منزله أصبح أطلال .. «شيخ العرب همام» أسس دولة كبيرة في «الصعيد» .. حارب المماليك ولم يهزم جيشه إلا بالخيانة

الموجز - كتب - محمد علي هـاشم 

دائماً ما تكون الدراما غير منصفة في تناول القصص التاريخية ، فرؤية المؤلف أو المخرج قد تغير من الأحداث الحقيقية بالحذف أو الإضافة بما يخدم العمل الدرامي .

واليوم وفي سطورنا التالية نقرأ معاً القصة الحقيقية لشيخ العرب همام ، والذي قدمه الفنان الكبير يحيى الفخراني في مسلسل تلفيزيوني بهذا الإسم وحقق نجاحاً غير عادياً .

من هو شيخ العرب همام ؟ 

هو همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام ابن أبو صبيح سيبة، والملقب بـشيخ العرب همام، وهو من أشهر شخصيات الصعيد ولد عام1121 هـ (1709 م)في فرشوط محافظة قنا وتوفى عام 1183 هـ (1769 م) وهو الابن البكر للشيخ يوسف زعيم قبائل الهوارة، تلك القبائل التي استقرت في صعيد مصر وتمتعت بقدر كبير من الثروة والنفوذ وسيطر شيوخها على مقاليد الامور في الصعيد. و بعد تولى الشيخ همام الحكم بعد وفاة والده يوسف عام 1767 م لم يمض قدما في توسيع ومد سلطانه على كافة أقاليم الصعيد، من المنيا إلى اسوان .

ويمتد سلسال القبيلة إلى الحسين بن على، حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد فى (1709 م) وتوفى فى ( 7 ديسمبر 1769 م )، وهو أكبر الأبناء الذكور للشيخ يوسف، زعيم قبائل الهوارة التى هاجرت إلى مصر من المغرب، فى عهد الدولة الفاطمية، واستقرت فى صعيد مصر، وتمتعت بقدر هائل من الثروة والنفوذ، وسيطر شيوخها على مقاليد الأمور فى الصعيد حتى عام 1575 م (893 هـ).

"امتلك همام اثنا عشر ألفا من الثيران المعدة لحرث الأرض، بالإضافة إلى الجواميس والأبقار، أما مخازن الغلال فلا يمكن حصرها" هذا ما ذكره المؤرخ الشهير عبد الرحمن الجبرتى فى كتابه عجائب الآثار فى التراجم والأخبار عن كبير الهوارة فى صعيد مصر شيخ العرب همام، القائد العظيم الذى أعلن العصيان على سياسة المماليك وإذلالهم للشعب المصرى، وطالب بحق المصريين فى حكم مصر.

دولة الصعيد بقيادة الشيخ همام 

قام بتأسيس شبه دولة فأنشأ الدواوين لإدارة شئون الأراضى الواقعة تحت سيطرته ولرعاية العاملين عليها .

كما قام بتشكيل قوة عسكرية من الهوارة والعرب ومن المماليك الفارين من حكم علي بك الكبير فدقت أبواق الحرب بين دولة في الجنوب يرأسها همام ولد يوسف أحمد الهوارى ودولة أخرى في الشمال يرأسها على بك الكبير الذي اتسم بالقسوة مع خصومه حتى وصفه الجبرتي بأنه هو الذي ابتدع المصادرات وسلب الأموال من مبدأ ظهوره، واقتدى به غيره، وكان أداته في هذا الشأن عدد من أتباعه أشهرهم محمد بك أبو الدهب وأحمد الجزارومراد بك وإبراهيم بك .

كما كان علي بك الكبير حليفا للروس وكان يعدهم بأن يدخلوا مصر على جثه همام (أمير الصعيد) فأمدوه باكثر الأسلحة تطورا في هذا الوقت فبعث همام(شيخ العرب) جيشا كبيرا جمع فيه عدة جيوش من الصعيد ومن هواره وعلى رأسهم (إسماعيل الهوارى) ابن عم الشيخ همام وزوج أخته وخال أولاده اختاره همام ليكون قائداً للجيش وبدأت الحرب وكانت الغلبه من نصيب أهل الصعيد وهواره في البداية ولكن بسبب مكر المماليك استطاعوا أن يخدعوا إسماعيل الهوارى ويجعلوه يخون ابن عمه وانتصر المماليك بسبب الخيانة ودخلوا فرشوط وجعلوها كوما من الرماد فإتجه همام إلى النوبة ليبنى جيشا اخر من الصعيد ولكنه لم يستطع بسبب الموت فتوفى في الطريق.

 

تعليقات القراء