كيف تحولت قضية «شهيد الشهامة» من المطالبة بالقصاص إلى البحث عن الأرباح؟

الموجز -شريف الجنيدي 

حازت قضية مقتل الشهيد محمود البنا، الملقب بـ "شهيد الشهامة"، على يد محمد راجح بمحافظة المنوفية، على اهتمامات الشارع المصري ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد الإعلان عن تفاصيل الحادثة مروراً بإلقاء القبض على الجناة وعقد أولى جلسات المحاكمة الأحد الماضي، وحتى جلسة يوم غد، لا تزال القضية تسيطر على أذهان الكثير من المصريين المتابعين لتفاصيلها متعاطفين مع الشهيد البنا آملين في تطبيق القصاص.

وخلال الفترة الماضية، خرجت كمية كبيرة من الشائعات المتعلقة بالقضية، إحداها قيام والدة القاتل راجح بعرض مبلغ مليون جنيه على أسرة محمود للتنازل عن القضية، وأخرى تتحدث عن ظهور أخ توأم للجاني.

ولم يكن مصدر تلك الشائعات أي جهة رسمية، ولم يقتصر انتشار تلك الأنباء مجهولة المصدر على شبكات التواصل الاجتماعي فقط، بل وصلت ايضاً إلى الشارع المصري ليتناقلها المواطنين فيما بينهم على اعتبار أنها أنباء عاجلة وصحيحة.

وبغض النظر عن تلك الشائعات ومصادرها، فإنه جرت العادة على وسائل الإعلام "بشكل عام" على "الإتجار" بالقضية كغيرها من القضايا التي سبق وأن تاجرت بها القنوات للعمل على جمع أكبر نسبة مشاهدة فضلاً عن تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح.

ومثال على ذلك مواقع التواصل الاجتماعي كافة وموقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، وبمجرد البحث فقط عن إسم "محمود البنا" أو "شهيد الشهامة" أو حتى كتابة إسم "راجح"، فسنجد كم هائل من الفيديوهات التي تتناول القضية من مختلف الزوايا، سواء من صور مفبركة مع عنوان مثير، أو مقطع فيديو لشاب يقوم بشرح القضية من منظور أبعد ما يمكن عن الواقع، أو قيام آخر بتحليلها بشكل أغرب من الخيال.

إضافة إلى ذلك، يستغل بعض الأشخاص القضية من أجل تحقيق مكاسب وأرباح من خلال نشر أخبار كاذبة تحت عنوان "ظهور دليل جديد يقلب موازين القضية"، دون الكشف عن ماهية هذا الدليل، لتضطر إلى الضغط على الفيديو لمشاهدته، لتكتشف أنه فيديو لحظة مضايقة راجح للفتاة والذي التقطته كاميرا المراقبة وتم بثه على وسائل الإعلام.

ومع الأسف، يمكن القول أن البعض، البعض فقط، يسعى جاهداً للعمل على الخروج بأكبر المكاسب سواء مادية أو شهرة مستغلاً الأكثر تداولاً على شبكات التواصل ومواقع البحث، حيث تحولت النظرة من المطالبة بالقصاص للشهيد محمود البنا إلى هدف أبعد ما يمكن عن الإنسانية.

تعليقات القراء