بعد قليل.. تعامد الشمس على تمثال رمسيس بمعبد أبوسمبل.. السر الفرعوني وتاريخ اكتشاف الظاهرة


الموجز
بعد قليل تبدأ الشمس تتعامد على قدس الأقداس بالمعبد الكبير للملك رمسيس الثانى بأبوسمبل، وهى الظاهرة الفلكية الفريدة التى جسدها القدماء المصريون وتتكرر مرتين كل عام يومى 22 فبراير و 22 أكتوبر، والتى تلفت أنظار عشاق الآثار الفرعونية فى مصر والعالم، لمتابعة الحدث الأبرز فى الآثار المصرية.

وأكد الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أبوسمبل والنوبة، لـ"اليوم السابع"، أن ظاهرة تعامد الشمس تبدأ فى تمام الساعة 5:49 صباحاً بتوقيت القاهرة وفقاً للمعهد القومى للبحوث الفلكية بحلوان، وتستمر لمدة 20 دقيقة، بتعامد الشمس على قدس الأقداس داخل معبد أبوسمبل الذى تتسلل إلى مدخله الشمس وصولاً إلى قدس الأقداس فى عمق طوله 60 متراً.

وأضاف الأثرى أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبوسمبل، أنه تقرر فتح أبواب المعبد أمام الزائرين لمتابعة تعامد الشمس من الساعة الثالثة فجرا، لدخول السائحين والزائرين لمتابعة ومشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس.

سر تعامد الشمس عى وجه رمسيس

ويستند «تعامد الشمس» إلى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين وهى أن لشروق الشمس من نقطة الشرق تماما وغروبها من نقطة الغرب تماما في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس ثم تتغير نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبا كل يوم إلى ناحية الشمال، حيث تصل في شروقها إلى نقطة تبعد بمقدار 23 درجة و27 دقيقة شمال الشرق في الثاني والعشرين من شهر يونيو.

واستند قدماء المصريين في اكتشافهم إلى أن الشمس تمر على كل نقطة في أثناء شروقها وغروبها مرتين في كل عام، وأن المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعا لبعد كل نقطة عن نقطة الشرق تماما.
و«تعامد الشمس» على وجه رمسيس الثاني مرتين في العام، يومي الثاني والعشرين من شهر أكتوبر والثاني والعشرين من شهر فبراير، جاء نتيجة لاختيار قدماء المصريين نقطة في مسار شروق الشمس تبعد عن نقطتي مسارها زمن قدره أربعة أشهر لتتوافق مع يوم 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام ثم قاموا ببناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار الذي تدخل منه الشمس على وجه رمسيس الثاني من ناحية الشرق من فتحة ضيقة.

وجعل القدماء المصريين هذه الفتحة ضيقة بحيث إذا دخلت أشعة الشمس في يوم وسقطت على وجه التمثال فإنها في اليوم التالي، تنحرف انحرافا صغيرًا قدره ربع درجة وبهذا تسقط الأشعة في اليوم التالي على جدار الفتحة ولا تسقط على وجه التمثال.

تاريخ اكتشاف الظاهرة

يشار إلى أن هذه الظاهرة اكتشفت في عام 1874 حيث قامت المستكشفة «إميليا إدوارذ» والفريق المرافق لها برصد هذه الظاهرة وتسجيلها في كتابها المنشور عام 1899 (ألف ميل فوق النيل) والذي جاء فيه «تصبح تماثيل قدس الأقداس ذات تأثير كبير وتحاط بهالة جميلة من الهيبة والوقار عند شروق الشمس وسقوط أشعتها عليها».

تعليقات القراء