كيف تصلي المرأة صلاة التراويح في بيتها؟

السؤال
ماذا تفعل المرأة لتؤدي صلاة التراويح في البيت؟ هل يجب في المرأة أن تكون حافظة لكتاب الله كي تؤدي صلاة التراويح بمفردها؟ أم يكفيها أن تقرأ مما تحفظ؟
الجواب

الحمد لله
أولاً:
صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، سواء الفريضة أو النافلة، ومن ذلك صلاة التراويح.
قال علماء اللجنة:
” صلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في المسجد، سواء كانت فريضة أم نافلة تراويح أم غيرها ” انتهى من ” فتاوى اللجنة الدائمة” – المجموعة الأولى ” (7/201).
ثانيًا:
تصلي المرأة التراويح في بيتها بحسب ما يتيسر لها، وتراعي السنة قدر المستطاع، فإن كانت حافظة لكتاب الله، وفي استطاعتها إطالة الصلاة، فإنها تصلي إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، مثنى مثنى، ثم توتر آخر الصلاة.
وإن كانت لا تستطيع الإطالة، فإنها تصلى مثنى مثنى ما كتب الله لها أن تصلي، حتى إذا ما رأت أنها قد أتت بما تقدر عليه أوترت بركعة.
قال علماء اللجنة:
” صلاة التراويح إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة أفضل، تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومن صلاها عشرين أو أكثر فلا بأس؛ لقول النبي ﷺ: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلىمتفق عليه، فلم يحدد صلاة الله وسلامه عليه ركعات محدودة ” انتهى من ” فتاوى اللجنة الدائمة” – المجموعة الأولى ” (7/198).
ثالثًا:
لا يلزم المرأة أن تكون حافظة للقرآن، من أجل أن تصلي التراويح في بيتها، بل متى كانت حافظة له، أو لقدر صالح منه، صلت بما معها من القرآن.
وإن لم يتيسر لها من الحفظ ما يعينها على صلاتها في البيت، فلا حرج عليها، أو على الرجل في الصلاة من المصحف.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
“إذا دعت الحاجة أن يقرأ من المصحف؛ لكونه إمامًا، أو المرأة وهي تتهجد بالليل، أو الرجل وهو لا يحفظ: فلا حرج في ذلك” انتهى من ” فتاوى نور على الدرب ” (8/246).
ولو كان في البيت نساء فلا حرج أن تصلي بهن جماعة، تقوم وسطهن، وتقرأ بما تيسر لها، ولو قرأت من المصحف فلا بأس.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
“الأفضل للمرأة أن تصلى في بيتها، حتى وإن كان هناك مسجد تقام فيه صلاة التراويح، وإذا صلت في بيتها فلا بأس أن تصلى جماعة في أهل البيت من النساء، وفي هذه الحال إذا كانت لا تحفظ من القرآن إلا قليلاً، فلها أن تقرأ من المصحف” انتهى مختصرًا من ” فتاوى نور على الدرب ” لابن عثيمين.
رابعًا:
لا حرج على المرأة أن تصلي التراويح، أو غيرها من الصلوات في المسجد، مع جماعة الرجال، خاصة إذا كان ذلك أنشط لها في الصلاة الطويلة، وأعْوَن لها على المحافظة عليها، وإن كان صلاتها في البيت، فرضها ونفلها، أفضل لها من حيث الأصل من صلاتها في المسجد.
فقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله:
ما حكم الشرع في صلاة المرأة التراويح في المسجد؟
فأجاب: “الأصل في صلاة المرأة أن بيتها أفضل لها وخير لها، لكن إذا رأت المصلحة في الصلاة في المسجد مع التستر، والتحفظ؛ لأنه أنشط لها، أو لأنها تستمع للفائدة من الدروس العلمية، فهذا لا بأس به ولا حرج في ذلك والحمد لله، وهو أيضًا طيب لما فيه من الفائدة العظيمة، والنشاط للعمل الصالح” انتهى من ” موقع الشيخ “.
http://www.binbaz.org.sa/mat/15477
وسئل أيضا:
هل يجوز للمرأة أن تصلي في المسجد مع الرجال صلاة التراويح؟
فأجاب رحمه الله: ” نعم، يستحب لها ذلك إذا كانت تخشى الكسل في بيتها، وإلا فبيتها أفضل، لكن إذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا حرج، كانت النساء يصلين مع النبي ﷺ الصلوات الخمس، ولكن يقول: (بيوتهن خير لهن) .
لكن بعض النساء قد تكسل في بيتها؛ تضعف، فإذا كان خروجها إلى المسجد متسترة متحجبة بعيدة عن التبرج؛ بقصد الصلاة وسماع الفضل من أهل العلم، فهي مأجورة في هذا؛ لأن هذا مقصد صالح ” انتهى من ” فتاوى نور على الدرب ” (9/489).
وقال الشيخ ابن عثيمين:
“صلاتها التراويح في البيت أفضل، لكن إذا كانت صلاتها في المسجد أنشط لها وأخشع لها، وتخشى إن صلت في البيت أن تضيع صلاتها، فقد يكون المسجد هنا أفضل ” انتهى من ” اللقاء الشهري “.
والله أعلم.
رقم الفتوى 222751

المصدر : الإسلام سؤال وجواب

تعليقات القراء