حارس مبارك الشخصي يروي تفاصيل 23 عامًا بجانبه وحادث الاغتيال في أثيوبيا

الموجز

شُيع جثمان الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ظُهر اليوم، في جنازة عسكرية مهيبة انطلقت من مسجد المشير طنطاوى بالقاهرة الجديدة في حضور كبار رجال الدولة، حيث تقدم الجنازة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، والدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وعدد كبير من الوزراء الحاليين والسابقين وأعضاء البرلمان، وقيادات القوات المسلحة والشرطة المصرية.

الرئيس الرابع لمصر

الرئيس الأسبق حسنى مبارك هو الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية، وتولى الحكم خلفا للرئيس الراحل محمد أنور السادات، عقب اغتياله فى حادث المنصة، حيث ظل رئيسًا للجمهورية لنحو 31 عامًا، حتى تخلى عن الحكم على خلفية الاحتجاجات الشعبية فى يناير 2011، وبذلك يعد هو الأطول بقاءً فى الحكم منذ عهد محمد على.

تخرج مبارك من الكلية الجوية عام 1950، ترقى فى المناصب العسكرية حتى وصل إلى منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائدًا للقوات الجوية عام 1972، وقاد القوات الجوية خلال حرب أكتوبر 1973.

أعلنت رئاسة الجمهورية حالة الحداد العام في جميع أنحاء الجمهورية لمدة ثلاثة أيام، حدادًا علي وفاة الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية "محمد حسني مبارك" وذلك اعتبارًا من غد الأربعاء الموافق 26 فبراير 2020

تفاصيل 23 عاما

روى اللواء رأفت محمد الحجيري تفاصيل 23 عاما قضاها بجانب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عاش فيها معه أصعب الأوقات وأيسرها، وأحبه كـ"أب" وعاش معه كـ"صديق" ورافقه كظله في سنوات حراسته له، ويتحدث اللواء رأفت عن الرئيس الأسبق، الذي كان يراه "أبيه" ولا يقبل أن يراه "مهضوما في حقه". حسبما نشر موقع "الوطن".

قضى اللواء رأفت محمد الحجيري ما يقرب من 23 عاما بالقرب من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ما بين حراسته أو العمل سكرتيرا خاصا له، طوال هذه الفترة كان شاهدا على العديد من المواقف والطابع الخاص بالرئيس الراحل.

ويقول الحجيري إنه التحق بالعمل في الحراسة الخاصة بالقصر الجمهوري في عام 1990، حيث جاء اختياره لهذا المنصب بناء على تقارير الكفاءة، ومن هنا بدأت مسيرته مع مبارك والتي لم تنته حتى بعد خروجه من الخدمة.

كيف يببدأ يومه

وعن بدايات اليوم عند الرئيس الأسبق يقول الحجيري: "يوم الرئيس يبدأ مبكرا، حيث يصل الرئيس إلى القصر الجمهوري في الساعة الـ8 صباحا، يبدأ بتلقي الخطابات والرد عليها، ثم الاجتماع مع الوزراء أو المسؤولين الحكوميين والوفود الأجنبية"، مؤكدا أن ممارسة الرياضة عنصرا أساسيا في حياة الرئيس "لازم يجري لفتين تراك يوميا، ويعشق لعبة الأسكواش".

حرص على أن نأكل مثله وأطعم العساكر بنفسه

أما عن أكل الرئيس الأسبق، أوضح "الحجيري" أن الرئيس الراحل مبارك يفضل تناول الوجبات الشعبية والخفيفة، "فعقب ممارسته الرياضة في المركز الرياضي، يحرص على تناول سندويتشات الفول والطعمية التي يفضلها بشدة، أو بعض أنواع الفاكهة، مثل اليوسفي أو البرتقال".

وأكد أنه كان يعامل الكل مثل أولاده: "كان لازم يتأكد أن العساكر بتأكل قبل الضباط، فكلما طلب لنفسه طعاما في أسفاره داخل أو خارج مصر يطلب مثله لضباطه وجنوده بنفس الكمية التي يحضرها لنفسه، وأوقات كان بيروح للعساكر بالأكل بنفسه".

أصعب موقف مع الرئيس حادثة إثيوبيا

مواقف عديدة عاشها "الحجيري" مع الرئيس مبارك، كان أصعبها عليه في 26 يونيو 1995، حينما تعرض مبارك لمحاولة اغتيال في إثيوبيا، ويقول: "قبل السفر لحضور القمة الأفريقية، حيث أكدت تقارير أمنية عُرضت على مبارك أن الحالة الأمنية هناك غير مستقرة، إلا أن الرئيس أصر على الحضور بنفسه، و"فور الوصول طلبنا من إثيوبيا توفير سيارة ضد الرصاص، ولكنهم قالوا إنهم لا يستطيعون توفيرها، فأحضر الحرس السيارة الخاصة بالرئيس، وسائقا مصريا لها".

ويكمل حارس مبارك الشخصي أنه خلال تحرك الموكب "فوجئنا بوجود سيارة تقف في طريق الموكب، وتأكد أفراد الحرس أنه كمين، ثم وجدت واحدا من اليمين يمسك بسلاح آلي بيضرب على عربية الرئيس، والمسافة بيني وبينه 15 مترا، ولحظة تغييره لخزنة الرصاص، أطلقت عليه من 30 إلى 40 طلقة، ثم أطلق 3 من زملائي النار على المتحركين من جهة اليسار، ونجحنا في القضاء عليهم والعودة مع الرئيس سالمين".

وأوضح "الحجيري" أنه بعد العودة من إثيوبيا لم ينس مبارك رجاله الشجعان، فكرمهم، ومنحه وسام الشجاعة العسكري وأهدى طاقم الحراسة الخاصة رحلة حج، "كانت من أروع اللحظات التي لا يمكن أن أنساها طيلة حياتي".

الحجيري: الرئيس اتصل بي نوفمبر الماضي ليعزيني

وبعد خروج الرئيس مبارك من الحكم لعدة سنوات، وقبله الحجيري، لم تنقطع الاتصالات بين مبارك وحارسه السابق، والتي كان آخرها في 12 نوفمبر 2019، حيث اتصل الرئيس مبارك به بعدما علم بوفاة شقيقه في حادث سيارة، "اتصل عزاني وسألني لو محتاج أي حاجة وإني لازم أخلي بالي من نفسي ومن الأولاد وأكلمه لو احتجت حاجة".

تعليقات القراء