بعد أن كان «يحتضر» أمام الركاب في محطة أتوبيس «شبرا» .. دموع فتاة أنقذته من الموت

 الموجز 

- قصة واقعية حدثت على محطة أتوبيس شبرا بميدان العباسية.

- سر بائع الأنابيب «اللي بيفهم في الإسعافات الأولية» وعودته صدفة ليتدخل فوراً .

بقلم / حنان عقل // من سلسلة (Free hugs)

ننشرها كما كتبتها حنان بدون تعديل بالحذف أو الإضافة ،،، 

من ميدان العباسية لشبرا ، وقفت كالعاده اخد الاوتوبيس، النهاردة اتمنيت اني الاقي حاجة بتروح شارع الترعه مباشرة فانزل خلوصي واخرم الحتة دي، لقيت اتوبيس احمر رايح التحرير، ركبت وقلت عادي اخد بعده مواصله عتبه عبود، وانزل قدام البيت بالظبط ف احمد حلمي، طلعت قعدت كمان لكن مش عارفه ليه بصيت ورايا، لقيت الميني باص اللي اتمنيته، نزلت جري ركبته، وقعدت بعد محطة بالكتير، كنت سعيدة... غريبه قوي... ده انا ساعات بستني بالنص ساعه وماييجيش حاجة رايحة ترعه!!!!

نزلت عند اول شارع المنظرة، اللي حمشيه كله مرورا بميدان الأفضل للبيت، في أول الشارع، شفته.... عند مكتبة سُر من رأى، نايم متكوم على نفسه، مرجّع وعامل على روحة .. الدبان ملموم عليه...... والناس كمان! اتنين حعرف بعدين ان اسمهم عم على وإسلام..." اساميهم الحقيقية".... ده كان كلب بلدي رمادي في برتقالي، ذكر شاب نحيل ... ومسموم!!!!

هدّيت وانا معديه جنبه... واتسمّرت، لا عرفت اخد خطوة لقدام ولا خطوة لورا، بصيتله وبصيت للناس، بصولي.... إسلام فجأه سألني:
- بتفهمي فيهم?

الزبيبة اللى على قورته وقورة عم على توحي انهم عمرهم ما كانو يكلموني، قلتله:

- لا، بس لازم نساعده، بقاله قد ايه كده?
- ييجي ساعتين، عندك فكرة ماله?
- نفسي اقول انه عيان ونفضيله كبسولتين مضاد حيوي ف ميه واللا انتينال ونشربهومله، بس للاسف، ده حد سمّه، أنا شفت كلاب مسمومه قبل كده.
- طب انا حروح اجيب الانتينال من الصيدليه.
- مش حيعمل حاجة.
عم علي :
- الراجل بتاع الأنابيب كان لسه هنا واختفي، ياريتنا قلناله، هو اللي بيفهم فيهم...

بتاع الأنابيب رجع تاني صدفة 

وفجأة يظهر بتاع الأنابيب اللي عدى من ييجي ساعة، وماكانش متوقع يعدي في نفس الشارع تاني.

عم علي يناديله ويسأله اذا يفهم فيهم فأكد علي كلامي انه مسموم ، ولكن الحل أنه يشرب ملح كتير ، رحت اجيب ملح مالقيتش ، اسلام عنده جوه.... اديتهم قزازة الميه، وعملت قرطاس ، حطينا الملح ودوبناه، بتاع الأنابيب، متدين برضه، لحية عريضه وزبيبة بعرض قورته، طبعا مش حيلمس الكلب لأنه متوضي!

الكلب نايم كل ده ومتكوم حوالين نفسه، مستسلم ومستني مصيره، اسلام جاب اربع جوانتيات من الصيدليه، لبسوهم هو وبتاع الأنابيب مسكو الكلب.. خاف.. اتنفض وقام.. رجله خذلته.. ماقدرش يهرب.. اجبروه على النوم على ظهره... دلقوا ف بقه لتر الميه بالملح.. قام.. اتحرك حركة غير طبيعية عشان يخرج اللي في جوفه.. رجّع فعلا.. بس رجع اتقلب علي جنبه.. فرفر.. اتشنج... عنيه قلبت.. فقلت مات.... مسكت راسي وكنت حعيط... لقيتني بقول بصوت مسموع:

- أنا ايه اللي جابني هنا يارب، مين عمل كده ، بيسموا المساكين دول... بكرة يسموا بعض ... بكرة يسموا بعض....

كل ده وعم على واقف جنبي.

- انتي جيتي من هنا عشانه، لو ماجيتيش، ماكانش حد عمل حاجة.

اتشجعت شوية، حسيت ان في شي كويس في وسط الألم... فجأه ... الكلب قام، كان لسه بتاع الأنابيب الخبير بيعلن موته حالا.. بس الكلب قام! رجّع كمان مرة... وجرى مدروخ لمسافة قصيرة.... دوبناله ملح ف ميه تاني.. سقوه بالعافيه، قام...جرى... جريو وراه... اسلام طلب مني بأدب استني جنب المحل بتاعه... استنيت... وأنا بتابع الكلب المسكين اللي قام م الموت... بيجري في شارع الترعه....انتظار لدقائق طويلة...

رجع فيها اسلام وبتاع الأنابيب... قدام الجمهور اللي فجأه انتبهت انه ملا الشارع... نظرة رضا وأمل في عنيهم، اسلام قاللي أن الكلب قعد عملها قدام فودافون، وجرى .... فاق وصحي وبقي كويس، وقبل ما امشي ويوصوني اني اعدي عليهم تاني، قالي :

- عرفتي جيتي من هنا ليه.

تعليقات القراء