«في العباسية».. أماكن ماكينات الأحوال المدنية الجديدة لاستخراج الوثائق«شهادة الميلاد وأنت واقف».. وتفعيل البصمة في بطاقة الرقم القومي

الموجز

أعلنت وزارة الداخلية بدء تشغيل ماكينات الأحوال المدنية الجديدة بداية من 25 يناير المقبل، حيث تتيح الماكينات الجديدة استخراج شهادات الميلاد منها مباشرة، فضلاً عن بعض الوثائق الأخرى. حسبما ذكر موقع "اليوم السابع".

وأوضحت الداخلية خلال حفل عيد الشرطة، أنه تم تركيب الماكينات بالأحوال المدنية بالعباسية والسجلات المدنية والمطارات، وسيتم تعمميها.

وتحرص وزارة الداخلية، على تطوير جميع المواقع الشرطية الخدمية التي يتردد عليها المواطنون، ولذلك اتجهت مؤخرا عبر قطاع الأحوال المدنية لإطلاق خدمة جديدة وهي السجل المدني الذكي، والتي من خلالها يتمكن المواطن من استخراج شهادات الميلاد بسهولة ودون عناء الذهاب إلى مكاتب الأحوال المدنية وفي دقائق معدودة. حسبما نشر موقع "الوطن".

وقال مصدر أمني، إن قطاع الأحوال المدنية أتاح هذه الخدمة في 4 أماكن بشكل تجريبي، وهي قطاع الأحوال المدنية بالعباسية، وداخل مطارات شرم الشيخ والغردقة والبحر الأحمر، لافتا إلى أنه سيجري تعميم تلك التجربة في عدد من المناطق تباعا. حسبما نشر موقع " الوطن".

وأوضح المصدر، أن مصلحة الأحوال المدنية تستعد لتفعيل البصمة العشرية في بطاقة الرقم القومي، وتزويد الماكينات الجديدة بـ قارئ لبصمات اليد وذلك لمضاهاتها عند استخراج بعض أوراق الأحوال المدنية التي تحتاج إلى التأكد من أن صاحبها يستخرجها بنفسه وليس عن طريق الغير.

وتابع المصدر، أن الماكينة الجديدة خاصة بإصدار شهادات الميلاد وتجديد بطاقة الرقم القومي، واستخراج شهادات الوفاة والزواج والطلاق، بجانب القيد العائلي، وغيرها من الأوراق المشروطة بوجود الشخص بنفسه.

وأكد المصدر الماكينة ستوضع في جميع المولات وصالات المطارات ومصلحة الأحوال المدنية وفروعها، وذلك خارج كل مبنى منها، مثل نظام ماكينات الصراف الآلي التابعة للبنوك ولكن خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن نظام الدفع سيكون عن طريق "الفيزا كارد".

ويقام حفل عيد الشرطة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية وعدداً من الشخصيات العامة، لإلقاء الضوء على بطولات رجال الشرطة فى 25 يناير سنة 1952، عندما تصدوا للإنجليز، واستبسلوا لآخر لحظة فى الدفاع عن الوطن، حتى قرر الجنرال الإنجليزى إكسهام منح جثث شهداء الشرطة التحية العسكرية عند إخراجها من مبنى محافظة الإسماعيلية، اعترافًا بشجاعتهم فى الحفاظ على وطنهم.

وتبدأ قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 ، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل اكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج، ووضع سلك شائك بين المنطقتين، بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب، هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا، واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر، وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.

وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952، وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا، حيث انطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة، وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏

وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف، حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة، واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة، وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.

ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين، فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏: "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا"، وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.

 

تعليقات القراء