أحمد عبد الجواد يكتب : من داخله كان .. خائفًا

ارتج قلبه فرحًا وهو يتسلم تأشيرته ليذهب إلى مكة الحنين، هو شوق كل مسلم إلى بيت الله الحرام، يذهب ليمتع عينيه بالبناء الشامخ العظيم بيت الله الوحيد الذى ارتبط بالحرمة، بيت الله الحرام.

"أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها"

هكذا كان خطاب النبى محمد صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فى الحجيج فى خطبته الشهيرة التى ودع فيها المسلمين، وهكذا هى دعوة النبى ودعوة الإسلام التى حافظت على الحريات ولم يحافظ عليها من امتلكوا زمام الأمور الآن فى السعودية.

ذهب المحامى المصرى والناشط الحقوقى أحمد الجيزاوى مع الذين ذهبوا من كل فج عميق ليلبى نداء النبى إبراهيم عبر الزمان فإذا به يجد نفسه، وقد كُبِّل وقُيِّد ليقتادوه دون اعتبار لحرمة الإنسان، ودون احترام لبيت الله الآمن.

هناك لم يكن كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، اليوم فقط فى مكة اختلفت الصياغات باختلاف السياسات، فمن دخله صاركان خائفًا، ما لم يؤمنه الملك أو يرضى عنه، هنا السؤال الذى يطل برأسه علىَّ ما الحكم الإسلامى لمن يجاهر برفض سياسات الخليفة؟

دون أن نطيل البحث فى مغاور الفقه فقط علينا أن نتذكر المرأة التى أوقفت عمر وعلمته درسًا لن ينساه ولن ينساه التاريخ لهذا الدين العظيم، فحين حدد عمر بن الخطاب صداق المرأة وذكَّرَته المرأة بالآية التى تنفى كلامه قال جملته الخالدة "أصابت امرأة وأخطأ عمر"

هكذا كان التعامل مع أمير المؤمنين، فلم التعامل اليوم مع – أطال الله عمره – يختلف، وهل يجازى الجيزاوى لأنه كان يدافع عن حرية المصريين فى السعودية ورفع قضية ضد الملك الموقر، أم أن الأمر يرتبط بالمجلس العسكرى الموقر، خاصة وأننا نعلم أن الجيزاوى كان ممن ساعدوا الناشط أحمد دومة أثناء فترة اعتقاله الأخيرة.

إن ما حدث يعبر عن شيئين: الأول أن ما قامت به السلطات السعودية يعد خيانة للمعنى الكبير لفكرة الحرم الشريف، والثانى أن كرامة المصرى ما زالت رقعة كبيرة فى ثوب أم الدنيا الممزق، ولم نجد من يرتقها حتى الآن.

أيها الناس: اللهم من ضربته، أو شتمته، أو لعنته، أو آذيته، فاجعلها رحمةً عندك له.أيها الناس: من أخذت من ماله، فليقتص من مالى، ومن ضربت جسمه، فهذا جسمى فليقتص منى اليوم قبل ألا يكون درهمٌ ولا دينار.

فقط أذكر ملك السعودية بأن النبى الذى مشى على أرضه وعلم البشرية كلها هو من قال الجملة السابقة.

تعليقات القراء