غضب على السوشيال ميديا بعد اعتداء كويتي على طبيبة مصرية.. وكشف ملابسات الواقعة.. والهجرة والقوى العاملة تتدخلان.. والشرطة الكويتية تتحرك

كتب: ضياء السقا

سيطرت حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعد اعتداء مواطن كويتي على طبيبة مصرية تعمل بمستوصف مبارك الكبير الشرقي، في دولة الكويت، ما أدى إلى تعرضها لبعض الكدمات وجرح في اللسان.

تفاصيل الواقعة

من جانها، قالت صحيفة الراي الكويتية، إن الطبيبة المصرية تعرضت للاعتداء أثناء قيامها بواجبها، حيث فوجئت بمريض يدخل إلى غرفتها متجاوزاً أدوار بقية المرضى، وعندما طالبته بالالتزام احتراماً للآخرين انفجر في وجهها سبّاً وإهانة، كما اعتدى عليها بالضرب، حتى تدخل الممرضون والمرضى وأنقذوها منه.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجهات الأمنية تلقت شكوى من الطبيبة أرفقت بها تقريراً طبياً بإصابات لحقت بها، وسُجّلت قضية بحق المعتدي أُحيلت إلى الإدارة العامة للمباحث الجنائية لضبطه والتحقيق معه والاستماع إلى أقواله في التهمة المنسوبة له.

وفي سياق متصل، قال أحمد إبراهيم، رئيس مكتب التمثيل العمالي المصري بالكويت، إنه تواصل مع الطبيبة “ل. ر. م”، والتي تعمل طبيبة أسرة بمستوصف مبارك الكبير الشرقي منذ 2010، مشيرًا إلى أنها تعرضت لحادثة اعتداء بالسب والضرب من أحد المواطنين الكويتيين، وأنه وفقًا لسجلات المستوصف المدون بها كافه بياناته، تقول إنه في أثناء الكشف على أذنه بمستوصف الرقة محل دوامها يوم الجمعة، أيام العطلات الأسبوعية، احتجزها بغرفة الكشف الخالية من الكاميرات وانهال عليها بالضرب والسب وإصابتها بكدمات وقطع جزءا من اللسان، ولم تتمكن من طلب الأمن فاستغاثت صارخة بزملائها الذين حضروا وشاهدوا المعتدى مستمرا في ضربها بحضورهم، وعندما حاولوا أن يوقفوا قام بسبهم وانصرف.

وتابع الملحق العمالي: “الطبيبة بعد ذلك قامت بالاتصال بزوجها وانتقلا إلى مخفر الرقة وتم تحرير محضر برقم 159/2020 الرقة بعد أن حصلا على تقرير طبي من مستشفى عيدان بالإصابات”.

من جانبه، أعلن محمد سعفان، وزير القوى العاملة، أن الطبيبة ضحية الاعتداء بمقر عمالها بمستشفى في الكويت، تواصل معها مكتب التمثيل العمالي التابع للوزارة بالسفارة المصرية بالكويت، وإبلاغها تمنياتهم لها بالشفاء العاجل ومتابعة قضيتها والوقوف بجانبها لحين الحصول على كافة حقوقها الأدبية والمادية، وسوف يقوم الملحق العمالي بزيارتها فى مقر عملها للاطمئنان عليها وتقديم الدعم لها.

وأوضح هيثم سعد الدين، المتحدث الرسمي والمستشار الإعلامي لوزارة القوي العاملة، أن الوزير كلف مكتب التمثيل العمالي بالسفارة المصرية بالكويت بمتابعة حالة الطبيبة وزيارتها للاطمئنان علي حالتها الصحية أولا بأول، وإبلاغها أن الوزارة تتابع جميع حقوقها كاملة نتيجة حادث الاعتداء، مؤكدًا أن القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسي وجهت بضرورة وقوف الدولة والحكومة بجانب أي مواطن مصري والالتفاف حوله إذا وقع في أي مشكلة مشددًا على أن كرامة المصرى من كرامة الوطن.

ووجه الوزير من خلال الملحق العمالي، الطبيبة المصابة بالتواصل الدائم مع مكتب التمثيل العمالي بالسفارة المصرية بالكويت، الذي يتابع حالتها وسير التحقيقات بالتنسيق مع القنصلية، منوهًا أن سفير مصر بالكويت طارق القوني، والقنصل العام، والمستشارين العمالي والقانوني، يقفون بجانبها.

الهجرة ترد

من جانبها، علقت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، على واقعة التعدي على الطبيبة المصرية، مؤكدةً على أنه حدث فعلا مشاجرة دون تعدى على المواطنة، والتى قامت بدورها بتحرير محضر فى قسم الشرطة.

وقالت وزيرة الهجرة، ردًا على منشور لجمعية “الرفق بالمغتربين”، والتي رفضت التصريحات التي تشير إلى أن الحدث عمل فردي، ولا علاقة له بكراهة وحقد بين مصر والكويت، بقولها: “أقول لجمعية الرفق بالمغتربين: رفقا بالوطن!”.

وأضافت “مكرم”، في منشور لها عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “المواطنة المصرية بخير ولا صحة لما يتم تداوله من هذه الجمعية على مواقع التواصل الاجتماعي لتضليل الرأى العام”.

وتابعت الوزيرة: “ردا على جملة: حنقول عمل فردى ويحيا الهلال والصليب والشعارات الرنانة؟ خلاص زهقنا منها وشبعنا تطبيل”، أيوه هو عمل فردي غير وطني من الجمعية المذكورة، وإحنا كمان زهقنا من الإشاعات والتضليل ومعاكم في يحيا الهلال مع الصليب”.

الصحة الكويتية تعلق

وفي نفس السياق تتابع  وزارة الصحة الكويتية لواقعة الاعتداء بالضرب على الطبيبة المصرية ،مؤكدة  أنها لن تتوانى في حماية جميع الطواقم الطبية والهيئات التمريضية في كافة مرافقها.

وأكدت وزارة الصحة الكويتية أن الطبيبة تعمل منذ 10 أعوام في مركز مبارك الكبير الشرقي الصحي، وتتواجد في مركز الرقة بنظام الخفارة، ومشهود لها من قبل زملائها بحسن السيرة والسلوك، والالتزام بقواعد وقوانين العمل بالمنظومة الصحية.
وأشارت  بعض المصادر إلى أن الواقعة تكشف عن ضرورة تغليظ العقوبات بحق من يعتدي على الأطباء والممرضين في المراكز والمستشفيات، لافتة إلى أن هذه الحوادث التي تتكرر بين فترة وأخرى تقلل من قيمة ومكانة الأطباء في المجتمع الكويتي، مشددة على ضرورة الحزم في تطبيق العقوبات على كل من تسول له نفسه الاعتداء أو المساس بالأطباء، وحفظ كرامتهم وقيمتهم المهنية والعلمية.

تعليقات القراء