لبنان اليأس.. «من الفقر والفساد إلى الانقسام والمليشيات».. هل سيكون انفجار بيروت حافزاً للتغيير؟

الموجز - شريف الجنيدي  

الانفجار الهائل والدمار الناجم عن آلاف الأطنان من مادة "نترات الأمونيوم" في مرفأ بيروت هو تتويج لعقود من الفساد الذي دفع لبنان إلى الخراب. 

وتقول وكالة "أسوشيتد برس" في تقرير لها إن الدمار الهائل، مع خسائر تقدر بمليارات الدولارات، سيؤدي إلى تفاقم الكوارث الإنسانية المتعددة في لبنان، وهو ما سيدفع الشعب إلى مزيد من الفقر وحالة اليأس.

شرارة التغيير

وتساءلت الوكالة حول ما إذا كان الانفجار الهائل سيكون محفزاً طال انتظاره لطرد الطبقة السياسية الراسخة المسئولة عن سنوات من الكسب غير المشروع وسوء الإدارة.

وقالت إنه حتى ولو كان انفجار مرفأ بيروت هو "شرارة التغيير"، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر سنوات من الاضطرابات وعدم الاستقرار، بجانب الظروف الاقتصادية العصيبة، للوصول إلى الهدف المنشود.

وأشارت الوكالة إلى أن حكام لبنان، والغالبية منهم أمراء حرب وميليشيات من أيام الحرب الأهلية 1975 - 1990، مرنون للغاية، موضحة أنهم يحتفظون بمقاعدهم من انتخابات إلى أخرى، والسبب في ذلك يرجع إلى نظام تقاسم السلطة الطائفي في البلاد وقانون الانتخابات البالي الذي يسمح لهم بالتصرف بحصانة فعلية مع ضمان بقائهم السياسي.

ولفتت إلى أن الشعب اللبناني انتفض عدة مرات من قبل، آخرها كان في أكتوبر الماضي، مع بداية الأزمة الاقتصادية، لكنه أصيب بخيبة أمل في نهاية المطاف وعانى من الانقسامات عندما اختطفت الأحزاب السياسية احتجاجاتهم.

غضب

وتقول الوكالة إنه مع حزن الشعب اللبناني وإدراكه لحجم الكارثة وأن العاصمة أصبحت مكاناً غير قابل للعيش فيه، ساد شعور جماعي بأنه يجب محاسبة قادة البلاد على تلك الحادثة المروعة.

واندلعت تظاهرات غاضبة في مناطق متفرقة في لبنان احتجاجاً على سوء الأوضاع التي أدت إلى بلد ممزق ومنقسّم على وشك الإفلاس نتيجة لأزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة أسفرت في النهاية عن تلك المأساه.

مشاعر مكبوتة

وتضيف الوكالة أنه مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت لإظهار دعمه، طفت على السطح المشاعر المكبوتة، حيث استقبله المواطنون اللبنانيون الذين طلبوا منه المساعدة في تحرير البلاد من حكامها.

وقال ماكرون أنه لم يأتي لبيروت لدعم القادة اللبنانيين، مؤكداً أنه سيحرص على أن تذهب أي مساعدة من فرنسا إلى الشعب، مشدداً على أنه لن يتم تقديم أي مساعدة مالية للحكومة للمساعدة في تخفيف الأزمة المالية المتفاقمة دون إصلاحات جوهرية.

وعقب لقاءه عدد من القادة السياسيين، صرح ماكرون بأن "هناك حاجة لخلق نظام سياسي جديد في لبنان"، داعياً إلى إصلاح شامل للنظام وإصلاحات عاجلة في جميع القطاعات.

وتقول الوكالة إن حجم الدمار والانقسام في لبنان سيزيد من إضعاف حكومة رئيس الوزراء حسان دياب، حيث أنها تكافح من أجل تنفيذ أي إصلاحات مهمة منذ وصولها إلى السلطة في يناير الماضي بسبب نقص الإرادة من جانب الأحزاب السياسية في إنهاء الفساد الذي تستفيد منه.

وأشارت الوكالة إلى أن دياب قام بتكليف لجنة للتحقيق في انفجار مرفأ بيروت حيث من المقرر أن تقدم نتائجها في غضون أيام قليلة، لافتة إلى أنه من غير المرجح أن تتم معاقبة أي من القادة الكبار إذا ثبت ضلوعهم في الانفجار.

لن يتغير شيء

ونقلت الوكالة عن طوني صوايا، رئيس شركة سمسرة تأمين، إن "ما دمر في 15 عاماً من الحرب، أعيد تدميره في ثانية واحدة"، مشيراً إلى أنه كان لديه أمل ضئيل في التغيير.

وأضاف صوايا: "لن يتغير شيء"، متابعاً: "جميع السياسيين الفاسدين مدعومون من قبل أتباعهم والمجتمع الدولي".

يشار إلى أن انفجاراً مدمراً وقع مساء الثلاثاء الماضي، في منطقة ميناء بيروت، بالقرب من القاعدة البحرية اللبنانية، وتسبب في مقتل  154 شخصا على الأقل وإصابة 5000 آخرين وترك ما يصل إلى 250 ألفا بدون منازل صالحة للسكن، بالإضافة إلى عشرات المفقودين.

وبحسب السلطات المحلية، فإن الانفجار نتج عن حريق في مستودع كان يضم 2750 طناً من مادة "نترات الأمونيوم" التي سبق أن صادرتها الجمارك عام 2014، والتي كانت مخزنة هناك.

تعليقات القراء