انتهاء «شهر العسل» بين بوتين وأردوغان.. التصعيد في إدلب يتحول إلى ليبيا.. واختبار قاس للعلاقات بين روسيا وتركيا

الموجز  

شهدت الفترة الأخيرة تصريحات نارية متبادلة بين تركيا وروسيا، واتهامات كل منهما بمسئولية  الآخر عن "خرق" اتفاق وقف التصعيد في إدلب، حتى خرجت من دائرة الحرب في سوريا لتطال الأزمة في ليبيا.

الأزمة السورية 

وكان روسيا قد اتهمت تركيا بأنها لم تمنع المسلحين في إدلب من تنفيذ هجمات، وهو الأمر الذي أعلنت أنقرة رفضه نهائياً، مهددة بعمل عسكري إذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية الحالية في وقف التوتر الذي استعر جراء مقتل 14 جندياً تركياً في المنطقة هذا الشهر بنيران سورية.

وأبرمت كل من روسيا وتركيا اتفاقاً في مدينة سوتشي الروسية عام 2018، والذي تضمن عدم التصعيد في إدلب، المحافظة الواقعة في شمال غرب سوريا وتسيطر عليها فصائل معارضة للنظام السوري المدعوم من موسكو.

وقررت تركيا إقامة 12 نقطة مراقبة في إدلب بموجب الاتفاق لصد أي هجوم تقوده دمشق.

وكثفت دمشق من عملياتها العسكرية في إدلب التي تنفذها منذ ديسمبر الماضي بدعم من الطيران الروسي، حتى أصبح ما يقارب من 4 نقاط تركية تقع حاليا في مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري.

وصرح فؤاد أقطاي، نائب الرئيس التركي، لشبكة "أن تي في" بأنه "أقيمت نقاط المراقبة وكان على النظام السوري أن يبقى خارج هذه المنطقة، وكان على روسيا وإيران ضمان بقائه خارجها وكان لدى تركيا مسؤوليات كذلك وأوفت بها".

وأشار أقطاي إلى أن تركيا "أوفت بمسئولياتها"، مشيراً إلى "أنها بادرت بشكل فعلي لوقف سفك دماء المدنيين ومنع موجة هجرة جديدة وضمان عدم تحولها إدلب إلى وكر للإرهاب".

واتهمت موسكو أنقرة بالفشل في تنفيذ الاتفاق، وقالت وزارة الدفاع الروسية مطلع هذا الشهر أن تركيا "لا تفرق بين مقاتلي المعارضة المعتدلين والإرهابيين".

وهدد إردوغان بمهاجمة دمشق إذا لم يتراجع النظام السوري إلى الحدود التي نص عليها اتفاق سوتشي بحلول آواخر فبراير.

وأكد وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، تهديد أردوغان بأن أنقرة "ستتخذ الإجراءات اللازمة" في حال فشلت الجهود الدبلوماسية مع روسيا، بينما أكد أقطاي أن أنقرة تعتزم وقف التقدم السوري في إدلب.

والسبت الماضي، أفادت وسائل إعلامية تركية بأن الحكومة التركية أرسلت تعزيزات عسكرية لدعم نقاط المراقبة.

ونقلت وسائل إعلامية روسية عن مصدر عسكري قوله إن المسلحين في إدلب استلموا أنظمة دفاع جوي قادمة من أنقرة، وذلك بعد إسقاط مروحيتين للنظام السوري.

وبالتزامن مع حرب التصريحات الأخيرة، يتدافع مئات الآلاف للفرار من إدلب جراء العمليات العسكرية، وتخشى أنقرة من تدفقهم نحو حدودها في الوقت الذي تستضيف فيه بالفعل الملايين من اللاجئين على أراضيها.

وفي مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال أردوغان إن "ما يهم اليوم هو أن قرابة مليون شخص من إدلب يتحركون نحو حدودنا... نستضيف بالفعل 3.5 مليون إلى أربعة ملايين شخص. للأسف، لسنا في وضع يخول لنا قبول مليون شخص آخرين".

الخلافات تصل إلى ليبيا

ولم تتوقف حرب التصريحات بين الجانبين عند هذا الحد، ففي تصريحات نقلتها صحيفة "حرييت" التركية، تطرق أردوغان إلى النفوذ الروسي في ليبيا، الوقت الذي تسعى فيه أنقرة لبسط نفوذها هناك.

وقال أردوغان إن روسيا "تدير الصراع في ليبيا على أعلى مستوى"، مؤكداً أن بلاده ستواصل دعمها لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.

ورد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف على تصريحات أردوغان، حيث قال إن مزاعم الرئيس التركي "لا تتوافق مع واقع الأمور".

وأعلنت الأمم المتحدة أن التدخلات الخارجية في شئون ليبيا وإرسال الأسلحة والمقاتلين الأجانب في ازدياد.

وترسل تركيا مقاتلين سوريين إلى ليبيا لدعم حكومة السراج، وهو ما اعترف به أردوغان في وقت سابق خلال مقابلة صحفية، حيث قال: "سيكون لدينا فريق مختلف في ليبيا. لن يكونوا من جنودنا. هذه الفرق والقوات القتالية المختلفة ستعمل معا، لكن جنودنا رفيعي المستوى سيقومون بدور تنسيقي".

تعليقات القراء