سفير تركي سابق يحذر أنقرة.. «ستدفعين ثمنًا باهظًا عسكريًا واقتصاديًا إذا استفزت مصر»‎

الموجز

انتقد دبلوماسي تركي سابق تدخل بلاده في الشؤون الليبية، محذرا نظام الرئيس رجب طيب أردوغان من استفزاز القوات العسكرية المصرية، والدخول معها في حرب.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها السفير التركي السابق، شكري ألَكْداغ، لصحيفة "سوزجو" التركية المعارضة، السبت، وتطرق خلالها لتقييم الأوضاع الحاصلة بليبيا في ظل تدخل أنقرة بشؤونها.

وقال السفير إن "دخول تركيا في صراع عسكري مع مصر بسبب ليبيا سيكون خطأ كبيرًا، ويجب علينا تجنبه بالتأكيد". حسبما نشر موقع "العين".

وأضاف قائلا: "يجب على أنقرة تجنب المواجهة العسكرية، وإلا ستدفع بمجرد بداية هذا التدخل، ثمنًا باهظًا، من الناحية العسكرية والاقتصادية".

وتابع الدبلوماسي السابق قائلا "لا يتطلب الأمر أن تكون عبقريًا استراتيجيًا للقول بأنه سيكون من الخطأ الفادح اتخاذ قرار بمحاربة مصر وحلفائها بالإمكانات والقدرات العسكرية التي نمتلكها في جغرافيا تقع على بعد ألف كيلو متر من الأناضول".

وجدد تأكيده على أن "هذا التدخل سيجعل تركيا تدفع ثمنًا باهظًا، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية".

وينخرط نظام أردوغان في دعم مليشيات فائز السراج بالعاصمة طرابلس، وتواجه تركيا العديد من الانتقادات بشأن تدخلاتها في الأزمة الليبية، التي تؤجج بدورها الفتنة بين أبناء الشعب الليبي سعيًا نحو تحقيق أطماعها في ليبيا والسيطرة على ثروات ذلك البلد الغني بالنفط وحقول الطاقة.

الانتقادات التي يتعرض لها الحزب الحاكم بدأت في الأساس منذ إعلانه نيته إرسال قوات إلى ليبيا، قبل أشهر، إذ اتفقت أحزاب المعارضة، باستثناء حزب الحركة القومية، حليف أردوغان، على أن هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر، لا سيما أنها تزج بالجيش التركي في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.

لكن رغم كل هذه الانتقادات نجح الحزب الحاكم خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، في تمرير مذكرة تفوضه بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وذلك بفضل الأغلبية التي يتمتع بها بتحالفه مع حزب الحركة القومية.

رفض هذه الخطوة لم يأتِ من قبل الأحزاب السياسية فقط، بل أظهرت استطلاعات للرأي جرت من قبل أن 50% كانوا ضد إرسال قوات إلى ليبيا، وفيما بعد ارتفعت هذه النسبة إلى 58 %.

ويعبّر مواطنون أتراك عن امتعاضهم من حالة التعتيم التي يتمّ فيها دفن جنودهم المقتولين في ليبيا، ويصرّحون بخشيتهم من أن تتحوّل ليبيا إلى مقبرة للجنود الأتراك، من أجل تحقيق أطماع أردوغان التوسعية.

وبعد تمرير المذكرة، ورغم المعارضة الداخلية، والدولية، أعلن أردوغان في 16 يناير/كانون ثان الماضي إن بلاده بدأت في إرسال قوات إلى ليبيا؛ لدعم مليشيات السراج.

تعليقات القراء