’’لعنة الفراعنة‘‘ تضرب إثيوبيا.. مقتل 50 متظاهرا في أديس أبابا.. و3 انفجارات تهز العاصمة.. والحكومة تقطع الإنترنت

كتب: ضياء السقا

عمّت احتجاجات كبيرة في أديس أبابا، بإثيوبيا، تخللها اندلاع اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، احتجاجا على اغتيال المغني الشاب وكاتب الأغاني الإثيوبي هاشالو هونديسا، رميًا بالرصاص في إحدى ضواحي العاصمة.

وقررت السلطة في إثيوبيا حظر خدمات الإنترنت والاتصالات، تزامنا مع الاحتجاجات الشعبية.

وأفادت قناة العربية، بمقتل 50 مواطنا في إثيوبيا حتى الآن في احتجاجات أعقبت وفاة المطرب الشهير.

واهتم المصريون بما يحدث في الشارع الإثيوبي، وقال البعض ساخرا، إن لعنة الفراعنة ضربت أديس أبابا، في إسقاط على الخلافات الكبيرة بين مصر وإثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة.

وكانت وكالة "رويترز" قد أفادت بأن الاحتجاجات والانفجارات التي شهدتها إثيوبيا، الثلاثاء، على خلفية مقتل  هونديسا، أسفرت عن مقتل وإصابة 90 شخصاً.

وقالت الوكالة إنه قد قُتل 10 أشخاص وأصيب 90 آخرين، خلال المواجهات التي اندلعت بين المتظاهرين وقوات الشرطة، والانفجارات التي شهدتها العاصمة أديس أبابا أمس.

ونقلت "رويترز" عن بيان للشرطة جاء فيه أن هاشالو، صاحب الـ34 عاما ومناضل عرقية الأورومو، قُتل بالرصاص في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء الاثنين الماضي.

وقال مفوض شرطة مدينة أديس أبابا، جيتو أرجاو، إن الشرطة اعتقلت بعض المشتبه بهم، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل.

ونقلت الوكالة عن مفوض الشرطة الاتحادية قوله إنه جرى اعتقال جوهر وزعيم حزب سياسي معارض ينتمي للأورومو و33 شخصاً آخرين.

كما نقلت عن مسئول طبي قوله إن المستشفى الرئيسي في بلدة أداما استقبل نحو 80 مصاباً معظمهم أصيبوا بطلقات نارية، وبعضهم تعرض للضرب أو الطعن، مضيفاً أن 8 أشخاص لقوا حتفهم في الطريق إلى المستشفى أو بعد الوصول إليه.

وقالت الوكالة إن المنظمات الدولية طالبت بإجراء تحقيق حول مقتل المغني الإثيوبي، حيث قالت منظمة العفو الدولية إنه في الوقت الذي تندلع فيه الاحتجاجات في إثيوبيا بشأن مقتل هاشالو، يجب على السلطات في إثيوبيا إجراء تحقيقات فورية وشاملة ونزيهة ومستقلة.

وأكدت المنظمة الدولية على ضرورة أن تكون هناك "عدالة لمقتل هاشالو هونديسا مغني أورومو".

وتقول سارة جاكسون نائبة المدير الإقليمي للمنظمة في شرق أفريقيا والقرن والبحيرات الكبرى ، إن أغاني "هاشالو" حشدت شباب البلاد في احتجاجات مستمرة منذ عام 2015 أدت إلى الإصلاحات السياسية التي شهدتها البلاد منذ وصول آبي أحمد رئيس الحكومة.

ولقي المغني الإثيوبي الشهير هاشالو هونديسا مصرعه في وقت مبكر من مساء الإثنين؛ بعد أن رُمي بالرصاص بالقرب من مجمع سكني بالعاصمة أديس أبابا.

ولم يعرف بعد من كان وراء اغتياله، لكن المغني الراحل قال سابقاً إنه تلقى تهديدات بالقتل، حسبما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.

وبعد إذاعة خبر وفاته، توجه الآلاف من معجبيه إلى المستشفى في أديس أبابا حيث تم نقل جثة المغني، وفق ما أفادت "بي بي سي".

وأثار مقتل هاشالو توترات متزايدة في العاصمة الإثيوبية أمس، حيث تم تنظيم مظاهرات بعد دعوات عبر الإنترنت.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وتم إغلاق الإنترنت في أجزاء من البلاد ومن المتوقع حدوث احتجاجات بعد مقتل المغني.

كما هزت العاصمة الإثيوبية ثلاثة انفجارات مساء الثلاثاء، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد غير محدد من الأفراد، وذلك خلال الاحتجاجات التي شهدتها أديس أبابا.

وتعاني جماعة أورمو، أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، من التهميش السياسي والاقتصادي، وكانت اندلعت المظاهرات في عام 2016 وشهدت الضغوط على الحكومة، وفي نهاية المطاف، استبدل الائتلاف الحاكم رئيس الوزراء آنذاك هايليمريم ديسالين بآبي، وهو ينتمي للأرومو.

كان هونديسا البالغ من العمر 36 عامًا نُقِل إلى المستشفى بعد إطلاق النار عليه، مساء الاثنين، لكن وافته المنيّة بعد بضع ساعات. فيما اعتُقل عدد من المُشتبه بهم في ارتكابهم جريمة قتل- لم تُعلن الشرطة عددهم بشكل مُحدد.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عن خالص تعازيه، وووصف هونديسا بأنه كان "مغنيًا رائعًا"، داعيًا إلى الحرص على منع تكرار مزيد من الجرئم المماثلة. وطالب من المواطنين بالتحلّي بالهدوء والسماح للشرطة بالتحقيق الكامل في الحادث.

وبحسب موقع "أفريكا نيوز"، لعبت أغاني هونديسا دورًا حاسمًا في تعزيز حريات وحقوق قومية أورومو العرقية، وكانت انتفاضة تلك القومية الشعبية حاسمة في تولّي آبي أحمد رئاسة الحكومة عام 2018.

وندّد الناشط الإثيوبي المُعارض جوار محمد، بمقتل هونديسا، مُعتبرًا الحادث "ضربة لقومية الأورومو" التي ينتمي إليها الإثيوبي الراحل.

وكتب مؤسس شبكة أوروميا الإعلامية المستقلة عبر فيسبوك، الثلاثاء: "إنهم لم يقتلوا هاشالو وحده، لكنهم فتحوا النار على قلب قومية الأورومو، مُجددًا!!..يُمكنكم قتلنا، قتلنا جميعًا، لكنكم لن توقفونا!! مُطلقًا!!".

وكان هاكالوا معروفا بغنائه عن إحباط وغضب وأمل متظاهري الأورومو من خلال الكلمات الثورية لتحدى القمع وكسر الخوف.

 

تعليقات القراء