إيكونوميست تجيب: ماذا لو توقف العالم عن استخدام فيس بوك؟

الموجز

طالبت عدد من الجهات الحقوقية والإنسانية بالتوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرزها العملاق "فيس بوك"، بسبب النتائج السلبية المترتبة على استخدامه إلى جانب إدمانه من قبل الملايين من المستخدمين.

وتساءلت مجلة إيكونوميست البريطانية، في تقرير نشرته مؤخراً، حول ماذا لو استجاب الملايين حول العالم لتلك المطالبات؟.

وقالت المجلة في تقريرها إن 2.3 مليار شخص يمتلكون حسابات على موقع فيس بوك، أي تقريباً 30 بالمئة من سكان العالم، معتبرة أن عملاق التواصل الاجتماعي يعد ذو قيمة كبيرة لدى مستخدميه مقارنة بملايين الدولارات.

وأضافت المجلة أن فيس بوك يتضمن ملايين من المحتويات الغير آدمية مثل الإدمان والتنمر، بجانب الخطاب السياسي المعادي، ودعوات الإبادة الجماعية، مشيرة إلى الدراسات التي تدعو إلى الحياة بدون تلك الشبكة الاجتماعية.

وذكرت المجلة أن مجموعة من الباحثين من جامعة ستانفورد نتائج نشروا دراسة أجروها مطلع العام الجاري، حيث دفعوا الآلاف من المستخدمين للتخلي عن حساباتهم على فيس بوك من أجل مراقبة النتائج وتخيل شكل الحياة بدونه.

وطالب الباحثين من المستخدمين إغلاق حساباتهم على فيسبوك لمدة 4 أسابيع في نهاية عام 2018، وقاموا بالتأكد من ابتعاد المستخدمين عن حساباتهم بهدف دراسة ما حدث لهم.

وأفادت الدراسة بأن المستخدمين الذين توقفوا عن استخدام موقع التواصل الاجتماعي أصبحوا يتمتعون بوقت فراغٍ إضافي، وأنهم اختاروا مشاهدة التلفاز وقضاء أطول وقت مع عائلاتهم وأصدقائهم.

وأشارت الدراسة إلى أن توقف المستخدمين عن استخدام الشبكة الاجتماعية عزز لديهم مستوى السعادة الذاتي. كما قللت مشاعر الاكتئاب والقلق.

وتابعت الدراسة أن توقف المتطوعين عن استخدام فيس بوك لفترة وجيزة، ساعدهم ذلك في تغيير عادة استخدامهم له بعد أن عادوا لحساباتهم مرة أخرى، حيث تشير إلى أنهم قضوا وقتاً أقل على الشبكة بنسبة 23% مقارنةً بالذين لم يستمروا في استخدامه، مضيفة أن 5% من المشاركين في التجربة لم يعودوا إلى متابعة حساباتهم بعد.

وأوضحت أن المستخدمون يبالغون في تقدير قيمة الشبكة الاجتماعية، وهو ما يتم تصحيحه بعد فترة من الانقطاع، وهو ما يوضح أن المستخدمين الذين يعطون لفيس بوك قيمةً كبيرة يمكن أن يختفي شغفهم به بمجرد اختفائه.

لماذا يستمر الناس في استخدام الموقع؟

وقالت المجلة في تقريرها إن مواقع التواصل الاجتماعي تزدهر بفضل زيادة عدد مستخدميها، وبالتالي تزيد من قيمتها لكل مستخدم، وهو الأمر الذي ساهم في الانطلاقة القوية لموقع «فيسبوك»، حيث توسع مع الزيادة الكبيرة في عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم، إضافة إلى انجذاب المستخدمون الجدد إلى المواقع الاجتماعية التي يستخدمها أغلبية أصدقائهم وعائلاتهم.

ووصفت المجلة فيس بوك بأنه أول مدينة رقمية ضخمة في العالم، والتي تسمح بالتواصل بين عددٍ كبير من سكان العالم الجيد منهم والسئ.

واختتمت المجلة تقريرها بأنه إذا قام مارك زوكربيرج بإغلاق فيس بوك، فإنه ستظهر شبكة اجتماعية أخرى في محاولة منها للهيمنة، معتبرة فيس بوك نتاج ظروفٍ تاريخية فريدة، إلا أنه من المحتمل أن يتم انتاج شبكة اجتماعية أفضل منه في حال سعى مستخدمي عملاق التواصل الاجتماعي إلى الأفضل.

تعليقات القراء