علاء الدين العبد يكتب: ترشيح عمر سليمان فرصة ذهبية
نحاول نقرأ الموضوع كاملا مع بعض بهدوء ، أنا شايف إن ترشيح عمر سليمان يعتبر فرصة ذهبية للثورة لو حاولنا نفهم بهدوء وبدون تعصب ، ليه ؟ لأن في " نظري " ترشيح عمر سليمان ، له سببين إما مجرد الدفع بنا أن نقول "عمرو موسى " أرحم ، والسبب الثاني هو أن ينجح فعلا في ظل وجود المادة (28) والتى تنص على عدم الطعن على نتائج الانتخابات الرئاسية ..
نفكر مع بعض ببساطة في الإحتمال الأول ، فبعد أن نجح العسكري في فصل الإخوان عن الثورة وسواء كان ذلك بإرادتهم و بمساعدتهم أم لا وبعد ما نجح أن عبأ الشعب المصري تجاه السلفيين بأخطائهم والتي كان آخرها جنسية والده حازم أبو إسماعيل لم يبق أمام المجلس العسكري سوى الشعب المصري الذي لا ينتمي إلى تيار ديني وهم يمثلون كل من حزب الكنبة وحزب النخبة وما أعنيه من النخبة هم ما يطلق عليهم الإسلاميين الليبراليين واليساريين والعلمانيين ، المجلس العسكري ببساطة شديدة يحاول وهذا الاحتمال الأول هو دفع الناس أن تقول " عمرو موسى " مهما كان أرحم من عمر سليمان .. لكن قد يستبعد البعض هذا الاحتمال لسبب بسيط أنه كيف يقبل شخص مثل عمر سليمان ، (الذى كان أولى له أن يظل يعمل في الظل وينأى بنفسه) أن يكون مجرد أداة أو كوبري يعبر عليه " عمرو موسى " و هو يعلم جيدا أنه سوف يلاقي الكثير من النقد والتشويه والبحث في دفاتره القديمة ، والتى بدأت فعلا ..
الاحتمال الثاني : في حالة النجاح هل فات على المجلس العسكري أنه سوف يلاقي مليونيات ربما تفوق مليونيات اسقاط المخلوع ، لمجرد شعور المواطن المصري أنه ما زال هناك استخفاف به واستخفاف بالثورة التي قام بها .. واستخفاف بالدماء التي سالت والأحزان التي سادت كل بيوت مصر وكأننا لم نفعل شيء ..
ولكنى كما قلت سابقا أن العسكري لديه أكثر من سيناريو جاهز للتطبيق وأنه إذا كان فشل في كل شئ إلا أنه للأسف لم يفشل في إدارة العملية الإنتخابية والثورة بما يحقق له أهدافه هو ..
إنه أيضا أمر صعب تصديقه أو تخيله إلا إذا جزمنا أن العسكر مستعدون لنسف الثورة بالكامل ونسف ما يتبعها من ثورات قادمة بأي شكل وأنهم على استعداد أن يزيدوا أعداد شهدائنا ومُصابينا وحينها لن يستطيعوا أن يقولوا عناصر وأجندات فالرئيس هو رئيس سابق للمخابرات !! فأين هو وجهازه ؟! ..
لذا أقولها ثانيةً ترشيح عمر سليمان فرصة ذهبية لنا لو بنفهم ، فرصة ذهبية لنا لو مرشحى الرئاسة (الوطنيين المخلصين ) منهم فقط اجتمعوا على رأي واحد واتحدوا ، سواء اتحدوا على رجل واحد أو اتحدوا على مجلس رئاسي رئيس ونائب ورئيس وزراء ..
ترشيح عمر سليمان فرصة ذهبية للإخوان أن يعيدوا حساباتهم من جديد ويعودوا إلى الصف تحت اسم مصريين ويُثبتوا حسن نواياهم وأنهم فعلاً ضد المناصب ولا يهم من يقود ، وأن يثبتوا للشعب المصري فعلا أنه لا وجود لصفقات بينهم وبين العسكري المهم مصر ، خاصة بعد أن يسمعوا تصريحات مصطفى بكري ، نقلا على لسان عمر سليمان ، أن الإخوان هددوا باغتياله بعد ترشحه للرئاسة ....
فرصة ذهبية للسلفيين أن يثبتوا أيضاً أنهم ملتحمون مع الشعب المصري بالكامل ووحدة الصف ، وأنهم قادرون على وقف هذا العبث ضد الثورة و أنهم فعلاً يعملون من أجل مصر ، وليس من أجل فرد واحد وشخص الرئيس ...
فرصة ذهبية إذا فهمنا جميعاً أنه لو لم نفعل ذلك لزرعوا رأس جديدة للنظام ..
فهل راهن المجلس العسكري وعمر سليمان على أننا لن نتحد وراهنوا على حبنا لأنفسنا أكثر من حب مصر وراهنوا أننا فعلاً غير مؤهلين لممارسة الديمقراطية والعمل الجماعي ..