"محدش اتغسل وتم وضعهم في بطاطين وتسليمهم لذويهم".. موثق فيديو وفيات كورونا بالحسينية يكشف تفاصيل جديدة: «ماتوا أمامي ومنهم عمتي.. والأكسجين وصل بعد الكارثة»

الموجز

لم تكد تنطفئ أضواء استقبال العام الجديد 2021، إلا وتصدرت واقعة مستشفى الحسيسينة التى أدمت القلوب، مواقع البحث، وظهر فيديو في الساعات الأولى من صباح اليوم لوفاة 4 مصابين بفيروس كورونا المستجد داخل مستشفى الحسينية وسط حديث عن نقص الأكسجين.

 

الحادث الذي استيقظ عليه الملايين صباح اليوم هو وفاة 4 مصابين بكورونا داخل مستشفى الحسينية بسبب نقص الأكسجين، وهو ما نفاه الدكتور محمد النجار مدير عام مستشفى الحسينية، في تصريح لـ«الوطن» الذي قال إن حالات الوفيات الأربعة كانت طبيعية، وأن أغلبهم من كبار السن وذوي أمراض مزمنة، وسبب الوفاة هو جلطات وغيبوبة كبدية.

 

ممرضة الحسينية كانت بطلة المشهد، وهي منزوية في أحد أركان غرفة العناية المركزة جالسة على الأرض، ويبدو على حركة جسدها الهلع، وهو ما فسرته الممرضة، في تصريحاتها لـ«الوطن»، بأنها كانت مصدومة من مشهد الوفيات وفسره المدير بأن خوفها كان نابعا من محاولة اقتحام أهالي المرضى للعناية.

 

وفي سياق متصل، روى أحمد ممدوح موثق مقطع الفيديو الذي رصد وفاة عدد من مرضى كورونا داخل مستشفى الحسينية تفاصيل الواقعة.

وأشار إلى أن عمته فاطمة السيد تبلغ من العمر نحو 62 عاما كانت من بين الضحايا، وأنهم توفوا بسبب نقص الأكسجين.

وقال ممدوح أن الكارثة بدأت منذ يوم الجمعة الساعه الرابعة فجرا. ومضى قائلا  توجهنا إلى العناية وجدنا عمتي في حالة حرجة وتوجهت للشخص المسؤول عن المحبس كان الضغط في البنك 5% وكان مفترض أن يكون 10%.


وتابع خزان الأكسجين اول أمس كان يوجد به 1800 لتر في الخزان وامس مع بداية النهار كان الخزان يوجد به 400 لتر فقط وليس 1700 لتر كما قال المسؤولين . مشيرا إلى أن سيارة الأكسجين وصلت أمس الي المستشفى في الساعة العاشرة و 7 دقائق ليلا والوفيات حدثت في التاسعة والنصف بسبب عدم وصول الأكسجين لهم.


وأردف: "دخلت العناية والناس بطلع في الروح 4 ماتوا و2 كانوا بينازعوا الموت والممرضات غير قادرات على مواجهة الموقف. وأكمل : محدش اتغسل وفق الإجراءات الإحترازية وتم وضعهم في بطاطين وتسليمهم لذويهم لدفنهم بمعرفتهم". حسبما نشر موقع "الوطن".

وقال: "احنا كنا بننظف تنك الأكسجين بأيدينا وبنشتري الأدوية على نفاقتنا الخاصية. لافتا إلى أنه كان يسمح لهم بزيارة مرضاهم".

وأردف: "عمتي كانت حالتها تحسنت وتوفيت بسبب نقص الأكسجين، وتوفيت في الساعة العاشرة وال 11 دقيقة. لافتا إلى أنه حصل على تصريح الدفن كما حصلت 6 أسر على تصريحات بالدفن في نفس التوقيت".

وردًا على تلك الواقعة، أكدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، توافر مخزون كاف من غاز "الأكسجين الطبي" بجميع المستشفيات التي تستقبل مرضى فيروس كورونا المستجد بمحافظات الجمهورية، مشيرة إلى أن الدولة لا تألو جهدًا في الحفاظ على صحة المواطنين في ظل مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد.

وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه بناءً على تقارير اللجنة المركزية التي وجهت الوزيرة بتشكيلها فور حدوث واقعة وفاة 4 مرضى بفيروس كورونا المستجد بمستشفى الحسينية المركزي بمحافظة الشرقية للوقوف على الأوضاع بالمستشفى متضمنة موقف الأكسجين الطبي والحالات المتواجدة على أجهزة التنفس الصناعي، فقد تبين أن عدد الأسرة المشغولة بمستشفى الحسينية ومتصلة بشبكة الأكسجين تضم (11 حالة بالحضانات، وحالتين برعاية قسم الباطنة، و3 حالات بعناية القلب)، بالإضافة إلى 7 حالات بالعناية المركزة لمرضى فيروس كورونا و33 حالة بقسم العزل للمصابين بالفيروس وجميعهم يتم توفير الأكسجين لهم من نفس شبكة الأكسجين بترددات عالية ولم يتأثر أحد منهم، مما يؤكد عدم وجود علاقة بين حالات الوفاة وما يُثار عن حدوث نقص في الأكسجين بالمستشفى.


وأضاف "مجاهد" أن شبكة الغازات بالمستشفى تعمل بكفاءة عالية، حيث كان الخزان يحتوي أمس على 500 لتر من غاز الأكسجين الطبي، بالإضافة إلى تواجد شبكة غازات احتياطية بالمستشفى متصل بها 24 اسطوانة أكسجين طبي، وتواجد 45 اسطوانة أكسجين كمخزون استراتيجي بالمستشفى، مضيفًا أن جميع أقسام المستشفى تعمل بكامل طاقتها وجميع المرضى يتلقون الرعاية الطبية اللازمة لهم.


وأشار "مجاهد" إلى أن ال ٤ حالات وفاة التي وقعت أمس بوحدة الرعاية المركزة بمستشفى الحسينية توفوا في فترات زمنية مختلفة، وأغلبهم من كبار السن ويعانون من أمراض مزمنة ولديهم مضاعفات مرضية نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا مما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية ووفاتهم.

وتابع "مجاهد" أنه فيما يخص واقعة وفاة مريضين بمستشفى زفتى العام بمحافظة الغربية، فقد كلفت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، الدكتور مصطفى غنيمة، رئيس قطاع الطب العلاجي بتشكيل لجنة مركزية من الوزارة فور حدوث الواقعة للتحقيق فيها واتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال من يثبت تقصيره.

ولفت إلى أن التحقيقات المبدئية كشفت أن حالتي الوفاة مصابين بفيروس كورونا وكانت حالتهما حرجة ويعانيان من أمراض مزمنة وعلى أجهزة تنفس صناعي، مضيفًا أنه وقت حدوث الواقعة كان يتواجد بالمستشفى  4 حالات بأقسام الطوارىء على "ماسك أكسجين" و3 حالات بقسم الحضانات على أجهزة التنفس الصناعي، و3 حالات على جلسات الأكسجين بعناية الأطفال، و27 حالة بالعناية المركزة المتوسطة لمرضى فيروس كورونا المستجد، و4 حالات بقسم الحروق على أجهزة التنفس الصناعي، و7 مرضى بالعناية المركزة العادية على أجهزة التنفس الصناعي موضحًا أن "تانك" الأكسجين في ذلك الوقت كان ممتلىء بمقدار (5400 لتر)،  بالإضافة إلى وجود 24 أسطوانة أكسجين ممتلئة بغرفة الغازات الطبية، لافتًا إلى قيام النيابة العامة بالتحقيق في الواقعة للوقوف على الأسباب المؤدية للوفاة.

وأكد "مجاهد" سعي الدولة لتوفير مخزون كاف من الأكسجين الطبي بجميع مستشفيات الجمهورية منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، بالتعاون مع كبرى شركات الغازات، والتي تقوم بإمداد المستشفيات بالأكسجين بشكل مستمر وتوفير مخزون استراتيجي كاف لتلبية جميع احتياجات القطاع الصحي خاصة لمرضى فيروس كورونا، كما تم زيادة عدد "تانكات" الأكسجين والاسطوانات بجميع المستشفيات، فضلاً عن القيام برفع كفاءة جميع شبكات الغازات الطبية بالمستشفيات والصيانة الدورية لمنع حدوث أي أعطال أو تسريبات بأجهزة الغازات الطبية تؤثر على تلقي المرضى للخدمة الطبية.

وذكر "مجاهد" أن الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، تقدم تعازيها لأسر جميع المتوفين بفيروس كورونا المستجد، داعية الله أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، متمنية الشفاء العاجل لجميع المصابين بالفيروس.

وتناشد وزارة الصحة والسكان وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بتحري الدقة والموضوعية فى نشر الأخبار، والحصول على المعلومات من المصادر الرسمية، لعدم إثارة البلبلة والفزع بين المواطنين.

تعليقات القراء