«نترات الأمونيوم» وقود الجحيم في انفجار بيروت.. ماهي قوتها وخطورتها؟

الموجز  

هز انفجار كبير العاصمة اللبنانية بيروت، أمس الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصاً، وجرح نحو 3 آلاف، بالإضافة إلى عشرات المفقودين.  

ووجهت الأجهزة اللبنانية أصابع الاتهام إلى 2500 كيلوجرام من مادة نترات الأمونيوم المخزنة في مرفأ بيروت الذي حدث به الانفجار.

وأعلن مجلس الدفاع الأعلي اللبناني، أن بيروت مدينة منكوبة جراء الانفجار الذي تعرضت له،وسقط فيه عشرات القتلى وآلاف الجرحى.

وقال رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب: "لن أرتاح حتى نجد المسئول عما حصل لمحاسبته وإنزال أشد العقوبات به، لأنه من غير المقبول أن تكون شحنة من "نترات الأمونيوم" تقدّر بـ2750 طناً موجودة منذ 6 سنوات في مستودع من دون اتخاذ إجراءات وقائية معرضة سلامة المواطنين للخطر".

انفجارات مدمرة بـ "نترات الأمونيوم"

انفجار بيروت أمس لم يكن الأول والأكبر من نوعه، فمنذ الانفجار الذي وقع عام 1921 في أوبباو الألمانية، جرى الاعتراف والتأكيد على خطورة تخزين "نترات الأمونيوم"، وضرورة اتخاذ إجراءات مناسبة للحؤول دون تسربها أو انفجارها.

ففي 21 سبتمبر عام 1921 انفجر 4500 طن من خليط "الأمونيوم سلفيت" و"الأمونيوم نيتيريت" في أوبباو، ما أودى بحياة 500 إلى 600 ألماني، وأدى لأضرار بلغت حوالى 7 ملايين دولار، ودمر 80% من المنازل في المدينة، وشرد 6500 شخص.

وفي عام 1947، وقع واحد من أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ، في ميناء تكساس الأمريكية، بعد اندلاع نار في سفينة فرنسية محملة بـأكثر من ألفي طن من نيترات الأمونيوم، كانت ترسو هناك، ما أدى على الفور لانفجار أودى بـ 581 شخصاً على الأقل.

وفي عام 2001، وقع انفجار في تولوز الفرنسية بمعمل للأسمدة الزراعية التي تعد مادة "نترات الأمونيوم"، ووازى حجمه الانفجاري حوالي الـ40 طناً من الـ"تي أن تي"، ما أدى لسقوط 29 قتيلاً، فيما بلغ عدد الجرحى الآلاف.

ما هي "نترات الأمونيوم"؟

"نترات الأمونيوم" (NH4NO3) هو ملح بلوري، يتشكل من تفاعل مادتين -كما يشير اسمه- هما "الأمونيا" (NH3) و"حمض النيتريك" (HNO3)، وهي مادة تستخدم كسماد زراعي يساهم تفككه في تزويد النباتات بالنيتروجين اللازم للنمو، إلا أن هذه المواد قد تستخدم كذلك لإحداث متفجرات، لا يزال أبرزها تفجير مدينة أوكلاهوما عام 1995.

لماذا الهلع؟

يقول أستاذ الكيمياء في الجامعة اللبنانية داوود نوفل، في تصريحات لقناة "الميادين"، إن الغازات المنبعثة من انفجار مادة "نترات الأمونيوم"، والمصطبغة باللون الأصفر، قد تكون خطيرة في حال تنشقها بشكل كبير، لكنها مع ذلك لا يمكن عدها "غازات سامة" بأي شكل.

وأضاف نوفل أن "نترات الأمونيوم" تتفاعل على حرارة تبلغ 200 درجة مئوية، لينبعث منها "النيتروجن"، وهي غازات ملوثة تصدر عادة من عوادم السيارات والمصانع بشكل يومي، لكن ما يجعلها أكثر ضرراً - كما في حالة انفجار بيروت - هو حجم الغازات المنبعث في زمن قصير، الأمر الذي قد يسبب صداعاً أو ضيق نفس أو وجع في الحلق أو سعال، إلا أن ذلك لن يؤدي إلى تشوهات خلقية أو إلى مشاكل مزمنة كما يجري الترويج بشكل خاطئ.

وأشار إلى أن غاز "النيتروجين" سيتبدد مع الوقت في الهواء، وسيتفاعل مع رطوبة الهواء، ليتحول إلى "حمض النيتريك"، الذي قد يتسبب بأضرار للمزروعات والسيارات، في ما يعرف بالمطر الحمضي.

تعليقات القراء