رفض الخروج قبل إنقاذ المصلين.. قصة رحيل كاهن كنيسة المنيرة.. وزوجته تحضر جنازته محتضنة ملابسه (صور)

كتب: ضياء السقا

توفي القمص عبد المسيح بخيت، كاهن كنيسة أبو سيفين؛ بالمنيرة، جراء الحريق الذي نشب في الكنيسة، والذي أسفر عن وفاة 41 مواطنًا وإصابة 12 آخرين.

وحضرت زوجة القس الراحل عبد المسيح بخيت، لأداء صلاة الجنازة، وهى تحمل ملابس الخدمة الكنسية لزوجها والتي كان يرتديها في القداس.

وكشفت المصادر أن القمص عبد المسيح ذهب إلى غرفة مولد الكهرباء الاحتياطي فور انقطاع الكهرباء بسبب تعطله.

أضاف المصدر، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه مع استبيان القمص للأمر ومعرفة الحادث، وقع الحريق ليفارق راعي الكنيسة الحياة كأول الضحايا، حيث رفض الخروج قبل إنقاذ المصلين.

وكان القمص "عبد المسيح"، قد نجا قبل نحو عام من حادث سير مروع، أثناء عودته من السفر ليٌقدر له الموت اليوم بكنيسته، عن عمر بلغ الـ50.

وقد تخرج القمص عبد المسيح بخيت قبل رسامته كاهنا من الكلية الإكليريكية في الدير المحرق، في دفعة عام 1999، ثم تمت رسامته كاهنا على كنيسة أبو سيفين بالمنيرة بحي إمبابة، في مارس عام 2000.

واندلع حريقا هائلا داخل كنيسة أبو سيفين بمنطقة إمبابة في محافظة الجيزة، في الساعة التاسعة صباح اليوم الأحد، قبل أن تتمكن قوات الحماية المدنية من السيطرة عليه وإخماتده، فيما نقلت سيارات الإسعاف الضحايا والمصابين إلى المستشفى.

وشهد الحريق عديدًا من الأحداث منذ اندلاعه حتى السيطرة عليه، حيث كانت البداية بإعلان وزارة الداخلية أنه تم إبلاغ الأجهزة الأمنية في نحو الساعة 9 صباح اليوم بحدوث حريق داخل كنيسة أبو سيفين بمنطقة المنيرة الغربية بالجيزة.

وتلقى مسئول غرفة عمليات الحماية المدنية بالجيزة، إشارة من إدارة شرطة النجدة بتصاعد أدخنة داخل إحدى دور العبادة بنطاق إمبابة.

وفي تمام الساعة الـ 11 صباحاً، كانت الحصيلة الأولية لعدد المصابين 51 شخصًا بينهم أطفال.

وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، متابعته عن كثب تطورات الحادث الأليم بكنيسة المنيرة بمحافظة الجيزة.

وقال الرئيس السيسي: "وجهت أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية كافة، باتخاذ كل الإجراءات اللازمة، وبشكل فوري، للتعامل مع هذا الحادث وآثاره وتقديم أوجه الرعاية الصحية كافة، للمصابين".

وتقدم الرئيس السيسي بخالص التعازي لأُسر الضحايا الأبرياء الذين انتقلوا إلى جوار ربهم في بيت من بيوته التي يُعبد بها.

وفي تمام الساعة 12.30 ظهرًا، أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بياناً رسمياً أعلنت خلاله عنه مصرع 41 شخصًا، وإصابة 14 آخرين، جراء الحريق الذي شبَّ في كنيسة أبي سيفين بمنطقة مطار إمبابة بالجيزة.

وتم نقل المصابين وحالات الوفاة إلى مستشفى العجوزة وإمبابة العام.

وقدم البابا تواضروس الثاني التعزية في الضحايا، مشيرًا إلى أنه يتابع مع الأجهزة المعنية كل الأمور المتعلقة بالحادث.

كما أمر النائب العام، المستشار حمادة الصاوي، بتشكيل فريق تحقيق كبير للتحقيق في واقعة حريق كنيسة المنيرة بإمبابة، والذي انتقل على الفور لمعاينتها وبدء إجراءات التحقيق، مشيراً إلى أن النيابة ستعلن عن نتائجه كلما تسنى ذلك.

وبدأت جهات التحقيق بشمال الجيزة، بعد الانتهاء من السيطرة على الحريق، تحقيقات موسعة في حريق كنيسة المنيرة، وقررت جهات التحقيق ندب خبراء الأدلة الجنائية؛ لفحص موقع الحريق، وبيان أسبابه.

وكلفت جهات التحقيق رجال الأدلة الجنائية بكتابة تقرير وافٍ حول الخسائر التي خلفها الحريق.

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية، بعد بدء إجراءات التحقيق، أن فحص أجهزة الأدلة الجنائية أسفر أن الحريق نشب بتكييف بالدور الثاني بمبنى الكنيسة، والذي يضم عددًا من قاعات الدروس؛ نتيجة خلل كهربائي، وأدى ذلك إلى انبعاث كمية كثيفة من الدخان كانت السبب الرئيسي في حالات الإصابات والوفيات.

مساعدات لأُسر الضحايا

وقامت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، بزيارة مصابي حادث كنيسة أبوسيفين بإمبابة في الجيزة، ووجهت فور وقوع الحادث مديرَ مديرية التضامن الاجتماعي بالجيزة، بسرعة التحرك وضرورة تكثيف الجهود نحو مساعدة الأهالي، مقدمةً التعازي لأُسر المتوفين.

وتقرر صرف مبلغ 50000 جنيه في حالة وفاة رب الأسرة، ومبلغ 25000 جنيه في حالة وفاة أحد أفراد الأسرة، ومبلغ 5000 جنيه لكل حالة إصابة، ودعم أُسر الضحايا لمدة عام، مع صرف معاش شهري للأسر التي فقدت عائلها، بالإضافة إلى تقديم كل أوجه المساعدات التي تحتاج إليها الأسر المنكوبة، وتقرر صرف 50 ألف جنيه أخرى لأُسر الضحايا من قِبل الأزهر الشريف والجمعيات الأهلية.

تعليقات القراء