قبل ساعات من الإعلان عنها.. ماهي خيارات الفلسطينيين تجاه «صفقة القرن»؟

الموجز - شريف الجنيدي 

يترقب العالم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاصيل خطته للسلام المرعوفة بـ "صفقة القرن"، والتي قال إنه سيعلن عنها يوم الثلاثاء الموافق الـ 27 من يناير الجاري.

ويتسائل المتابعون لتطورات الصفقة والإعلان عنها عن موقف الجانب الفلسطيني، في حال فرض ترامب خطته مع الجانب الإسرائيلي بغض النظر عن موافقة أو رفض الأطراف الفلسطينية.

وأفادت وسائل إعلامية إسرائيلية بأن الرئيس الأمريكي سيعقد اجتماعين منفصلين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنتيامين نتنياهو، وخصمه زعيم حزب "أزرق - أبيض" بيني جانتس، في البيت الأبيض، لإجراء مشاورات بشأن صفقة القرن، قبل الإعلان عنها غداً الثلاثاء.

ردود أفعال غاضبة 

وأثار إعلان ترامب الكشف عن صفقة القرن يوم غد الثلاثاء، غضب العديد من الأطراف الفلسطينية، حيث تباينت الردود فيما اتفقت على أمر وحيد وهو أن توقيت الإعلان عن الصفقة هام جداً بالنسبة لترامب وحليفه نتنياهو.

وقالت حركة "فتح" إن ترامب استخدم الصفقة، في إطار دعمه لنتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، التي ستجري في مارس القادم.

ووصف صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الخطة الأمريكية بـ "احتيال القرن".

أما حركة "حماس" في غزة فقد قالت إن صفقة القرن، تمثل "استهدافاً للوجود الفلسطيني وهوية القدس وعلاقة الأمة بفلسطين والمسجد الأقصى".

وأضافت الحركة، في بيان لها، أن أن "كل هذه المخططات لتصفية القضية الفلسطينية، ما كان لها أن تُطرح، أو يُمرر جزء كبير منها لولا حالة التماهي الإقليمي والدولي معها ".

من جانبه، علّق مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، قائلاً إن "بنود الصفقة ليست سوى تكريس لنظام الأبرتهايد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ولتدمير أي فرص للسلام في المنطقة، ومحاولة لفرض التطبيع مع منظومة الأبرتهايد على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وأن موعد تقديمها ودعوة جانتس و نتنياهو الى واشنطن يكشف محاولة ترامب إنقاذ نتنياهو، و استخدام البطش بالحقوق الفلسطينية كوسيلة لدعم الحملات الانتخابية لترامب ونتنياهو".

وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها أمس الأحد نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن الخطة الأمريكية لحل الصراع تعد "مؤامرة" على الشعب الفلسطيني وحقوقه ومستقبل أجياله.

وأضاف البيان أن توقيت الإعلان عن صفقة القرن يصب في مصلحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

واعتبر البيان صفقة القرن بأنها "مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ومستقبل أجياله"، مشيراً إلى أن توقيتها "مصلحة مشتركة لترامب ونتنياهو على حساب حقوق شعبنا".

وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اختار هذا الوقت بالذات للإعلان عن صفقة القرن من أجل "دعم حليفه وشريكه بنيامين نتنياهو في الانتخابات ومحاولة توفير الحماية له من تهم الفساد التي تلاحقه، واستبدال حالة الجدل الراهنة في إسرائيل حول ملفات الفساد والحصانة بضجة مفتعلة تحت عنوان طرح (صفقة القرن)، حتى يبقى نتنياهو وراء مقود الحكم في إسرائيل، وهو ما يمنح ترامب أيضا الفرصة لتعزيز إمكانية إعادة انتخابه لولاية ثانية عبر إرضاء جمهوره من المسيحيين المتطرفين".

ودعت الخارجية الفلسطينية في بيانها إلى موقف دولي رافض لصفقة القرن، مؤكدة أن الصفقة تحمل "مخاطر وتداعيات تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

وعن التسريبات التي تم تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة، قالت الخارجية الفلسطينية إنها تتحدث "عن ضم ما يزيد على 30% من مساحة الضفة الغربية لدولة الاحتلال في ظل سيطرة إسرائيلية أمنية كاملة على الضفة وابتلاع للقدس الشرقية المحتلة، وإذا صدقت التسريبات بأن الخطة جاءت على ذكر (دولة فلسطينية) فهي مشروطة بجملة من العوامل والعناصر التعجيزية التي تنفي وجودها وأسسها وتفرغها من محتواها القانوني والسياسي".

ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن مسئول فلسطيني، رفض الكشف عن هويته، قوله إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض خلال الأيام الماضية تلقي مكالمة هاتفية من دونالد ترامب، دون أن يكشف مزيداً من التفاصيل.

خيارات الفلسطينيين

يقول المراقبون إن الجانب الفلسطيني لديه العديد من الخيارات المختلفة، مع عدم القبول بالخطة التي سيعلن عنها ترامب غداً الثلاثاء.

والسبت الماضي، نقلت قناة "كان" الإسرائيلية عن مسئولين أمنيين فلسطينيين، لم تكشف عن هويتهم، قولهم إن هناك الآن "أجواء ما قبل الانتفاضة الأولى (1987-1993)"، والقيادة الفلسطينية تدرس قطع العلاقات مع إسرائيل ووقف التنسيق الأمني.

وأفادت القناة بأن رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قرر إلغاء ندوة عسكرية موسعة، كانت مقررة اليوم الإثنين، تحسبا للتصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة مع إعلان ترامب عن "صفقة القرن"

ويقول المراقبون إن هناك عدد من الخيارات أمام الأطراف الفلسطينية، أولها السعي لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني داخليا، ثم التوجه إلى مجلس الأمن الدولي وغيره من الهيئات الدولية، وصولا إلى تفعيل كل أشكال المقاومة الشعبية، ووضع حد للاتفاقات الأمنية والسياسية مع الجانب الإسرائيلي، وفرض مقاطعة شاملة على الاحتلال.

بنود الصفقة

وبحسب تقرير بثه التليفزيون الإسرائيلي، فإن الصفقة التي سيتم عرضها في البيت الأبيض على نتنياهو، وخصمه جانتس، تنص على منح السيادة الإسرائيلية على جميع أنحاء القدس بضم جميع مستوطنات الضفة الغربية التي يزيد عددها عن 100 مستوطنة، وذلك لأجل منع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل.

وزعمت قناة عبرية أن خطة دونالد ترامب تتضمن بنود رئيسية منها:

1 - ضم 30% من أراضي الضفة الغربية لإسرائيل.

2 - ضم المستوطنات الكبرى بالضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية.

3 - إخلاء المستوطنات "غير القانونية" بالضفة الغربية.

4 - تبادل أراضي بين الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، بدلا من تلك التي ضمتها بالضفة.

5- إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على مساحة 70% من أراضي الضفة الغربية.

6 - حرية العمل العسكري الإسرائيلي في مناطق الدولة الفلسطينية.

7 - إبقاء المناطق المقدسة بالقدس تحت السيادة الإسرائيلية.

8 - نقل بعض الأحياء الفلسطينية بالقدس للسيادة الفلسطينية.

9 - الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل.

10 - نزع سلاح قطاع غزة.

تعليقات القراء