"فرح ومأتم".. كيف تسلل وباء كورونا بين أكثر من 36 ألف نسمة بقرية المعتمدية؟

الموجز

سعى العالم جاهدا لوقف تفشي وباء كورونا الذي يواصل حصد الأرواح رغم الإجراءات الاحترازية العديدة التي جرى تطبيقها لوقف انتشاره.

وتخطت حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد حاجز الـ88 ألف، في حين تجاوز تعداد المصابين بالمرض المليون و500 ألف حالة، وارتفعت حالات الشفاء لأكثر من 330 ألف شخص.

ويبذل أفراد جيش مصر الأبيض جهودًا جبارة  لمحاربة خطر فيروس كورونا وتداعيات إصاباته، غير آبهين بالمخاطر التي يتعرضون لها حماية لباقي أرواح الشعب المصري، ما دفع الكثير من فئات المجتمع لتبجيل الدور العظيم الذي يقومون به وتقديم كافة أنواع الدعم المعنوي لهم.

وأعلنت محافظة الجيزة فرض حجر صحي على قرية المعتمدية التابعة لمركز كرداسة، تحركت قوات أمنية لرصد كمائن على مداخل ومخارج القرية، لمنع حركة الدخول والخروج بعد رصد 9 حالات مصابة بفيروس كورونا المستجد، في القرية التي يبلغ تعداد سكانها 36.584 ألف نسمة، هم حسب تقديرات بوابة مصر المعلوماتية الجغرافية التابعة للجهاز المركز للتعبئة العامة والإحصاء عن عام 2015.

وأعلنت الصفحة الرسمية لمحافظة الجيزة فرض حجرا صحيا علي قرية المعتمدية التابعة لمركز كرداسة اعتباراً من 7 أبريل الجاري بناءً على التعليمات الواردة من وزارة الصحة ولمدة أربعة عشر يوماً حفاظا عليهم وذويهم، بعد اكتشاف حالات مصابة بكورونا. حسبما نشر موقع "الشروق".

كيف انتشر الفيروس في القرية؟

ذات يوم فوجىء محمد هلال، أحد سكان المعتمدية، بكمائن أمنية على مداخل قرية المعتمدية، وتحذيرات تعلو سماء القرية تناشد المواطنين بإلزام منازلهم، خوفا من انتشار عدوى فيروس كورونا بين سكان القرية الشعبية .

بدأت قصة ظهور الحالات المصابة بكورونا في المعتمدية، حسب هلال، منذ 10 أيام على الأقل، حين توفي شخص مسن متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، لكنه رحل وترك العدوى في شقيقته التي توفيت هي الأخرى من دون علم ذويها بأن كورونا سبب وفاتها، ليعقد أهلها عزاءً شعبي في المسجد الكبير في المعتمدية.

حضر العزاء جمع غفير من أهالي المعتمدية ذات الطبع العائلي، بسبب علاقات النسب التي تربط بين عائلاتها "أكثر من 200 شخص حضروا العزاء" الذين لم يعلموا بأن المتوفية مصابة بالفيروس، بعد العزاء بنحو أسبوع ظهرت حالتان مصابتان بكورونا.

"اتجمعنا على الجروب الخاص بالمعتمدية على فيسبوك وعملنا حصر وسألنا مين اللي راح العزاء، فوجدنا أن عدد كبير راح العزاء وخالط المصابين ومن هنا بدأت العدوى"، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد حسبما يقول هلال لـ«الشروق»، فيضيف: "الناس اللي راحت العزاء ظهر عليهم الأعراض راحو فرح آخر في القرية، بعدها بدأنا نعرف مين راح للعزاء".

بعدها انقلبت القرية رأسا على عقب، وشوهدت سيارات الإسعاف تدوي صيحاتها داخل المعتمدية لنقل الحالات المصابة إلى مستشفيات العزل، وأصبحت القرية في عزل تام، كما يقول إمام رمضان أحد أهالي القرية.

قال النائب علاء والي عضو مجلس النواب عن دائرة كرداسة، إن ما حدث في قرية المعتمدية من انتشار لفيروس كورونا يرجع في البداية لتواجد عدد من أهالي القرية في فرح ومأتم، وخرج من الفرح حالتان مصابتان بالفيروس، الأول توفي والثانية توجد في العناية المركزة، ومن المأتم حالتان ولكنهما توفيتا، إلى أن وصلنا لوجود 9 حالات إيجابية والحصر تم عن طريق وزارة الصحة الذي نتج عن حوالي 200 مخالط فكان لا بد من فرض الحجر الصحي حتى لا تتوسع دائرة انتشار فيروس كورونا كوفيد 19. حسبما نشر موقع "الوطن".

وأضاف والي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، في برنامج "على مسؤوليتي"، المذاع على فضائية صدى البلد، أنه كان لا بد من اتخاذ هذا القرار وهو صائب حتى يتم عزلهم عن بقية القرى لأننا دائرة تعدادها 500 ألف نسمة، وقرية المعتمدية فقط 100 ألف نسمة لأنها تبدأ من الدائري وحتى الصحراوي ولا نريد للأمور أن تتجاوز.

وتابع أن بعض المواطنين حاول الخروج اليوم وحدوث بعض المناوشات ولكن تم احتواؤهم، ونحن على تواصل دائم بعمدة القرية، مؤكداً أن شباب القرية يقوم بدور إيجابي جدا للحفاظ على صحة الأهالي من خلال توصيل الطلبات لبيوت كبار السن وعمل دليفري لكل شيء بدون أجر، وشراء خضار وبيعه بسعر الجملة.

وقال والي، إنه تم فرض الحجر الصحى على القرية كاملة منعا لتفشى الوباء خارج حدود القرية، لتصبح أول قرية يتم فرض الحجر الصحى عليها داخل محافظة الجيزة.

تعليقات القراء