 من أسرة واحدة جثثا هامدة ومتراصة داخل منزلهم وذلك استمراراً لحوادث الإختناق بالغاز الشهير بالقاتل الصامت والتي تنشط في فصل الشتاء.

6 جثث

البداية كانت بتلقي الأجهزة الأمنية بالشرقية إخطارا، يفيد بورود بلاغ بالعثور على زوجين وأطفالهما الأربعة متوفين داخل مسكنهم بنطاق دائرة المركز، وتم التحفظ على الجثامين لحين وصول النيابة العامة لإجراء المعاينة.

انتقلت الأجهزة الأمنية على الفور إلى موقع البلاغ، وتبين العثور على جثامين الزوجين وأطفالهما الأربعة تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 10 سنوات متوفين داخل المنزل.

القاتل الصامت

وتبين من التحريات الأولية أن الوفاة حدثت نتيجة اختناقهم جميعا بعد تسريب الغاز داخل المنزل، وأنه لا توجد على الجثامين أي إصابات ظاهرية أو آثار عنف.

تشييع مهيب
فيما جرى نقل الجثامين الـ6 إلى مشرحة مستشفى مشتول السوق، تحت تصرف النيابة العامة، التي قررت نقل الجثامين إلى مستشفى الأحرار التعليمي في مدينة الزقازيق وانتداب فريق من الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية لبيان سبب الوفاة، قبل تشييعهم لمثواهم الأخير في مشهد مهيب بمركز مشتول السوق.

القاتل صامت يفتك بعشرات الجزائريين في 2023

بدأت سنة 2023 بفاجعة مصرع 17 شخصا، اختناقا بغاز أول أكسيد الكربون، بولايات متفرقة شرق وغرب الجزائر، كما شهدت الأيام الأخيرة منها واقعة مشابهة إذ توفي 4 أشخاص بالسبب نفسه بولاية تمنراست (جنوب)، نهاية الأسبوع الماضي، وبين التاريخين شهدت البلاد عدة حوادث مشابهة والتي راح ضحيتها عشرات الأشخاص.

فخلال الفترة بين يناير ونوفمبر 2023، لقي 127 شخصا مصرعهم متأثرين باستنشاق غاز أحادي أكسيد الكربون، بينما تم إنقاذ 2434 شخصا آخرين، وفق ما صرح به مسؤول الإعلام للحماية المدنية، نسيم برناوي، لإذاعة سطيف الجهوية، أواخر نوفمبر الماضي.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون ارتفع خلال السنة الجارية مقارنة بالعام الماضي والذي شهد وفاة 111 شخصا جراء تسرب الغاز.

"عدم التقيد بإجراءات السلامة"

وفي تفسيره لأسباب استمرار الحوادث المرتبطة بتسرب الغاز، يرى مصطفى يحياوي، وهو مسير مؤسسة متخصصة في تركيب أجهزة الغاز ولواحقها، أن الأمر نتيجة لـ"عدم التقيد بإجراءات السلامة المعمول بها في تركيب أجهزة الغاز، وفي نوعيتها" بالإضافة إلى "وضعها بأماكن مغلقة تفتقد للتهوية والأمان".

ويتابع يحياوي  أن "الإجراءات التي تحرص عليها الحماية المدنية واضحة وبسيطة وغير مكلفة، لكن التهاون بشأنها يضاعف من ضحايا التسربات"، مشيرا إلى أن "أجهزة تسخين المياه تعتبر المصدر الرئيسي للوفيات والاختناقات الناجمة عن استنشاق الغاز".

وينبه المتحدث ذاته إلى "افتقاد العديد من تلك الأجهزة وغيرها للأنابيب التي تصرف الغاز المحترق إلى الخارج مما يؤدي إلى تسربه داخل المنزل أو الغرفة"، داعيا إلى "تسريع وتيرة تركيب أجهزة الكشف عن الغاز لاحتواء هذه الحوادث الصادمة".

تعليقات القراء