معلومات خطيرة عن تطبيق "Face App".. يسمح بالدخول على الكاميرا وصورك وملفاتك ويراقب دخولك على الإنترنت ويمنع هاتفك من وضع"الغفوة"

أحمد أبوعقيل

انجذب بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لتجربة تطبيق «فيس آب» FaceApp، الذي يعمل بتقنية استخدام «الفلاتر» المتعددة على الوجه، كان أشهرها في الأيام الأخيرة فلتر التقدُّم في السن، أو كما عُرف بين المستخدمين بـ«تحدي الشيخوخة».

ويعمل التطبيق على تغيير ملامح الوجه في الصورة عقب تحميلها باستخدام تقنية الذكاء الصناعي. وظهر على نظام التشغيل الخاص بـ«آيفون» (آي أو إس) في يناير (كانون الثاني) 2017، ثم أصبح متاحاً بعد ذلك بعدة أشهر في العام ذاته على تطبيقات «آندرويد»، غير أنه لاقى رواجاً كبيراً في العالم العربي مؤخراً.
وبحسب مجلة «فوربس» الأميركية، فإن التطبيق هو من بنات أفكار ياوروسلاف غونشاروف، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير التطبيقات اللاسلكية الروسية، الذي عمل سابقاً مديراً تنفيذياً لشركة الإنترنت الروسية العملاقة «ياندكس»، المتخصصة في مجموعة من الخدمات، من بينها البريد الإلكتروني والخرائط والبحث على الإنترنت.
وفي بيان سابق له، تفاخر غونشاروف بأنه صنع التطبيق من الصفر، رغم أن هناك تطبيقات تقدم الخدمة ذاتها قبله، مثل تطبيق «ميتيو» الصيني.
وكان التطبيق قد أثار الجدل في أغسطس 2017 بسبب وجود فلاتر تغير من ألوان البشرة، مثل الأسود والهندي والآسيوي وغيرها، أو حتى تغيير الجنس من رجل لامرأة والعكس، وقد أزال التطبيق تلك الفلاتر بعد انتقادات عنصرية له، وفقاً لما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.
وأثار الانتشار السريع للتطبيق قلقاً كثيراً لدى خبراء الإنترنت، وفقاً لشبكة «إيه بي سي» الإخبارية، حيث قام بتحميله قرابة 700 ألف شخص يومياً تقريباً خلال الأشهر الأولى لظهوره، قبل أن ينخفض الرقم بعد قليل، غير أنه بقي التطبيق الأسرع انتشاراً في 2017، والأشهر الأولى من 2018 في غالبية الدول الغربية.
ورغم أن التطبيق يبدو هادفاً للمرح فحسب، فإنه يجب التفكير فيما قد يشكّله من انتهاك للخصوصية، ففور الموافقة على تحميل التطبيق على جوالك عليك السماح بدخوله على الكاميرا والصور وملفات الوسائط (الفيديوهات) وذاكرة الهاتف.
غير أن التطبيق يطلب موافقة المستخدم أيضاً على بند الحصول على بيانات «أخرى» كشرط لتحميله على الجوال، بما يشمل إمكانية حصول التطبيق على معلومات حول البيانات التي يستقبلها مستخدم الجوال من الإنترنت، ويظهر طبيعة اتصاله بالإنترنت، كما يمنع الجوال من الدخول في وضع «الغفوة».
بل ويتابع التطبيق أيضاً نوعية الصفحات التي تقوم بتصفحها، وعمليات البحث التي تجريها، لكي يتمكن من التوجه إليك بمحتوى «معد لك خصيصاً»، خصوصاً من حيث الإعلانات التي يتم توجيهها إليك، مستفيدة من علم مُسبق باتجاهاتك الاستهلاكية، ويعترف التطبيق نفسه بذلك في القسم المتعلق بالخصوصية.
ورغم تعهُّد التطبيق في بند الخصوصية بعدم تسريب بيانات المستخدمين إلى «أطراف أخرى» فإن المحامي مايكل برادلي المختص بشؤون قضايا الإنترنت يقول لـ«إيه بي سي»: «يصعُب تصديق حرصهم على خصوصية العملاء، وعدم تسريب بياناتهم، لأنها تشكل مصدراً كبيراً للدخل من جانب الشركات المُعلنة».
ويضيف برادلي: «إذا كانت شركة مثل (فيسبوك) قد تورطت في تسريب بيانات العملاء، رغم تركيز وسائل الإعلام والجهات الرقابية معها بصورة كبيرة، فيمكن تخيل أن مثل تلك التطبيقات ستقوم بتسريب كل ما يمكن أن يفيدها إلى مَن يهمه الأمر».

تعليقات القراء