بعد اعتراف أردوغان بارتفاع عدد قتلى الجنود الأتراك في إدلب لـ36 شخصًا.. خطأ تركيا العسكري "القاتل" في سوريا.. ما هو؟

الموجز

تعرضت تركيا قبل يومين بأكبر خسارة بشرية في جيشها الذي بدأ تدخله في سوريا منذ 2016، الأمر الذي يثير التساؤلات عن سبب هذه الخسارة الفادحة.

وقتلت غارة جوية نسبت إلى الجيش السوري، الخميس، 33 جنديا تركيا في إدلب، شمال غربي سوريا، بحسب بيانات أنقرة. حسبما نشر موقع "سكاي نيوز".

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، ارتفاع عدد قتلى الجنود الأتراك في إدلب إلى 36 قتيلا، قائلا: "النظام السوري سيدفع ثمن هجماته على قواتنا"، وفقا لما نشرته وكالة "سبوتنيك".

وأشار إلى أنه طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإبعاد القوات الروسية لتكون قواته وجها لوجه مع قوات الجيش السوري، متابعا: "قتلنا أكثر من 2000 من عناصر النظام السوري وسنزيد الضغط". حسبما نشر موقع "الوطن".

وأكد أردوغان في تصريحه، أن تركيا لا تسعى لخوض مغامرة في سوريا، أو توسعة حدودها، وأن أنقرة ليس لديها أي مطامع في الأراضي السورية أو في النفط السوري.

ومع هذا الهجوم، يرتفع قتلى الجيش التركي في إدلب إلى 54 على الأقل في شهر فبراير وحده.

وأقر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأن غياب الغطاء الجوي للقوات التركية المنتشرة في إدلب "معضلة حقيقية".

ورغم ذلك استمر أردوغان في الدفع بمزيد من القوات البرية إلى داخل الأراضي السورية، الأمر الذي اعتبره خبراء خطأ فادحا، كونه يجعل القوات هدفا سهلا للطيران.

ويقول الخبير العسكري، إلياس حنا، في حديث إلى "سكاي نيوز عربية" إن ادخال عددا كبيرا من القوات، بما في ذلك القيادة والسيطرة الآليات وإجراء المناورات يجب أن يكون مترافقا مع وجود "غطاء جوي".

وأضاف أنه من دون الغطاء الجوي تسقط القوة الأرضية، خاصة إذا كانت تمتد على عمق كبير جدا.

وفي حالة إدلب، يملك الجيش السوري وحليفته روسيا السيطرة الجوية الكاملة، الأمر الذي أدلى لمقتل عشرات الجنود الأتراك.

ويفسر هذا الأمر، بحسب خبراء، أعداد القتلى المتزايدة، في صفوف الجنود الأتراك، خاصة بعد هجوم الخميس.

وحصلت تركيا على منظومة "إس-400" الدفاعية الصاروخية الروسية، لكنها لم تفعّل حتى الآن.

وفي مواجهة الهجمات الجوية في إدلب، طلبت أنقرة من واشنطن الحصول على منظومة الباتريوت، لكنها لم تحصل على رد إيجابي من الإدارة الأميركية.

وسعت تركيا أيضا إلى تفادي ضربات الجيش السوري وروسيا، بالطلب من المجتمع الدولي بفرض حظر جوي في إدلب، الأمر الذي، إن حصل، قد يخفف عبء الغطاء الجوي في المحافظة.

أعلنت تركيا، السبت، تدمير "منشأة للأسلحة الكيماوية" تابعة للحكومة السورية، فيما ذكر المرصد السوري أن عناصر من ميليشيات حزب الله اللبناني قتلوا برصاص الجيش التركي والفصائل الموالية له في معارك بإدلب، شمال غربي سوريا.

ويبدو أن هذه الضربات العسكرية لأنقرة، إن تأكدت، تأتي ردا على مقتل 33 جنديا تركيا في غارة جوية نسبت إلى الجيش السوري، الخميس.

وبعد ضربة الخميس، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كل عناصر الحكومة السورية باتت أهدافا لجيشه.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول تركي كبير أن الضربة التركية استهدفت، ليل الجمعة السبت، منشأة للأسلحة الكيماوية تقع على بعد 13 كلم جنوب حلب.

وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عنه اسمه أن الضربات التركية طالت أيضا عددا كبيرا من الأهداف الأخرى التابعة للحكومة السورية.

تعليقات القراء