قوات جديدة ومرتزقة سورية إلى سرت.. ومصر ترد بمناورات ضخمة «حسم2020»

الموجز

بعدما أرسلت كتيبة "الضمان تاجوراء" المتحالفة مع حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة، الخميس، قوة جديدة بينها عناصر مرتزقة سوريون إلى محاور سرت، حذّر المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري الأتراك من رد عربي قاس حال تنفيذ أي هجوم على المدينة.

وأضاف المسماري في تهديده، أن أحلام الأتراك ستنتهي في حال مهاجمة سرت والجفرة.

يشار إلى أن الجيش الليبي كان أكد رصد التحركات التركية في محيط مدينة سرت الاستراتيجية والجفرة، ضمن التعزيزات وعمليات التحشيد التي تقوم بها قوات الوفاق استعدادا لهجوم محتمل على المدينتين. حسبما نشر موقع "العربية".

أهمية سرت

وتأتي أهمية مدينة سرت الساحلية، مسقط رأس الراحل معمّر القذافي ولاحقاً معقل تنظيم داعش قبل تحريرها، من موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب في البلاد.

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، قد أعلن الشهر الماضي أن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في ليبيا يتطلب انسحاب قوات خليفة حفتر من مدينة سرت الاستراتيجية.

وقال كالين، الذي تعد بلاده الداعم الرئيسي لحكومة الوفاق، في مقابلة مع "فرانس برس" في حينه، إن تركيا تدعم مطلب الوفاق بضرورة العودة إلى خطوط عام 2015، وهو ما يتطلب "انسحاب قوات حفتر من سرت والجفرة" في الجنوب.

في حين شددت مصر أكثر من مرة على أنها لن تسمح بأي تهديد لحدود مصر الغربية، المرتبطة بالحدود مع ليبيا، مشددة على أن أي تجاوز لمدينتي سرت والجفرة يعتبر خطا أحمر بالنسبة لمصر.

مناورة مصرية قرب حدود ليبيا

بالتزامن، يستعد الجيش المصري لتنفيذ مناورة عسكرية قرب حدود ليبيا تسمى "حسم 2020"، وذلك ردا على إعلان تركيا تنفيذ مناورات في البحر المتوسط.

وتنفذ القوات المسلحة المصرية بأفرعها الرئيسية تنفذ مناورة "حسم 2020" على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، قرب حدود ليبيا.

وكانت القوات البحرية التركية أعلنت، الأربعاء، أنها ستجري مناورات بحرية ضخمة قبالة السواحل الليبية خلال الفترة المقبلة. ونقلت وسائل إعلام تركية عن سلاح البحرية التركي أن المناورات المرتقبة سيطلق عليها اسم "نافتيكس"، وستجري قبالة السواحل الليبية في 3 مناطق مختلفة، وسيحمل كل منها اسما خاصا وهي "بربروس" و"ترجوت رئيس" و" تشاكا باي".

وجاء الإعلان عن هذه المناورات بعد أيام معدودة من زيارة قائد القوات البحرية التركية، الأدميرال عدنان أوزبال إلى العاصمة طرابلس، برفقة وزير الدفاع خلوصى آكار.

استمراراً في سياستها القائمة على تأجيج نار الحرب في البلاد، أفاد مراسل "العربية/الحدث"، أمس الخميس، بأن طائرة تركية تقل مرتزقة غادرت مدينة غازي عنتاب باتجاه ليبيا.

وأضافت المعلومات، أن 120 عنصراً من المرتزقة قد غادروا على متن الطائرة المذكورة.

يذكر أنه منذ تدخل تركيا في ليبيا خاصة بعد مذكرة التفاهم للتعاون العسكري والبحري التي تم توقيعها بين حكومة الوفاق وأنقرة، قامت أنقرة بإرسال آلاف المرتزقة من السوريين للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق هناك. حسبما نشر موقع "العربية".

وفي جديد الأمر، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، قبل ساعات، عودة دفعة جديدة من مرتزقة أنقرة إلى الأراضي السورية قادمين من ليبيا بعد انتهاء عقودهم، بينما قامت تركيا بإرسال دفعات جديدة من مقاتلي الفصائل السورية الموالية لها إلى ليبيا للمشاركة بالعمليات العسكرية.

جندت آلافاً من المرتزقة

ووفقاً لإحصائيات المرصد، ارتفعت أعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن إلى نحو 15800 مرتزق من الجنسية السورية، عاد منهم نحو 5600 إلى سوريا، في حين تواصل تركيا جلب المزيد من عناصر الفصائل المرتزقة إلى معسكراتها وتدريبهم.

لى ذلك جرى توثيق مقتل المزيد من مرتزقة أنقرة من حملة الجنسية السورية خلال المعارك الدائرة على الأراضي الليبية.

وبحسب إحصائيات المرصد، بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا نحو 470، بينهم 33 طفلا دون سن الـ18، كما أن من ضمن القتلى قادة مجموعات ضمن تلك الفصائل.

الأمم المتحدة تندد

يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كان ندد قبل أيام بـ"تدخل خارجي بلغ مستويات غير مسبوقة" في ليبيا، مع "تسليم معدات متطورة وعدد المرتزقة المشاركين في المعارك"، حيث تتدخل تركيا عسكريا في ليبيا إلى جانب فصائل حكومة الوفاق.

وأعرب غوتيريش خلال مؤتمر وزاري عبر الفيديو لمجلس الأمن عن قلقه إزاء حشد قوات عسكرية في محيط مدينة سرت، الواقعة بين طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق).

بالمقابل، تعهّد الجيش الليبي بمواصلة الكفاح ضد العدوان التركي على البلاد، متمسكاً بالمبادئ الوطنية وطرد الغزاة، بحسب تعبيره.

تعليقات القراء