بعد رفض دفن الطبيبة سونيا.. أهالي "شبرا البهو" يتبرأون: إحنا ولاد أصول وخيرها على البلد كلها

الموجز

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا والمواقع الإليكترونية حالة من الغضب بعد رفض اهالي قرية "شبرا البهو" في الدقهلية دفن طبيبة توفيت في مستشفى العزل بالإسماعيلية، بعد إصابتها بفيروس كورونا، وتجمهروا أمام سيارة الإسعاف لمنع دخولها المقابر، خوفا من انتقال العدوى لهم.

بعد الواقعة أمر النائب العام بالتحقيق العاجل فى واقعة تجمهر البعض ومنعهم دفن طبيبة متوفاة بمحافظة الدقهلية، وستعلن النيابة العامة تفصيلات الواقعة، وخرجت وزارة الاوقاف والأزهر ببيانات إدانة للواقعة، ثم أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا وضحت خلاله أن المتوفية لا تنقل المرض.

وتعود الواقعة عندما تجمع كبير لم تشهده القرية من أسابيع بسبب الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس "كوفيد 19" المستجد، في الطريق للمقابر ليبدو المشهد للوهلة الأولى أن الأهالي قرروا كسر عزلتهم لدعم أحدهم، قبل أن ينتهي ذلك الاعتقاد بأصواتهم المتعالية بالعديد من عبارات التنمر مرددين هتافات "الكورونا لا"، و"الطبيبة لا"، و"إيد واحدة"، لرفضهم دفن طبيبة توفيت في مستشفى العزل بالإسماعيلية، بعد إصابتها بالفيروس، وتجمهروا أمام سيارة الإسعاف لمنع دخولها المقابر، خوفا من انتقال العدوى لهم.

استمرت تلك الأزمة لساعات أمس بقرية "شبرا البهو" في الدقهلية، قبل أن تنتقل أجهزة الأمن لتهدئة الأهالي، وألقت القبض على 20 شخصا من مثيري الشغب، لاتخاذ الإجراءات القانونية معهم، بينما تدخلت الإدارة الصحية لمركز أجا، لتوضيح عدم وجود أي خطورة من دفن الجثة، حتى تمكنت من دفنها في نهاية المطاف

واقعة التنمر ضد الطبيبة، أثارت غضب محلي ضخم خرجت على إثره وزارة الصحة ودار الإفتاء والأزهر الشريف لرفضه والتأكيد أن جثث الموتى لا تنقل المرض، لتسود حالة من الاستنكار بين المواطنين في مختلف المحافظات، وحتى داخل الدقهلية ذاتها، من قبل بعض أبناء قرية "شبرا البهو أيضا" الذين بترأوا من تلك الواقعة.

"دول مش إحنا، أهالي شبرا ولاد أصول وميعرفوش كده، دي أول مرة تحصل في بلدنا"، لم ينفك أحمد عبدالفتاح، 49 عاما، أحد أهالي "شبرا البهو"، عن ترديد تلك الكلمات فور معرفته بالواقعة، التي تابعها عن قرب من خلال نافذة منزله، التي حاول منها تفريق ذلك التجمع وإقصاء السكان عن ذلك التصرف بهتافه المتكرر لهم. حسبما نشر موقع "الوطن".

ورغم أن محاولات الرجل الأربعيني لم تفلح، نقلها إلى صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عبر المجموعة المخصصة لأهالي "شبرا البهو"، يطالبهم فيه بترك جثمان المتوفية أن يواري الثرى بعد عذابها مع رحلة كورونا، قائلا: "كانت في حالة غريبة بينهم، كأنهم مش ولادنا ولا أهلنا، اللي عملوا كده مش مننا، كأن حصلهم حاجة في دماغهم العيال دي".

وبعد تفريق التجمهر، يتمنى ابن قرية "شبرا البهو" توقيع أقصى عقوبة على المتهمين الذين يراهم "حاولوا يمنعوا تنفيذ أمر ربنا وأساءوا لواحدة كانت زينة أهالي البلد"، ولمنع تكرار ذلك الأمر مجددا في أي منطقة أخرى بمصر رفقة بالمتوفين "أرحموا ترحموا".

في أحد البيوت المجاورة لمدرسة "شبرا البهو الابتدائية" التي أضحت تحمل اسم الطبيبة الراحلة سونيا عبد العظيم، تابعت أميرة محمد، ربة منزل تفاصيل المشادات التي وقعت بين الأهالي ورجال الإسعاف لحظة وصول السيارة التي تحمل جثمان الطبيبة، في مشهد همجي وصفته لـ"الوطن"، قائلة:" فجأة سمعنا صوت دوشة في الشارع ورجالة بتمنع الإسعاف وتابعنا الموقف من شبابيك البيوت وكلنا حزن على اللي بيحصل"، مستنكرة موقف ما وصفتهم بـ"من ليس لهم سلطة ولا رأي مسموع في البلد" ليتخذوا قرارا بمنع دفن الطبيبة. حسبما نشر موقع "الوطن".

"كانت خير أم وخير زوجة وخير طبيبة القرية كلها بتحكي بأخلاقها"، صفات وصفت بها أميرة، التي تزوجت وأنجبت بقرية شبر البهو، الدكتورة الراحلة، فكثيرا ما ساعد زوج الطبيبة أهالي القرية، مقدمة اعتذارها نيابة عن باقي الأهالي المعارضين للواقعة لأسرة الطبيبة، "تفكيرهم ورأيهم لايمثلنا وأتمنى من أهل الدكتورة يقبلوا اعتذارنا".

خبر تغيير اسم مدرسة شبرا البهو الابتدائية المجاورة لبيتها والتي يدرس بها ابنها، استقبلته السيدة الثلاثينية بفرحة عسى أن يكن ذلك سببا في مراضاة أسرة الطبيبة الراحلة وتخليد اسمها بين أهالي القرية، مؤكدة أنه ليس من الإنسانية ولا الأخلاق منع دفن جثمان ميت لمرضه.

حالة صدمة سيطرت على ياسين أحمد، 33 عاما، بعد سماعه تلك الهتافات القريبة من المقابر ورؤيته للتجمع الذي ظنه بالبداية "خناقة أو حد كبير مات في البلد" ليتفاجئ برغبة البعض عدم دفن الدكتورة سونيا عبدالعظيم في مقابر القرية، وهو ما جعله غير قادرا على الحركة للحظات، على حد قوله.

"الأهالي كانوا بيتباهو بيها وبزوجها الدكتور محمد المحترم، خيرهم على البلد كلها من أكبر واحد لأصغرهم"، لم تكن ضحية كورونا شخصية عادية بالقرية، على حد وصف "أحمد، الذي لم يتمنى يوما مشاهدة ذلك الأمر، رافضا ما أقبل عليه البعض من الأهالي "اللي عملوا كده مش هما كل القرية دي فئة صغيرة دماغهم مش مظبوطة وناكرين للجميل، وده اللي لازم الكل يعرفه"

تعليقات القراء