باشا مصر.. أمير كرارة يحكي قصة الشهيد وائل طاحون أمام الرئيس.. ونجل الشهيد يشارك في احتفالية عيد الشرطة.. ويؤكد: "هكمل المسيرة ومش هنخلص"

الموجز

سرد الفنان الكبير أمير كرارة قصة أسرة "الشهيد وائل طاحون" التي استشهد منها عدد كبير من الأبطال، حيث استشهد "وائل طاحون" وبعده زوج ابنته الشهيد ماجد عبد الرازق، مؤكداً أن ابن وائل طاحون قرر الالتحاق بكلية الشرطة لاستكمال مسيرة والده. حسبما ذكر موقع "اليوم السابع".

وشارك عاطف وائل طاحون، نجل الشهيد العقيد وائل طاحون، في احتفالية عيد الشرطة الـ68، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلا: "والدي وزوج أختي قدموا حياتهم فداءً لمصر، وأصبحوا بالنسبة لي المثل والقدوة".

وأضاف نجل الشهيد: "أصريت أكمل مسيرتهم وأدخل كلية الشرطة مصنع الرجال، وأول ما استشهدوا لقيت نظرة الناس كلها فخر واعتزاز بيهم، وده عطاني العزيمة والإصرار لمواصلة الطريق عشان أكون امتداد للأبطال في تحامل أمن مصر". حسبما نشر "الوطن".

واستكمل: "ولما دخلت الكلية شوفت التحدي والإصرار في عيون الطلبة لمكافحة الإرهاب وأهل الشر، وعاوز أقول للإرهاب واللي واقف وراه إحنا مش هنخلص، وهنفضل نحمي بلدنا".

وقدم الفنان أمير كرارة في أوبريت "الحلم" نجل الشهيد، وضجت قاعة الاحتفال بالتصفيق فور ظهور عاطف وائل طاحون، الطالب بكلية الشرطة، وانهارت والدته في نوبة بكاء وهي تسمع كلماته عن والده وزوج شقيقته الشهيدين، والتزم عاطف في كلمته ودخوله بالتحية العكسرية والشرطية، واستأذن الرئيس في ختام كلمته لتحية أسرته ومصافحتها، وتوجه الطالب في خطوات ثابتة نحو والدته قبل رأسها ويديها وقبل راس شقيقته وطفلها الذي كانت تحمله، وفاجأهم الرئيس بمغادرة مقعده هو وتحية الأسرة والأم والطالب وأمير كرارة، في مشهد أثار دموع الحضور وتصفيقهم.

ووضع الرئيس عبدالفتاح السيسي، إكليلًا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة، وعزفت فرقة موسيقى الشرطة السلام الوطني، كما اجتمع الرئيس السيسي مع المجلس الأعلى للشرطة ضمن مراسم الاحتفال بعيد الشرطة.

ويحضر الاحتفال المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق والدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية واللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة وكبار رجال الدولة وقيادات هيئة الشرطة.

كما قدم عدد من الفنانين وعلى رأسهم الفنان محمود حافظ عرضاً فنياً عن دور العيون الساهرة في حفظ الأمن، وتضحيات شهداء الشرطة بوزارة الداخلية وعلى رأسهم الشهيد وائل طاحون وماجد عبد الرازق وباسم فكري وغيرهم من الشهداء، وذلك خلال عيد الشرطة بالقاهرة الجديدة.

ويقام الحفل بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية وعدداً من الشخصيات العامة، لإلقاء الضوء على بطولات رجال الشرطة فى 25 يناير سنة 1952، عندما تصدوا للإنجليز، واستبسلوا لآخر لحظة فى الدفاع عن الوطن، حتى قرر الجنرال الإنجليزى إكسهام منح جثث شهداء الشرطة التحية العسكرية عند إخراجها من مبنى محافظة الإسماعيلية، اعترافًا بشجاعتهم فى الحفاظ على وطنهم.

وتبدأ قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 ، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل اكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج، ووضع سلك شائك بين المنطقتين، بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب، هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا، واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر، وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.

وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952، وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا، حيث انطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة، وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏

وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف، حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة، واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة، وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.

ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين، فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏: "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا"، وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.

تعليقات القراء