«مجتمع خدش حياؤه من ملابس فتاة ولم يخدش من تعرية عجوز».. غضب عارم على السوشيال ميديا بعد براءة المتهمين في قضية «سيدة الكرم».. والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية تعرب عن قلقها في بيان عاجل
الموجز
على الرغم من مرور سنوات على تداول قضية "سيدة الكرم"، إلا أنها عادت لتثير الجدل مجدداً بعد قرار محكمة الجنايات ببراءة المتهمين، أمس الخميس.
وكانت المحكمة قد أصدرت حكمها ببراءة شقيقين ووالدهما بعد صدور حكم غيابي بمعاقبتهم بالسجن 10 أعوام.
وتعود الواقعة إلى عام 2016، بعد تلقي أحد أقسام الشرطة بلاغًا يفيد بتعدي المتهمين الثلاثة على سيدة مسنة وتجريدها من ملابسها أمام المارة في قرية الكرم بمركز أبو قرقاص جنوب محافظة المنيا.
وتفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من الشخصيات وجمعية حقوقية مع حكم المحكمة والذي أثار جدلاً واسعاً خلال الساعات الماضية.
بيان من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
وأصدرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية بياناً، أمس الخميس، علّقت فيه على حكم المحكمة الصادر ببراءة المتهمين في قضية "سيدة الكرم".
وقالت المبادرة في بيانها إنها تابعت "بقلق بالغ الحكم الصادر اليوم من محكمة جنايات المنيا، ببراءة المتهمين الثلاثة في قضية تعرية سعاد ثابت، والمعروفة إعلاميا بـ "سيدة الكرم" بمركز أبوقرقاص بمحافظة المنيا، على خلفية الاعتداءات الطائفية التي شهدتها قرية الكرم خلال مايو 2016."
وحذرت المبادرة في بيانها "من تداعيات عدم إدانة المتورطين في هذه الاعتداءات، والتي ترسخ لغياب العدالة والتمييز بين المواطنين على أساس الدين وتشجع على تكرار مثل هذه الاعتداءات الطائفية، بالإضافة إلى ما تمثله من رسالة للتساهل مع وقائع العنف ضد المرأة بشكل عام."
وطالبت المبادرة النيابة العامة "بتفعيل دورها واستخدام صلاحيتها التي خولها إياها القانون رقم 57 لسنة 1959 بشأن حالات وإجراءات الطعن أمام محكمة النقض، وذلك بالتقرير بالطعن بالنقض في الحكم الصادر اليوم ببراءة المتهمين إعمالًا للمادة 30 منه."
وأكدت "على ضرورة القبض على المتهمين الصادر بحقهم حكمًا غيابيًا بالسجن في قضايا حرق المنازل وتهديد وترويع المواطنين، ومحاكمتهم حضوريًا في التهم المنسوبة إليهم، مع عدم الأخذ بالصلح العرفي الذي جرى بين المجني عليهم – فيما عدا زوج السيدة سعاد ثابت – والمتهمين تحقيقًا للعدالة، إضافة إلى أن محاكمة المتورطين في الاعتداءات الطائفية تعد الضمانة الأساسية لعدم تكرار هذه الاعتداءات."
ويمكن الاطلاع على بيان المبادرة من هنا
تعليق نجيب ساويرس
من جانبه، علّق رجل الأعمال نجيب ساويرس على قرار المحكمة في قضية "سيدة الكرم".
وقال ساويرس في تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي على موقع "تويتر": "اهم من الحكم اللى يزعل ده هو حيثياته .....ربنا هياخد لك حقك !"
اهم من الحكم اللى يزعل ده هو حيثياته .....ربنا هياخد لك حقك ! pic.twitter.com/2Gm6NQn8Nh
— Naguib Sawiris (@NaguibSawiris) December 17, 2020
خالد منتصر: مجتمع خدش حياؤه
كما علّق الدكتور خالد منتصر على حكم محكمة الجنايات، كيث كتب تغريدة على "تويتر"، قال فيها: "مجتمع خدش حياؤه من ملابس فتاة سقارة الشابة،ولم يخدش من تمزيق ملابس سيدة المنيا العجوز،قضيته الكبرى أن مايبطن فستان رانيا قد ضاع،ولم يلق بالاً لسيدة الكرم التي نهشها الضباع".
وأضاف منتصر في تغريدته: "مجتمع يطالب رجاله بسجن البنت الكيرفي ذات العود الملفوف، ويهمل تعرية السيدة النحيفة مبرراً بأن من عراها مهفوف".
مجتمع خدش حياؤه من ملابس فتاة سقارة الشابة،ولم يخدش من تمزيق ملابس سيدة المنيا العجوز،قضيته الكبرى أن مايبطن فستان رانيا قد ضاع،ولم يلق بالاً لسيدة الكرم التي نهشها الضباع،مجتمع يطالب رجاله بسجن البنت الكيرفي ذات العود الملفوف،ويهمل تعرية السيدة النحيفة مبرراً بأن من عراها مهفوف
— Khaled Montaser (@khaledmontaser) December 18, 2020
استياء
كما أعرب عدد من النشطاء عن استياءهم من قرار محكمة الجنايات وتبرئة المتهمين في الواقعة، معتبرين أن القرار قد يكون أحد الأسباب التي قد تشعل الفتنة الطائفية في محافظات الجمهورية.
من تعري في قضية الكرم ليس سيدة الكرم بل هو القضاء المصرى
وبعد كده نسأل عن اسباب الفتنه الطائفيه ... غياب العدل وغياب سياده القانون هو السبب— زينب (@zeinabelmasry) December 17, 2020
ما فائدة #القيم_الدينية عندما تضيع القيم الإنسانية؟! #زمن_الحقوق_الضائعة #سيدة_الكرم
— MARIAM (@MariamSalib228) December 18, 2020
قضية يجتمع فيها كل شيء قبيح فالمجتمع ده: الفقر، الاضطهاد، الطائفية، الذكورية. ست الدنيا ظلمتها من ولادتها،تقوم عليها بلد تعريها في قلب القرية وتسحلها تفرج خلق الله عليها. بعد خمس سنين و بعد حكم بسجنهم 10 سنين،النهاردة 3 مجرمين براءة.هزيمة لكل ست فالبلد دي.احنا مش هنا #سيدة_الكرم
— بسنت ماكسيموس (@BassantMaximus) December 18, 2020
براءة المعتدين على #سيده_الكرم بعد أكثر من أربع سنوات انتظار الحكم، هو خبر مزعج وحزين! هذه الواقعة هزت المجتمع المصري كله وقت حدوثها، واليوم طويت على جرح لم يلتئم وكأنما لم يحدث شيء. ربنا يصبرك يا ست سعاد.
— Dalia Ziada (@daliaziada) December 18, 2020
وكانت قرية الكرم بمركز أبو قرقاص جنوب محافظة المنيا قد شهدت يوم الجمعة 20 مايو 2016، اعتداءات طائفية على أقباط القرية، على خلفية شائعة بوجود علاقة عاطفية بين مسيحي يدعى أشرف دانيال عطية وسيدة مسلمة، حيث قام عدة مئات من مسلمي القرية بالاعتداء على السيدة القبطية سعاد ثابت (74 عامًا) والدة المسيحي، وتجريدها من ملابسها أمام منزلها، كما تم نهب وحرق 5 منازل مملوكة لأقباط، بالإضافة إلى تنظيم مسيرات جابت شوارع القرية، تخللها ترديد هتافات وصيحات غاضبة وعدائية تجاه الأقباط.